كتب / صالح شايف
ما تناوله الدكتور ناصر الخبجي في مقابلته المنشورة اليوم يمثل طرحا جديدا تماما وجريء في نفس الوقت وأتسم بقدر كبير من الواقعية السياسية إن لم يكن تكتيكيا ومتفق عليه في قيادة المجلس ومع ذلك يرتبط الأمر بمجمله بتوازن القوى المعنية بما ورد وقبولها من عدمه لذلك وبمآلات الأحداث على الأرض وبالموقف الإقليمي والدولي ؛ وبقدرة الجنوبيين على تمتين جبهتهم الداخلية وتوحيد صفوفهم عبر إستكمال الحوارات والوصول لنتيجة عملية ملموسة تضع حدا للوضع القائم مع ما قد يتطلبه ذلك من إعادة صياغة للتحالفات جنوبيا ومع الأطراف الأخرى وإلى إتقان فن الممارسة السياسية الناضجة والحذرة في نفس الوقت وبما قد تفرضة الظروف القائمة من توزيع وتبادل للأدوار وما إلى هنالك من الفعل السياسي المتعدد الإتجاهات ..
أما الإشارة بأن إنهيار الإتحاد السوفيتي قد دفع بالإتجاه نحو الوحدة فهو أمر غير دقيق وغير صحيح لأن إتفاقية الوحدة كانت في ٣٠ نوفمبر ٨٩م و الإتحاد السوفيتي تم الإعلان عن حله رسميا من قبل جورباتشوف في أخر يوم من عام ٩١م لتبدأ بعد ذلك عملية التفكيك وطرح مثل هذا يدعم ويعزز من يدعون بأن الجنوب هرب إلى الوحدة وهو أمر غير صحيح بالمطلق ..
نأمل أن ينال هذا الطرح السياسي الجديد حقه من البلورة والنقاش الهادئ والموضوعي من قبل الجميع للوصول لرؤية موحدة وموقف جنوبي موحد ..