كريتر نت – متابعات
يتوقع خبراء الطاقة أن يمدّد السعوديون فترة خفض الإنتاج الطوعي إلى ما بعد شهر سبتمبر القادم، وأن الاتجاه قد يقود إلى زيادة الكميات المخفضة في ظل انخفاض الطلب على النفط من بعض كبار المستهلكين وخاصة من الصين.
وأعلنت وزارة الطاقة السعودية قبل أسبوع تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي البالغ مليون برميل يوميا لشهر إضافي، مشيرة إلى إمكانية حصول تمديد جديد بعد ذلك أو زيادة هذا الخفض. وهذه هي المرة الأولى التي تشير فيها المملكة إلى استعدادها لإجراء تخفيضات أكبر إذا كانت المعدلات السابقة تستغرق وقتا طويلا لتحقيق التأثير المطلوب.
وتبدو التخفيضات الأولى ناجحة بالتأكيد؛ إذ ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 12 في المئة خلال الشهر الماضي، حيث وصلت إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر (87.61 دولار الأربعاء). لكن أسعار النفط الحالية قد تكون منخفضة للغاية بالنسبة إلى السعودية التي تحتاج إلى 100 دولار للبرميل لضبط ميزانيتها.
◙ ضعف طلب كبار مستهلكي النفط قد يدفع المملكة إلى مزيد خفْض الإنتاج، ولمدة طويلة
ويتوقع أليكس كيماني، في تقرير له بموقع أويل برايس الأميركي، أن يدفع ضعفُ طلب مستهلكي النفط الرئيسيين المملكةَ إلى مزيد خفْض الإنتاج. وتظهر أحدث البيانات الواردة من الصين أن واردات النفط الخام تراجعت بـ2.412 مليون برميل في اليوم على أساس شهري، لتصل إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر (10.429 مليون برميل في اليوم) رغم تراجع المخزون.
في الأثناء سجل طلب الهند على النفط لشهر يوليو 4.70 مليون برميل في اليوم، وهو أضعف من توقعات وول ستريت المُحددة بـ4.83 مليون برميل في اليوم. وتباطأت وتيرة نمو الطلب على أساس سنوي في البلاد من 190 ألف برميل يوميا في يونيو إلى 84 ألف برميل يوميا في يوليو.
وراهن محللو السلع في ستاندرد تشارترد على أن السعودية لن تزيد تخفيضاتها، حيث من المرجح أن تشهد مخزونات النفط انخفاضا حادا في المستقبل.
ويبدو تقييم إدارة معلومات الطاقة الأميركية أقل تفاؤلا. وتقدر أن الطلب على خام أوبك سيبلغ متوسط 28.1 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من السنة، أي أقل بـ1.4 مليون برميل في اليوم من نموذج ستاندرد تشارترد. كما كانت توقعاتها أقل بمليوني برميل في اليوم من نموذج وكالة الطاقة الدولية وبـ2.3 مليون من خطط أوبك نفسها.
وتنبأت ستاندرد تشارترد بعجز كبير في أغسطس وسبتمبر وبعدم تسجيل فوائض حتى ينخفض الطلب الموسمي في يناير، وتوقعت إدارة معلومات الطاقة فوائض عديدة خلال تلك الفترة.
ويرى الخبراء أن السعودية قد تختار الانتظار حتى تراجع الغموض الإحصائي قبل أن تقرر ما إذا كانت ستعمل على زيادة تخفيضات الإنتاج.
وتوقع معظم هؤلاء الخبراء أن تضيق أسواق النفط العالمية تدريجيا، بما من شأنه أن يعزز الأسعار بمرور الأشهر. كما توقعت وكالة الطاقة الدولية حدوث نقص في النفط بنحو 1.7 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من العام. ورجح خبراء السلع في ستاندرد تشارترد أن تسجل أسواق النفط العالمية عجزا في الإمدادات يبلغ 2.81 مليون برميل يوميا في أغسطس، و2.43 مليون برميل يوميا في سبتمبر، وأكثر من مليوني برميل يوميا في نوفمبر وديسمبر.
كما توقعوا انخفاض المخزونات العالمية بمقدار 310 ملايين برميل بنهاية سنة 2023 و94 مليون برميل آخر في الربع الأول من سنة 2024، بما يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.
وقد يصعب التنبؤ بسوق الغاز الطبيعي لأن الأسعار تتواتر. وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية بأكثر من 30 في المئة الأربعاء، حيث خشي المتداولون احتمال خفض إمدادات الغاز الطبيعي المسال من أستراليا، المصدر العالمي الرائد للسلعة.
وقفز مؤشر “تي تي أف” الأوروبي إلى 42 يورو لكل ميغاواط في الساعة خلال تداول الأربعاء، أي أنه ارتفع بنسبة 35 في المئة عن اليوم السابق، وبلغ أعلى نسبة له منذ منتصف يونيو الماضي.