الرباط – محمد ماموني العلوي
تحصل المغرب مؤخرا على شحنات من أنظمة الدفاع الإسرائيلي “باراك إم أكس” المضادة للصواريخ ضمن خطة المملكة لتحديث الترسانة العسكرية الدفاعية تماشيا مع دورها كلاعب إقليمي وازن في معادلة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويتميز نظام الدفاع الجوي والصاروخي “باراك إم إكس”، الذي يمكن تهيئته للاستخدام البحري أو البري ومخصص للاستخدام ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار، بثلاثة صواريخ اعتراضية متوفرة لنطاقات مختلفة، وكلها مزودة بباحث نشط، وتوفر “حلولاً متكاملة واحدة للتهديدات الجوية المتزامنة والمتعددة من مصادر مختلفة ونطاقات مختلفة”.
وتقول شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية إن “النظام قادر على مواجهة المعارك وصد مختلف التهديدات المحيطة، مع قدرته على التصدي لمختلف التهديدات الجوية من طائرات مسيرة ومقاتلات جوية، وقذائف الكروز، وصواريخ السفن، إلى جانب الطائرات من نوع TBM، وطائرات الهليكوبتر، والقنابل الشراعية، وكذلك توفره على نظام الاعتراض التلقائي”.
ونوقشت صفقة أنظمة الدفاع “باراك إم أكس” خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في نوفمبر 2021 إلى الرباط، والتي وقّع خلالها مذكرة دفاع مع نظيره المغربي عبداللطيف لوديي حيث اتفق الوزيران على إضفاء الطابع الرسمي على التعاون الأمني في مذكرة تفاهم مهدت الطريق لتعاون استخباراتي أوثق ومبيعات أسلحة.
ويقول نبيل الأندلوسي رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية إن هذا النظام الصاروخي “يدخل ضمن إستراتيجية المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية، لأجل تحصين الأمن القومي من منطلق دفاعي”، مشيرا إلى أن “تطوير القوات المسلحة الملكية لقدراتها الدفاعية والهجومية باقتناء ما هو دقيق وفعال يشمل كل الأنظمة الجوية والبرية والبحرية”.
ولفت الأندلوسي في تصريح لـ”العرب” إلى أن “الانفتاح على الجيل الجديد من الأسلحة والأنظمة الدفاعية والصناعة التكنولوجية الحربية الدقيقة التي تملكها دول مؤثرة على الصعيد العالمي منها إسرائيل والصين والولايات المتحدة التي تدعم المملكة بأسلحة من الجيلين الرابع والخامس، فرضته التحديات الأمنية المطروحة في منطقة المتوسط وأفريقيا”.
وتفتح اتفاقية التعاون العسكري الطريق أمام مبيعات عسكرية محتملة وتعاون ثنائي، والدخول في مشاريع مشتركة، حيث يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل بحاجة إلى الاستمرار في التقارب الثنائي، وأن تستمر في التطور والتوسع.
وقال مختصون في الشأن العسكري إن المغرب يعمل على الاستفادة من القدرات الفنية في العمليات الإسرائيلية خاصة في الميدان السيبراني وأسلحة الجيلين الخامس والرابع والطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى لحماية أرضه من التهديدات المختلفة التي تفرضها التغيرات على مستوى الحروب الهجينة التي باتت تعتمد على الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى والطائرات المسيرة.
النظام قادر على مواجهة المعارك وصد مختلف التهديدات المحيطة
واقتنى الجيش المغربي في وقت سابق نظام الدرع الصاروخي “سكاي لوك” الإسرائيلي كجزء من رؤية المغرب لتحديث قدراته العسكرية، وخمسة أنظمة دفاعية مضادة للطائرات بدون طيار من نفس الشركة الإسرائيلية، كما عقد صفقة لشراء مسيرات “سباي أكس” الانتحارية.
وسيكمل نظام الدفاع الجوي “باراك إم أكس” الأنظمة الأخرى التي يستخدمها المغرب حاليا بما في ذلك الأنظمة الصينية والأميركية.
وكانت تقارير غربية قد كشفت حصول المملكة على منظومة الدفاع الجوي “أف دي – 2000 بي” الصينية. وفي أبريل الماضي وافقت الإدارة الأميركية على حصول المغرب على نظام “هيمارس” للدفاع الجوي.
ويعتمد المغرب في صفقات تسليحه على المحور الإسرائيلي – الأميركي، مع انفتاحه على شركاء آخرين كالصين وتركيا، كما يعمل على توطين صناعة عسكرية وطنية باستقطاب شركات عالمية رائدة في الصناعات الدفاعية، وهو ما أبان عنه باستقطابه لشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية المتخصصة في صناعة الدرونات، وكذلك الشركة الأميركية “برات آند ويثني” المتخصصة في صناعة محركات الطائرات العسكرية، حيث من المنتظر أن تفتح الشركتان فروعا لهما في المغرب في المستقبل القريب.
المغرب يعتمد في صفقات تسليحه على المحور الإسرائيلي – الأميركي، مع انفتاحه على شركاء آخرين كالصين وتركيا
وهناك لقاءات مستمرة بين المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والمغاربة في سبيل دفع المبادرات العسكرية بين البلدين لعام 2023، فضلا عن تعزيز التعاون العسكري في مجالات التدريب وتبادل الخبرات، وتطوير الأسلحة ونقل المعرفة، خصوصا بعد توقيع عدد من اتفاقيات الدفاع لفائدة تعزيز الترسانة العسكرية للقوات المسلحة الملكية المغربية.
وفي العام الماضي أعلنت المديرية الوطنية الإسرائيلية للفضاء الإلكتروني أن رئيسها التنفيذي يغال أونا وقّع اتفاقية تعاون مع السلطات المغربية من شأنها مساعدة الشركات الإسرائيلية على بيع المعرفة والتكنولوجيا، وكان ذلك أول اتفاق للدفاع الإلكتروني بين البلدين منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
وتشرف وزارة الدفاع الإسرائيلية على جميع صادرات الأسلحة كما أنها تدير المفاوضات بدلاً من شركات الدفاع نفسها، حيث تقدم إسرائيل أحدث المنتجات من الطائرات الهجومية بدون طيار إلى نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، وسيكون هذا النظام الجديد الذي اقتناه المغرب بمثابة جدار أمني في الجو لمنع أي محاولة اختراق للهجوم أو الاستطلاع الاستخباراتي.
ويعمل المغرب على تعزيز قدراته الدفاعية من خلال إعطاء الأولوية للدفع قدما بمخطط تجهيز وتطوير القوات المسلحة الملكية وفق برامج مندمجة ترتكز خصوصا على توطين الصناعات العسكرية وتنمية البحث العلمي، وذلك بإبرام مجموعة من الشراكات والاتفاقيات مع مراكز البحث والجامعات المغربية بغية تنفيذ مشاريع ذات قيمة تقنية عالية، من أجل تطوير تجهيزات ذاتية للقوات المسلحة في مجالات مختلفة.
المصدر العرب