كريتر نت – متابعات
أعاد الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية رفعت سيد أحمد استعراض إحدى مراحل تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، وتخابر قادتها مع دول استعمارية، محاولاً ربط مرحلة التأسيس بما يحدث في الوقت الراهن من خيانات وتخابر مع الاستخبارات الأجنبية.
وقال عبر قناة (إكسترا نيوز): إنّ السبب الجوهري لحلّ جماعة الإخوان في عام 1954 هو التخابر مع الإنجليز والتفاوض مع المستعمر، مؤكداً أنّ بيان الحل في 14 كانون الثاني (يناير) 1954 حدد أكثر من (10) أسباب.
وأضاف: “ما جاء في البيان الذي صدر كأنّنا نتحدث اليوم، فقد تناول تشكيل جيش موازٍ، والتفاوض مع المستعمر من خلف ظهر النظام، وبذر بدايات العنف في الجامعات المصرية”، وفق ما نقلت صحيفة (اليوم السابع).
وتابع الكاتب والباحث: “كان هناك صدامات مسبقة، إلى أن جاء شهر تشرين الأول (أكتوبر) 1954 وكانت حادثة الاغتيال في المنشية بالإسكندرية، وهذا الحادث جعل النظام أمام اختيار شعبي، فقد استخدمت كتائب الإخوان العنف في الأعوام السابقة على هذا الحادث في المناطق الشعبية والجامعات، وهو ما دفع الناس إلى المطالبة باتخاذ موقف ضد هذه الجماعة.
وقال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية: إنّ ما جرى في المنشية كان حادثاً مدبراً ومخططاً له من جانب جماعة الإخوان الإرهابية، مشيراً إلى أنّ الشهادات أكدت وجود تنظيم كان يخطط بشكل أساسي للتخلص من أقوى شخصية في مجلس قيادة الثورة، وهو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضاف أنّ استثمار النظام لما جرى في المنشية طبيعي، مشدداً على أنّ النظام لم يدبر هذا الحادث، لكنّ غباء الجماعة، وعدم قناعتها بتقاسم السلطة في مصر، هو الذي كان وراء الحادث، وهو ما يذكّرنا بما حدث في ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013.
وتابع الباحث: إنّ القوات المسلحة المصرية قابلت مرسي قبل الثورة، وعرضت عليه المطالب الشعبية، ولو كان هناك ذكاء سياسي لدى هذه الجماعة، لقبلت المبادرة التي عرضتها القوات المسلحة عليها قبل (10) أيام من الأحداث الشعبية الرهيبة، ولكنّ المكابرة والانفراد بالسلطة جعلت الجماعة لا تقبلها، وهو ما جرى مع الرئيس السابق عبد الناصر.
وواصل: “لدى جلسات مع بعض قيادات الإخوان، ومنهم عصام سلطان، أكد من خلال أقاربه أنّ حادثة المنشية حقيقية ومدبرة تمام التدبير، ولكنّ استثمار النظام الناصري الجديد لذلك الحادث شيء طبيعي ومنطقي، فهو تعرّض لمحاولة قتل، وكان من الطبيعي أن يجفف منابع هذا الفكر الذي قاد إلى حمل السلاح، حتى لا يتكرر الأمر”.
وقال الكاتب والباحث رفعت سيد أحمد: إنّ (9) أفراد من جماعة الإخوان فقط جرى إعدامهم في الحقبة الناصرية، موضحاً: “(6) أشخاص أعدموا عام 1954، و(3) أشخاص في عام 1965م”.
وأضاف: “بالنسبة إلى الاعتقالات، فقد جرى الإفراج عن العشرات منهم تباعاً، حتى سيد قطب نفسه عندما أُفرج عنه كوّن تنظيماً”.
وتابع الكاتب والباحث أنّ السيناريست الراحل وحيد حامد عندما كتب الجزء الثاني من مسلسل الإخوان جاء فيه أنّ سيد قطب كان يحصل على مساحة حرية، حتى أنّ الإخوان أنفسهم لم يعترضوا، وبالتالي، فإنّ ما قيل بشأن تعرّض الجماعة للمجازر والتعذيب والقتل كان زائفاً، فقد اعتادت الجماعة على الكذب على التاريخ، واستخدامه وسيلة لتبييض صورتها، وإظهار ما هو غير الحقيقة.
وواصل: “كان هناك صراع على الحكم بسبب الرغبة في الانفراد بالحكم، وعدم الرضا بالمساحة الديمقراطية مع القوى الأخرى الموجودة والمسيطرة على الحكم، ولم يكن صراعاً بين الإسلام والكفر، وبعد 1965 انحاز عبد الناصر للقطاعات الواسعة التي كانت الجماعة تخاطبها، فسحب من الإخوان البساط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، الذي قد يوفر لهم بعد ذلك القدرة على التجنيد”.