كريتر نت – متابعات
خلافا لتدمير العملية التعليمية وفرض مناهجها الطائفية والعدوانية لتجهيل طلاب اليمن، فرضت مليشيات الحوثي جبايات جديدة على المدارس لتمويل حربها المدمرة.
وتتخذ مليشيات الحوثي الإرهابية مع بداية كل عام دراسي جديد جبايات منهكة بحق الطلاب، حيث أقدمت المليشيات خلال بدء موسم العام الدراسي الجاري على فرض رسود تسجيل باهظة في المدارس الأهلية في العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها.
كما لجأت مليشيات الحوثي لإلغاء مجانية التعليم الحكومي وفرضت بعض الرسوم الباهظة على الطلاب، وذلك لإيجاد مصدر تمويل جديد للحرب التي تشنها ضد أبناء الشعب اليمني.
مبالغ خيالية
وعملت المليشيات مؤخرا على تحديد رسوم التسجيل في المدارس الخاصة بأسعار خيالية وصلت إلى أكثر من 250 ألف ريال نحو (1000 دولار أمريكي) على كل طالب، واعتماد سعر الصرف 250 ريالا يمنيا للدولار الواحد، وهو سعر وهمي مقارنة بأسعار الصرف في مناطق سيطرتها, حيث يبلغ صرف سعر الدولار الواحد 527 ريالا.
ويشكو فكري محمد (50 عاما)، اسم مستعار وهو أحد الآباء في أمانة العاصمة صنعاء، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن المبالغ الباهظة التي فرضتها مليشيات الحوثي كرسوم تسجيل في المدارس الأهلية أجبرته على سحب ملفات أطفاله من إحدى المدارس الخاصة بالأمانة، وتسجيلهم في المدارس الحكومية رغم تطييف المليشيات للمناهج.
ويضيف أن بعض المدارس الأهلية تشترط على أولياء أمور الطلبة دفع رسوم الدراسة بعملة الدولار وبسعر صرف 250، والذي يساوي سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني قبل حرب المليشيات على اليمنيين عام 2015.
ويوضح “فقدنا القدرة على توفير لقمة العيش، أو التعليم جيد لأطفالنا، فالمليشيات دمرت التعليم في المدارس الحكومية، والآن يأتي الدور على المدارس الأهلية”.
متاجرة بالتعليم
مصادر تربوية أكدت في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن فرض المليشيات الحوثية لرسوم الدراسة في المدارس الأهلية وبالأسعار الجنونية، لتمويل قياداتها الخاصة، حرب جديدة ضد التعليم في اليمن من جهة، وتجهيل اليمن من جهة أخرى.
وأضافت المصادر التربوية، أن إجراءات المليشيات سوف تؤدي إلى عزوف الطلاب عن المدارس الأهلية، والتي كانت تتمتع بجودة ولو ليست بالشكل المطلوب، لكنها أفضل حالا من المدارس الحكومية في مناطق سيطرتها، والتي تجبر من يعمل بها على التدريس فيها دون رواتب أو مستحقات مالية.
وأشارت المصادر إلى أن تلك الرسوم لا تشمل رسوم الكتاب والزي المدرسي والمواصلات، والتي تصل في بعض المدارس إلى أكثر من 35 ألف ريال على كل طالب.
المصادر أوضحت أن هناك مدارس أهلية مستحدثة من قبل قيادات مليشيات الحوثي، لتتوسع في السيطرة الكاملة على التعليم الخاص، حيث تروج الوزارة الخاضعة للمليشيات لهذه المدارس وعملت على تخفيض رمزي في أسعار رسومها مقارنة بالمدارس الأخرى.
إلغاء مجانية التعليم الحكومي
لم تكتف المليشيات بفرض الرسوم الدراسية الكبيرة على التعليم الخاص، بل عمدت إلى إلغاء مجانية التعليم في المدارس الحكومية وفرض رسوم تصل إلى أكثر من 15 ألف ريال نحو (50 دولارا أمريكيا).
هذه الرسوم وبحسب مصادر تربوية لا تشمل الكتاب المدرسي، إذ حولت المليشيات الكتاب المدرسي إلى سوق سوداء لبيع الكتب.
ووفق المصادر التربوية فإن ارتفاع أسعار الرسوم الدراسية في مناطق المليشيات، سوف يؤدي إلى حصر التعليم على فئات قليلة من المجتمع، والذي بدوره سيعمل على نشر الجهل والأمية بين أوساط المجتمع، خاصة مع تدهور التعليم في المدارس الحكومية والتي يعزف عنها قطاع واسع من المواطنين.
ويقول محمد راجح (44 عاما)، اسم مستعار، المنحدر من محافظة إب، في تصريحاته لـ”العين الإخبارية”، إنه وبعد أن اتجه إلى إحدى المدارس الحكومية في مدينة إب لتسجيل أولاده الـ4، تفاجأ بأن إدارة المدرسة والتي تشرف عليها شخصيات حوثية، اشترطت عليه دفع رسوم 75 ألف ريال نحو (300 دولار أمريكي).
كما تفرض مليشيات الحوثي على الطلاب دفع مبلغ 8500 ريال يمني نحو (70 دولارا أمريكيا) كمشاركة مجتمعية في المدارس الحكومية في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها وهي أحدث جباية لتمويل حربها المدمرة.
هذه المبالغ الباهظة تنهك المواطن اليمني والذي يمر بظروف قاسية لا يقوى على حملها، نتيجة حرب المليشيات، وانهيار القطاع الاقتصادي والمعيشي وتراجع الأمن الغذائي، خاصة بعد أن كانت عملية التعليم مجانية في المدارس الحكومية.
ويتعرض التعليم في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي لتدمير ممنهج بدءا من المناهج التي تعرضت للتعديل والتحريف وإدخال المواد الطائفية، وصولا إلى حرمان المدرسين من رواتبهم لأكثر من 6 أعوام، وإجبارهم على التعليم، دون حصولهم على أدنى الحقوق.