كريتر نت – متابعات
باشرت وكالة “ناسا” الأميركية بالتعاون مع إدارة الدراسات المستقبلية الواعدة التابعة لوزارة الدفاع تصميم وتصنيع محرك صاروخي نووي للقيام برحلات فضائية إلى المريخ. وأُسندت هذه المهمة إلى شركة “لوكهيد مارتن” لتصميم وتصنيع صاروخ يعمل بالدفع النووي بهدف استخدام هذه التكنولوجيا في مهام مستقبلية إلى المريخ. وأوضح مسؤولون أن البرنامج المتعلق بهذا الصاروخ الذي يقوم على تكنولوجيا الدفع الحراري النووي المتقدمة يسعى لإجراء رحلته التجريبية الأولى إلى الفضاء بحلول العام 2027.
ويعتبر القطاع النووي حلاً لتوفير كميات كبيرة من الطاقة بكفاءة وبكلفة معقولة، ويمكن أن يلعب دورًا هامًا في تلبية احتياجات الطاقة للمستقبل. وشرحت “ناسا” أن الصاروخ الذي يعمل بالدفع النووي الحراري أكثر كفاءة بثلاث إلى أربع مرات من ذلك الذي يعمل بالوقود التقليدي، مشيرة إلى أنه يحدّ من الوقت الذي تستغرقه الرحلات، وهو عنصر أساسي في إتاحة تنظيمها إلى الكوكب الأحمر.
ففي صاروخ يعمل بالدفع النووي الحراري، مفاعل انشطار نووي يُنتِج درجات حرارة عالية جداً. وتُنقَل هذه الحرارة إلى وقود سائل يتحوّل إلى غاز يتم طرده كما في الصواريخ التقليدية من خلال فوهة لإحداث الدفع.
وقال نائب الرئيس لشؤون استكشاف القمر في قسم الفضاء في شركة “لوكهيد مارتن” كيرك شايرمان إن “أنظمة الدفع الحراري النووية أكثر قوة وكفاءة، مما يتيح انتقالاً أسرع بين وجهتين”. وشدّد على أن “خفض وقت الرحلات عنصر بالغ الأهمية للبعثات المأهولة إلى المريخ كونه يحد من وقت تعرض الطاقم للإشعاعات”. وتتولى شركة “بي.دبليو.إكس تكنولوجيز” تصميم المفاعل النووي. وتوقّع شايرمان أن تُحدث هذه التكنولوجيا أيضاً “ثورة” في البعثات المستقبلية إلى القمر، حيث تعتزم “ناسا” بناء قاعدة قمرية في إطار برنامجها “أرتيميس”.
◙ الصاروخ الذي يعمل بالدفع النووي الحراري أكثر كفاءة بثلاث إلى أربع مرات من ذلك الذي يعمل بالوقود التقليدي
ومن المُقرر أن يبدأ تنفيذ تلك الخطة بإرسال مجموعة من المركبات الروبوتية إلى القمر أوائل العام المُقبل، يليه هبوط رواد فضاء البعثة في القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2025، ثم بناء محطة وقاعدة فضائية قمرية. وبحسب تصريحات تيسل موير هارموني المؤرخة في متحف الطيران والفضاء الوطني التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن، فإن نجاح “ناسا” في مهمتها تلك قد يجعل المغزى التاريخي من بعثة “أرتيميس” إرساء اللبنة المؤسسة لوجود بشري دائم على القمر.
من جانب آخر يستعد مختبر “ناسا” لتسلّم عيّنات من كويكب بينو الذي يبعد أكثر من 300 مليون كيلومتر عن الأرض، ويترقب العلماء بفارغ الصبر هذه القطع الصغيرة التي جمعها مسبار “أوسايريس – ريكس” عام 2020 ويعود بها في سبتمبر المقبل. وسيوفّر درس العيّنات المستخلَصة فهماً أفضل لنشأة المجموعة الشمسية ولكيفية تحوّل الأرض صالحة للسكن. وتأمل “ناسا” أن تكون كبسولة المسبار محتوية على نحو 250 غراماً من العيّنات.
وحُدّد 24 سبتمبر المقبل موعدا للهبوط في موقع قاعدة عسكرية في صحراء يوتا بغرب الولايات المتحدة، بعد سبع سنوات بالضبط تقريباً من إقلاع “أوسايريس – ريكس” من فلوريدا في سبتمبر 2016. وتُنقَل العيّنات بعد ذلك إلى مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس، حيث توضع في صندوق معدني وزجاجي كبير جُهّزَ بقفازات بيضاء طويلة على جوانبه يُدخِل فيها العلماء أذرعهم للتمكن من الإمساك بالعيّنات وإجراء التحاليل اللازمة لها.
ويشكّل إبقاء العيّنات في بيئة معقّمة ومُحكَمة الإغلاق عنصراً ضرورياً لتجنّب تلويثها بعد فتح الكبسولة الذي يتطلب عملاً دقيقاً يستغرق أياماً عدة. وأوضحت المسؤولة عن تخزين العيّنات في “ناسا” نيكول لانينغ “بناءً على نتائج مراقبة الكويكب، نتوقع الكثير من الصخور الداكنة جداً من أنواع عدة يُحتمل أن تحتوي على الكربون ومركّبات عضوية”.
وشرحت أن هذه المركّبات تمثّل “العناصر الأساسية للحياة”، لكنها أشارت إلى أنها ليست في ذاتها عناصر حية. وقالت إن “هذا ما شكّل فعلياً الحافز لفكرة جمع هذه العينات، فاستكشاف هذا النوع من الكويكبات يتيح فهم العناصر الأولى التي غذّت الحياة على الأرض”.