كتب : أ. عادل الزريقي
حكى لي بعض المدرسين وممن كانوا على مقربة من مراكز اختبارات الثانوية العامة لهذا العام ، أن الغش كان متفشيا إلى درجة كبيرة جدا ، خصوصا من قبل النافذين العسكريين والمدنيين والشخصيات الاجتماعية ، الذين كانوا حريصون على إيصال لأبنائهم إجابة أسئلة الاختبارات إلى القاعات بشتى السبل الترهيبية والترغيبية ، كإستخدام نفوذهم في الضغط على مسؤولي تلك المراكز أو إغرائهم بدفع لهم مبالغ مالية وتقديم لهم العزومات والذبائح والهدايا ، وشراء لهم القات الفاخر حتى يسهلوا عملية الغش ، فينجح أبنائهم ويحصلون على أعلى المعدلات ، بل قام البعض في بعض المراكز بإستئجار شخص آخر للقيام بنقل وكتابة إجابة الأسئلة نيابة عن ولده ، بسبب أن الأخير لا يجيد الكتابة بشكل واضح وصحيح ، ولا يجيد الكتابة بدون أخطاء إملائية ، وقد ربما لايستطيع المصحح قراءة ما يكتب كما يعتقد بعض أولياء الأمور .
وهو الأمر الذي اتضح من خلال النتائج التي تحمل معدلات عالية للكثير من الطلاب في مراكز معينة ، وانخفاضها في مراكز أخرى بسبب أن الأخيرة لم يجد الطلاب اي فرصة للغش .
جريمة ترتكب بحق الطلاب وبحق الأجيال القادمة ، وبحق المدرس ، خاصة عندما يدرك المدرس بأن الطلاب الجيدين والاذكياء الذين كان يدرسهم وكان يتوقع بحصولهم وبجدارة على معدلات مرتفعة فيتفاجأ بالاخير أن الطالب الذي كان لا يجيد حتى القراءة والكتابة بصورة صحيحة قد حصل على معدل أعلى بسبب أن والده نافذ أو شيخ قبيلة أو عشيرة أو صاحب ثروة ومال وجاه .
اسلوب التجهيل المتعمد والمقصود لأبنائنا من قبل عقلاء القوم وكبرائهم تنشئ جيل فاسد وفاشل ومستقبل مفخخ بكثير من المشاكل وبسبق الاصرار والترصد والعمدية.
والمصيبة العظمى من هذا وذاك أن تلكم الناس الذين اوصلوا أبنائهم للحصول على معدلات مرتفعة جدا ضجوا الناس وازعجوهم بإطلاق الأعيرة النارية والألعاب النارية وأشعلوا السماء بذلك وايضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتخرج أبنائهم الذين يحملون شهادات ومعدلات مرتفعة بينما هم في حقيقة الأمر جهلة وشبه اميون أبجدياً لا يستطيعون حتى كتابة جملة مفيدة خالية من الأخطاء الإملائية بل حتى أنهم لم يحفظوا جدول الضرب الذي كان في ايام زمان حينما كانت العملية التربوية والتعليمية بخير يحفظه طالب في الرابع الابتدائي .