كريتر نت – متابعات
تغلف عناوين الإثارة والأهداف المستحيلة، تاريخ العمليات السرية لأجهزة الاستخبارات في العالم، لكن بعضها أقرب للغرابة والفشل.
وبين العمليات الغريبة، أو قل الأكثر غرابة في تاريخ العمليات السرية لأجهزة الاستخبارات الكبرى، عملية “اللحية”، حيث استهدفت وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” لحية زعيم أجنبي كبير قبل عقود طويلة.
وبينما كان العالم حبيس حرب باردة بين الشرق والغرب ويقف على أطراف حرب نووية في أية لحظة، كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية تركز عملها بشكل كبير على استهداف الزعيم الكوبي، فيدل كاسترو، لقتله أحيانا، ولتحقيق أهداف أخرى إذا لم ينجح الاغتيال.
عملية اللحية
الأهداف الأخرى يمكن تسميتها بـ”اغتيال الصورة” أو “الاغتيال المعنوي والسياسي”، وكانت أبرز العمليات في هذا الإطار، عملية “اللحية” التي ركزت على استهداف لحية الزعيم باعتبارها أهم مظاهر رجولته وبالتالي الكاريزما السياسية التي يتمتع بها بين شعبه.
كان هدف هذه العملية الغريبة، هو جعل لحية كاسترو أقل رجولة، وتركزت الخطة على رش ملح الثاليوم على حذاء كاسترو خلال رحلة خارجية، حتى يتساقط شعر لحيته ورأسه فيما بعد.
لكن كاسترو ألغى الزيارة الخارجية التي كان من المنتظر أن يخسر فيها لحيته، وفشلت عملية “سي آي إيه” قبل أن تبدأ، مثلها مثل العديد من عمليات اغتيال الزعيم الكوبي.
وإجمالًا، نجا كاسترو من 634 محاولة اغتيال، وفقًا لرئيس مكافحة التجسس الكوبي السابق، فابيان إسكالانتي، قبل أن تحدث الوفاة لأسباب طبيعية في عام 2016 عن عمر يناهز 90 عامًا.
وكوبا في ظل حكم كاسترو كانت مسرحا لإحدى أخطر أزمات الحرب الباردة والتي كادت تكلف العالم حربا نووية بين واشنطن وموسكو، بعد أن نصب الاتحاد السوفياتي صواريخ في البلد يمكنها الوصول إلى الأراضي الأمريكية، فيما عرف بـ”أزمة الصواريخ الكوبية”.
ووقعت أشهر محاولة أمريكية لاغتيال كاسترو في عام 1961 عندما سممت وكالة الاستخبارات المركزية صندوقًا من السيجار المفضل للزعيم الكوبي.
وبعد عام واحد فقط من استيلاء كاسترو على السلطة، قامت الوكالة بتزويد صندوق من السيجار بسم البوتولينوم القوي بما يكفي لقتل أي شخص يضع سيجارا في فمه.
جرى تسليم السيجار إلى “شخص مجهول الهوية” في عام 1961، لكن من غير الواضح ما حدث للصندوق بعد ذلك، لأنه لم يصل أبدا لفم الزعيم الكوبي كاسترو في ذلك الوقت.