كريتر نت .. /تقرير.. فؤاد المقرعي
منطقة حورة غنية في بلاد الأحمدي، مديرية الأزارق بمحافظة الضالع، قرى جبلية متناثرة على السفوح والأودية، يعتمد غالبية سكانها على الزراعة.
ومن عبق تضاريس هذه القرى الجبلية، المعمورة بالشموخ والعزة، يفوح عطر الشهداء، فهي أرض التضحيات والفداء، لكنها لم تلق حقها من الخدمات من قبل حكومات الثورة، وظلت كما هي تتجرع صنوف المعاناة التي استولت على المنطقة منذ حقب زمنية طويلة؛ وكرستها التضاريس الجبلية الوعرة، وطول المسافات.
غير أن سكانها يتميزون بالصبر والكفاح، نشوتهم المودة والمعروف وهكذا يستمرون رغم قسوة الأيام وشظف العيش.
طلاب الثانوية العامة، أول من يكتوي بنار هذه المعاناة، التي يتكبدها سكان قرى المنطقة المحرومة من الطرقات والتنقل بسهولة ويسر فهم يقطعون مسافات طويلة مشياً على الأقدام، للوصول إلى ثانوية الشهيد محمد محمود في منطقة تورصه.
ساعتان يومياً يقطعها الطلاب والطالبات من حورة غنية وحتى المدرسة، يقاسون خلالها عناء برودة الجو القارس والريح في ساعات الصباح الباكر وخاصة في فصل الشتاء، وحرارة الشمس الملتهبة في الظهيرة.
لكنهم ورغم العناء يصرون على مواصلة تعليمهم الجامعي والتطلع نحو المستقبل، وبينما قرر أوائل الطلاب الإلتحاق بالجامعات؛ وجد كثيرين أنفسهم مجبرين الإلتحاق في السلك العسكري، يدفعهم في ذلك ضغوط الظروف المعيشية الصعبة لأسرهم.
وتتضاعف المعاناة، وبصورة أشد فتكاً، في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار، وتدهور سعر العملة وكلما انتقل الطالب إلى مرحلة تعليمية أخرى، انتقلت معه تلك المعاناة لترافقه في كل جانب.
جهود مجتمعية ..
الواقع المرير الذي تمر به المناطق المحررة بشكل عام وهذه المناطق خصوصاً، لم يمنع المجتمع من الإسهام في التخفيف من هذه المعاناة ليحل الجهد الشعبي مكان الجهات المسئولة ممثلة بالحكومة والسلطات المحلية.
وأمام هذه الحالة أطلق أهالي حورة غنية مبادرة شبابية، تحت شعار « نهضة التعليم والخروج من واقع التهميش » لدعم الطالب الجامعي ورعايته.
وماهذه المبادرة أعتبرها المواطن صورة مثلى تعطي إنطباع جميل، قد يثمر في فتح مسارات نحو المستقبل، ليحل الأمل على أوسع نطاق،
هكذا اختار الأهالي طريق الوصول إلى المستقبل عبر التعاون وذلك بتحملهم نفقة التعليم لطالب الجامعي، ورعايته حتى يستكمل تعليمه.
وهكذا يكابد الناس الصبر دونما ملل، ويتحدون الواقع البئيس، بإمكاناتهم البسيطة والمتواضعة، هناك دفعة من خريجي الجامعات قوامها أكثر من 30 خريج بمختلف التخصصات بما في ذلك الطب، وسيكونوا بإذن الله تعالى رافد للمنطقة.
(وعورة الطريق)
يتكبدوا الاهالي عناء السفر في موسم الصيف الى المحافظة وخاصة جلب المواد الغذائية اوعلاج المرضى فهناك العشرات من الوفيات من النساء بسبب وعورة الطريق وانقطاعها وخاصة بموسم الامطار التي تتدفق السيول على وادي تبن بلاد الاحمدي الغيل التي تعزل المنطقة على مركز المديرية الازارق مماتسبب ارتفاع الاسعار المواد الغذائية وقطع الطرقات الفرعية المودية مديرية الازارق