كريتر نت – متابعات
“عاشوا في دولة تتبنى سياسة سلمية منذ عقود، لكنهم فضلوا الحرب في أوكرانيا”.. عبارة تنطبق على متطرفين ومتطوعين ألمان.
ووفق وزارة الداخلية الألمانية سافر العديد من المقاتلين المتطرفين والمتطوعين من ألمانيا للقتال في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022.
اللافت في سفر المتطوعين الألمان للقتال في أوكرانيا، أن العديد منهم لا يملك صفحة بيضاء، بل إن سجلات العشرات منهم ممهورة بختم “متطرف”، ما لفت نظر السلطات الألمانية.
وقال متحدث باسم الشرطة، لصحيفة “دي فيلت” الألمانية، إن “السلطات الأمنية سجلت رحيل 61 شخصاً من البلاد منذ بداية الحرب، “معروفين للسلطات بأنهم على صلة بالتطرف أو الجرائم ذات الدوافع السياسية”.
وفي حالة 39 شخصاً توجد أدلة واضحة على أنهم غادروا ألمانيا “بنية المشاركة في عمليات قتالية”.
وبين هؤلاء 27 شخصا يتردد أنهم مؤيدون لروسيا ويقاتلون في صفوفها، و12 مؤيداً لأوكرانيا، وهي نسبة غير متوقعة في ظل التوقعات بأن المتطوعين يقاتلون عادة في صفوف الأوكران.
بعض هؤلاء المقاتلين المؤكدين، يمينيون متطرفون، وبعضهم يساريون متطرفون.
ومع ذلك، فإن العدد الفعلي للمتطوعين الألمان، في الحرب الجارية بأوكرانيا، أعلى من المرصود لعدة أسباب، أبرزها أن السلطات لا تجمع سوى بيانات الأشخاص المرتبطين بالتطرف المعروفين مسبقا لدى الشرطة.
الأكثر من ذلك، بعض الجنود السابقين الذين تدربوا في الجيش الألماني انضموا أيضا إلى الفيلق الدولي داخل الجيش الأوكراني.
وفي مفاجأة كبيرة، قالت متحدثة باسم وزارة العدل الفيدرالية لصحيفة “دي فيلت”، إن القانون الألماني لا يعاقب على المشاركة في العمليات القتالية في أوكرانيا، طالما أن المقاتلين الألمان أعضاء في القوات المسلحة النظامية المشاركة في الحرب أو ما يعادلها من فرق المتطوعين والمليشيات.
وتابعت: “لكن هذا لا يحمي المقاتلين من التحقيقات في جرائم حرب محتملة”.
فيما لم يرغب مكتب المدعي العام الاتحادي في التعليق على ما إذا كانت هناك إجراءات تحقيق ضد مقاتلين غادروا البلاد للقتال في أوكرانيا.
بدوره، قال السياسي المنحدر من الاتحاد الديمقراطي المسيحي “يمين وسط” رودريش كيسويتر ، في تصريحات لـ”بيلد”: “يجب محاكمة الأشخاص أو المتطرفين الذين ينضمون طواعية إلى القوات المسلحة الروسية أو الجماعات الإرهابية، من أجل المشاركة في الهجوم على أوكرانيا، بعد عودتهم إلى ألمانيا”.
وتابع: “يجب محاكمة هؤلاء لأنه يمكن الافتراض أنهم متورطون بشكل منهجي في جرائم حرب وجرائم انتهاك حقوق الإنسان”.