كريتر نت – متابعات
لم تعد خافية تلك العلاقة المشبوهة بين الحوثي والتنظيمين الإرهابيين (داعش والقاعدة)، فقد استحضر عبد الملك الحوثي زعيم ميليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها (داعش والقاعدة)، في خطابه الذي ألقاه السبت خلال فعالية طائفية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي.
وقد تضمن خطاب الحوثي تهديداً ووعيداً، في شكل رسائل مباشرة للتحالف العربي بقيادة السعودية التي تخوض مفاوضات مباشرة معهم في العاصمة العُمانية مسقط، ورسائل غير مباشرة للغليان الشعبي الذي تشهده مناطق سيطرتهم، ومن أبرزها إضراب المعلمين احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم، ونهب الإعانات المالية المقدمة عبر الـ (يونيسيف).
وحمل خطاب عبد الملك الحوثي هذه المرة الكثير من المصطلحات التي تستخدمها قيادات التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل (داعش والقاعدة)، أبرزها التذكير بفريضة الجهاد والحديث عمّا سماها المفاسد في بلاد المسلمين والضلال والكفر في بلاد المشركين، وأهمية التحرك للخلاص منها، بحسب ما رصده موقع (نيوز يمن) المحلي.
الحوثي، في خطاب طويل، سرد تفاصيل وقصصاً زعم أنّها حدثت في التاريخ الإسلامي قبل أكثر من (13) قرناً، ليدخل بعدها في متاهات ما يحصل في العالم العربي والإسلامي والأفريقي والأوروبي والأمريكي، ويعود كعادته للتباكي على اليمن الذي أدخله بمشروعه الطائفي في نفق مظلم، ومن ثم الحديث عن الحصار والعدوان والمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، وهي مصطلحات أصبحت أساس كل خطاب يلقيه، والتطرق إلى مزاعم نهب الثروات النفطية في مأرب وحضرموت، في وقت تنهب فيه ميليشياته إيرادات البلاد التي تقدّر بـ (4) أضعاف.
وشدد عبد الملك الحوثي على فريضة الجهاد باعتبارها فريضة مقدّسة، وأهمية أن يكون التحرك تحركاً جهادياً ثورياً، قبل أن ينتقل إلى التهديد بالتصعيد في حال لم تتم الاستجابة لمطالبه وشروطه، التي زعم أنّها غير تعجيزية، في حين يراها العالم أنّها شروط غير قابلة للتنفيذ.
عبد الملك الحوثي قال في خطابه: “نحن لا يمكن أن نسكت عمّا هو حاصل طويلاً، أفسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي، إذا لم تحصل تطورات إيجابية، فإنّ موقفنا سيكون موقفاً حازماً وصارماً”، قبل أن يتباهى بتطوير قدرات ميليشياته العسكرية.
واعتبر الغليان الشعبي في مناطق سيطرته؛ بسبب ممارسات وانتهاكات ميليشياته، مؤامرات لإثارة الفتن، ملوّحاً باستخدام القوة والعنف ضد أيّ تحركات شعبية تحت مزاعم “الحصار والعدوان”.
وبحسب تقارير يمنية، يعود أول تعاون مباشر بين التنظيمين الإرهابيين في اليمن (القاعدة، والحوثي) إلى عام 2015، عقب دخول ميليشيات الحوثي كوسيط بين إيران وبين تنظيم (القاعدة) في صفقة تبادل أسرى، للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفاً لدى التنظيم، مقابل إطلاق طهران سراح (5) من كبار قادة (القاعدة) من السجون الإيرانية.
ومنذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الدولة في أيلول (سبتمبر) 2014، حاولت استدعاء الإرهاب، بغرض تسويق نفسها للغرب كشريك في محاربة الإرهاب، وذلك في مساعٍ مكشوفة تستهدف مغازلة القوى الكبرى، وخاصة واشنطن، التي يرفع الحوثيون في وجهها شعار: الموت لأمريكا، وابتزازها بورقة الإرهاب للحصول على امتيازات أكبر، إضافة إلى استدرار التعاطف الدولي، وفقاً لما يراه خبراء أمنيون ومختصون في هذا الجانب.