كريتر نت – متابعات
استحقاقات سلام في اليمن وأدته مليشيات الحوثي مبكرا، وسط تحركات دولية وإقليمية لمنع تفجر مسار ينشده اليمنيون للخلاص من أتون الحرب.
فبعد أيام من تهديدات حوثية بتفجير الحرب، طار المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، إلى مسقط ليتبعه تحرك وفد عماني إلى صنعاء، في مسعى لاحتواء عودة التصعيد من جديد.
وكانت مليشيات الحوثي قد هددت على لسان زعيمها عبدالملك الحوثي بقصف الجزر والموانئ اليمنية وخوض جولة جديدة من الحرب، ما أثارت مخاوف أممية من نسف جهود السلام.
وتزامنت تهديدات مليشيات الحوثي، مع هجمات على الأرض شهدتها مأرب وشبوة والضالع وتعز، حتى خلال الأيام الأربعة التي ظل فيها الوفد العماني يتنقل في صنعاء.
وأمس الأحد، غادر وفد عماني صنعاء بعد زيارة استمرت 4 أيام، دون الإعلان عن أية نتائج.
وجاءت زيارة الوفد العماني في سياق جهود منسقة مع الأمم المتحدة، من أجل الدفع باتجاه التوصل اتفاق أكثر شمولا تمهيدا لاستئناف عملية السلام المعطلة منذ سنوات.
ورفض الحوثي التفاوض حول بند المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، زاعما أنها “استحقاقات إنسانية”، مشيرا إلى أن المشاورات مع الوفد العماني ناقشت خوض جولة جديدة من المفاوضات.
ويرى مراقبون ومحللون أن الانقلابيين يبحثون عن اعتراف دولي وإقليمي، وسط تعنت مستمر منهم تجاه أية عملية تقود لسلام دائم في اليمن.
ملف ملغوم
يقول الناشط والإعلامي اليمني أدونيس الدخيني، إن النقاشات الدولية والإقليمية تتركز منذ عامين حول المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ولم تصل بعد إلى الملف الحاسم أو كما وصفه بـ “الملف الملغوم”.
وفي حديث مع “العين الإخبارية”، أضاف “المقترحات التي تطرح على طاولة النقاش لم تخرج لوسائل الإعلام وما تردد هو نقاط عامة يتركز النقاش حولها منذ عامين كموضوع صرف رواتب الموظفين”.
وعن مطالب مليشيات الحوثي، أوضح أنها تطالب بتسليم رواتب الموظفين وعناصرها، من إيرادات النفط في مناطق الشرعية في وقت ترفض توريد إيرادات موانئ الحديدة والاتصالات، إلى جانب تسيير المزيد من الرحلات إلى مطار صنعاء.
وتابع “تريد مليشيات الحوثي تقديم نفسها كدولة”، محذرا من الموافقة على بند تسليم المرتبات تحت أي طريقة.
تعنت واشتراطات مجحفة
رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري، يرى أن تعنت الحوثي واشتراطاته غير المعقولة، كل ذلك يأتي بهدف عرقلة مسار الحل السياسي واستمرار حربها ضد الشعب اليمني.
وأبدى الشميري تشاؤمه إزاء التحركات المنسقة مع المبعوث الأممي، قائلا إنها “تدور في فلك فارغ” بسبب تعنت الحوثي.
وأضاف الباحث السياسي “ليس هناك من أفق حقيقية للتسوية السياسية، ذلك لأن كل المؤشرات لا تدل على أن هناك أبجديات أولية لاتفاق سلام من قبل المليشيات الحوثية، أو تقديم أية تنازلات كفتح طرق مدينة تعز، وطريق مدينة حيس، وجميع المناطق المحاصرة”.
وعن المباحثات مع المليشيات، لفت الشميري إلى أن “أقصى ما يمكن تحقيقه هو تخدير مؤقت للوضع العسكري، وأن المرحلة القادمة سوف تشهد فراغا في العملية السياسية”.
مستدركا ” لكن يمكن أن تحدث بعض الحلول في موضوع خزان صافر، وتبادل الأسرى، والتخفيف من الأزمة الإنسانية”.
وطالب الباحث اليمني، المجلس الرئاسي، بـ”توحيد الجبهة الداخلية، لمكافحة مليشيات الحوثي، كتوحيد بعض المشتركات بما يتعلق بالمواجهات العسكرية وإعادة ترتيب صفوف الجيش وترك القضايا الخلافية الشائكة إلى أجل آخر”.
وأشار إلى أن ذلك كله يتزامن مع التحشيد الحوثي على الأرض، وتهديداته المستمرة بالقصف للجزر والموانئ اليمنية.
ويرى الشميري أن تهديدات المليشيات الحوثية الأخيرة، بقصف الجزر والموانئ اليمنية، والزحف نحو محافظات مأرب والبيضاء وتعز ولحج ، سوف تواجه برد فعل من قبل القوات الحكومية.
غير أنه أكد الشميري على “حاجة الحكومة الشرعية لتعزيز قواتها العسكرية وأن تنتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، الأمر الذي سيعزز أي أوراق ضغط قادمة لأي اتفاقات حتى لو كانت فرعية”.
وفي إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، أبلغ المبعوث الأممي لليمن، أن أطراف الصراع تُظهر استعدادها للبحث عن حلول للأزمة، لكنه أكد في الوقت ذاته، الحاجة إلى ترجمة هذا الأمر إلى خطوات ملموسة.