رأى الباحث لورنس ج. كورب في مقال نشره في مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية، أنه من الهواجس الواجب إثارتها في سياق المحاثات على وقف النار بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وحركة طالبان الأفغانية- والانسحاب المحتمل للقوات الأمريكية- هو مستقبل النساء في أفغانستان.
وقال إنه لا تزال ثمة مخاطر غير مقبولة لأنه من دون وجود قوات أمريكية هناك لتدعم المصالح والقيم الأمريكية، فإن طالبان ستسأنف السلوك غير المقبول حيال النساء. وعلى سبيل المثال، يقول ريان كروكر الذي خدم سفيراً للولايات المتحدة في ست دول إسلامية بينها أفغانستان، إنه على رغم أن النساء حققن مكاسب استثنائية في التربية والأعمال والتشريع ونواحٍ أخرى في المجتمع، فإن هذه المكاسب هشة ويمكن فقط أن تستمر إذا ما دافعت الولايات المتحدة عن جوهر القيم، مثل حقوق النساء. وبدلاً من ذلك، فإن الإطار الحالي، الذي كان ممكناً التوصل إليه من دون تدخل الحكومة الأفغانية، يبدو كأنه استسلام، وفق ما يقول كروكر. وما يجعل هذا الاستسلام أشد قسوة هو ما سيحدث للنساء الأفغانيات بعد أن نغادر.
هواجس نساء
ولفت كورب إلى أن هواجس كروكر حول كيفية معاملة النساء بعد الانسحاب الأمريكي رددت أصداءها نساء أفغانيات عدة يشغلن الآن وظائف رئيسية في البلاد، والعديد منهن كن قد عانين بقسوة على أيدي طالبان عندما كانت هذه الحركة في السلطة في التسعينيات من القرن الماضي. وليس غريباً أن يخفن من تكرار هذا السلوك المشين حيال النساء بعد أن تعود طالبان إلى السلطة عقب الانسحاب الأمريكي المزمع -وحتى لو كانت عودة الحركة فقط إلى أجزاء من البلاد.
واجب أخلاقي وعلى غرار السفير كروكر وغالبية الأمريكيين الذين يعرفون كيف كانت تتم معاملة النساء الأفغانيات عندما كانت طالبان في السلطة، أبدى قلقه من المعاملة التي ستواجهها النساء عندما تعود الحركة الإسلامية إلى الحكومة في إطار اتفاق لتقاسم السلطة. واكد أنه بعد نحو عقدين من الحرب، فإن على الولايات المتحدة واجباً أخلاقياً لضمان عدم عودة النساء في أفغانستان إلى رعب التسعينيات- بعد أن تغادر.