كريتر نت – متابعات
أظهرت وثائق جهاز المخابرات المركزية CIAأنّ هدف جماعة الإخوان المسلمين هو القضاء على مفهوم الدولة الوطنية، وأنّ المخابرات الخارجية البريطانية MI6، والمخابرات المركزية الأمريكية، استخدمتا الجماعة لهذا الهدف.
وكشف الكاتب الفرنسي المرموق تييري ميسون، الذي صدر له العديد من الكتب حول الملف، أنّ ما عرف باسم المؤسسة الوطنية الديمقراطية N.E.D، لعبت دور الوكيل الخفي للمخابرات المركزية، لإبعاد أيّ شكوك عن نشاط تلك الجماعة التي وصفها ميسون بأنّها من أكبر شبكات الفساد في العالم، والتي أقامت علاقات، تبدو في ظاهرها غير مشبوهة، مع منظمات وأحزاب سياسية يمينية ويسارية، وتمويلها بالمال، لتقوم بمهمة الدفاع عن مصالح أمريكا، وليس مصالح الأعضاء المنضمين إليها، وفق مقالة للكاتب عاطف الغمري في صحيفة (الخليج) الإماراتية.
الكتاب الذي سجل فيه ميسون هذه المعلومات عنوانه: “أمام أعيننا حروب زائفة وأكاذيب كبرى”، وتناول فيه أحداث الفترة من 11 أيلول (سبتمبر) 2001، حتى وقت رئاسة ترامب.
وصف المؤلف في كتابه بداية إنشاء الجهاز السري لـ “الإخوان”، الذي طورت نشاطه المخابرات البريطانية MI6، وكانت الاغتيالات السياسية من أهم عملياته.
وكتب تييري ميسون في فصل من كتابه بعنوان: “الإخوان المسلمون قوة مرتزقة لصالح المخابرات البريطانية، والمخابرات المركزية الأمريكية”، يقول: إنّ استراتيجية الأمن القومي التي وضعها المفكر الاستراتيجي زبغنيو بريجنسكي أثناء رئاسة كارتر، جرى شرحها في اجتماع لحلف الناتو بالنمسا عام 1979، وتأكيد أنّ الإخوان لن يلعبوا فقط دوراً رئيسياً ضد السوفييت، وخلق الاضطرابات في وسط آسيا، لكنّهم سيقومون أيضاً بدور أساسي في تفتيت دول المنطقة إلى دويلات معادية لبعضها بعضاً، وهو ما سيصب في مصلحة إسرائيل.
وجرى تطبيق نموذج لذلك بصدور تعليمات إليهم من واشنطن، في فترة الثمانينات، لإحداث تحول في الهوية الوطنية للمجتمع الجزائري، عن طريق إنشاء مستوصف للعلاج المجاني، ومدرسة، إلى جانب مساجد في قرى الجزائر، لجذب الناس إلى دعوتهم، بعيداً عن الدولة، وهو النمط نفسه الذي سار عليه الإخوان في مصر.
وكان الرئيس ريجان قد أصدر في عام 1993 توجيهاً لرئيس المؤسسة الوطنية للديمقراطية MED بأن تساعد كلاً من المخابرات المركزية، وكذلك المخابرات البريطانية، في دعم الإخوان بأيّ شكل من الأشكال.
وفي الفترة من 1972 – 1973، وبتوجيه رسمي من وزارة الخارجية البريطانية، وجهاز المخابراتMI6 ، بدأ السياسي البريطاني سيرجيمس كريج، والسفير البريطاني في مصر ريتشارد بيمونت، حملة مكثفة لتسخير الإخوان في خدمة بريطانيا وأمريكا بالعمل ضد دعاة الدولة الوطنية في مصر.
وفي فترة حكم كارتر، وفي إطار التحركات، لإيجاد ما سمّوه الشرق الأوسط الكبير، كهدف لأمنهم القومي، أصدر بريجنسكي تعليمات بتزويد تنظيم الإخوان المسلمين بالمعدات العسكرية.
واتصالاً بتلك السياسة، وفي ذروة صراع الحرب الباردة، أسست المخابرات المركزية الأمريكية، ومعها المخابرات البريطانية، منظمة تحمل الاسم المختصر wacl، ومعناها العالم ضد الجماعات االشيوعية، وكانت مهمتها توفير الدعم المالي للجماعات الإرهابية، ومنها الإخوان المسلمون، طالما أنّها تخدم أجهزة المخابرات الغربية.
وساهم في ذلك ما سُمّي البنك الإسلاميcci ، الذي ساعد على تأسيسه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي F.B.I، حتى تستطيع المخابرات المركزية استخدامه في تمويل تلك الجماعات، وتمكين الإخوان المسلمين من الاستمرار في أداء المهام التي تكلفهم بها واشنطن.
ويصل المؤلف بوثائقه إلى فترة حكم الإخوان في عامي 2012 – 2013، حيث بدا واضحاً سعيهم نحو تهديد الهوية الوطنية لمصر.
وفي إطار تلك النظرة العامة، وكما يشرح المؤلف، فقد كان هناك تماثل بين الإخوان، وبين تنظيمي داعش، والقاعدة، فقد تشاركوا في العمل على تقويض الدولة الوطنية.