كريتر نت – متابعات
غفوة وتعليق صامت، حدثان أثارا غضبًا في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال تفقد الرئيس جو بايدن، أمس الإثنين، جزيرة ماوي، الواقعة في هاواي، بعد أن اجتاحتها حرائق الغابات، ما أودى بحياة أكثر من 150 شخصا.
وبعد 13 يومًا من أعنف حرائق الغابات في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، قطع الرئيس بايدن مؤقتا إجازته التي يقضيها حاليا في بحيرة تاهو، مقدمًا تعازيه إلى أولئك الذين فقدوا بعض محبيهم في الحرائق، قائلا إن الأمة “تحزن معكم”.
إلا أن زيارة الرئيس الأمريكي التي تفقد خلالها الدمار الذي خلفته حرائق الغابات والذي وصفه بأنه “ساحق”، قوبلت بردود فعل غاضبة، بسبب سلوكين لبايدن، على هامش تلك الجولة.
فماذا فعل؟
عندما سُئل عن ارتفاع عدد القتلى في 13 أغسطس/آب الجاري في أثناء وجوده على شاطئ ديلاوير، أغضب بايدن بعض سكان هاواي بقوله: “لا تعليق”، والتي فسرها جمهوريون بأنها محاولة من الرئيس الأمريكي لتجاهل المأساة.
إلا أن البيت الأبيض حاول في وقت لاحق تبرير الموقف، قائلا إن بايدن لم يتمكن من سماع السؤال.
وتعرض الرئيس والوكالات الفيدرالية التي يشرف عليها لانتقادات من سكان هاواي الذين يقولون إن المساعدات غير كافية وسيئة التنظيم. وقاد الجمهوريون شعلة الانتقادات الموجهة للرئيس الديمقراطي، لأنه قضى عطلتين منذ اندلاع الحريق في 8 أغسطس/آب الجاري.
واستغل الجمهوريون فترة صمت استمرت 5 أيام تقريبًا بين تعليقات بايدن الأولى حول الحرائق وعندما تحدث علنًا بعد ذلك عن المأساة.
إلا أن الرئيس سعى خلال الزيارة، إلى طمأنة السكان بأن الحكومة ستدعم تعافيهم، مشيرًا إلى شجرة لاهاينا بانيان التاريخية التي كانت تقف في مكان قريب، وقد احترقت فروعها، قائلا: “الأشجار تعيش لسبب ما. أعتقد أنه رمز قوي جدًا، لما يمكننا فعله وما سنفعله لتجاوز هذه الأزمة. وطالما استغرق الأمر، سنظل معكم، والبلد كله سيكون معكم”.
ومع وجود نحو 850 شخصًا في عداد المفقودين، وفقًا لرئيس بلدية مقاطعة ماوي، ريتشارد بيسن، فمن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى إلى 115 شخصًا على الأقل، حيث يقوم المستجيبون للطوارئ والكلاب بالبحث في الأراضي القاحلة المحروقة عن الضحايا.
ورغم أن استجابة إدارته لحوادث حرائق الغابات وصفت بـ”البطيئة”، إلا أنها لم تكن وحدها محور انتقاد بايدن، ففي أثناء لقائه ناجين من الحرائق التي اجتاحت ماوي، غفا الرئيس الأمريكي، ما أثار انتقادات عارمة لاحقته.
بايدن نائما
وتداول مغردون على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) مقطع فيديو، يظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن، يجلس مطأطئ الرأس، في حين يلقي أحد الحاضرين كلمة تحدث فيها عن خسارته لعائلته في الحريق.
ذلك المقطع أثار انتقادات من قبل مغردين، قالوا إن الرئيس الذي وصل متأخرًا 13 يومًا إلى المنطقة التي اجتاحتها الحرائق لم يستطع البقاء مستيقظا حتى مواساة الضحايا، فغفا في أثناء الاجتماع.
Optics are getting increasingly worse as Biden falls asleep while meeting with survivors in Hawaii.
— TheStormHasArrived (@TheStormRedux) August 22, 2023
وقال حساب يدعى “The Storm”، في تغريدة عبر حسابه بمنصة “إكس”: “وتزداد الأمور سوءًا مع نوم بايدن في أثناء لقائه بالناجين في هاواي”.
بينما قال حساب آخر يدعى “Hilton Beckham”: لقد مر أسبوعان منذ بدء حرائق ماوي، وحتى الآن: أمضى بايدن إجازتين، وقال “لا تعليق” عندما سئل عن الحرائق، وقارن الدمار بفقدان سيارته الكورفيت تقريبًا قبل 15 عامًا”.
وأضافت ساخرة: “الآن بايدن ينام في أثناء حفل تكريم ضحايا حريق ماوي”.
مأساة أمريكية
وأتاحت الرحلة لبايدن فرصة لإظهار التعاطف الشخصي مع مجتمع هزته الكارثة، وتبديد بعض ردود الفعل العنيفة المبكرة على رد فعله في البداية، عندما أحدثت صوره على الشاطئ في ديلاوير غضبًا داخل المجتمع الأمريكي.
وتقول الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، إن أكثر من 1000 مستجيب فيدرالي موجودون الآن على الأرض في هاواي.
وواجه المسؤولون المحليون انتقادات، ما أدى إلى استقالة رئيس إدارة الطوارئ في ماوي الأسبوع الماضي بعد أن واجهت الوكالة رد فعل عنيفًا، لفشلها في تفعيل نظام الإنذار الخاص بها في أعقاب الحريق.
وقال عمدة مقاطعة ماوي، ريتشارد بيسن، في وقت سابق يوم الإثنين، إنه تم حتى الآن التعرف على 27 من المتوفين وإخطار 11 أسرة.
وقال خبراء إن العثور على الضحايا وتحديد هوياتهم قد يستغرق شهورا أو حتى سنوات، نظرا لحجم الدمار والحالة التي من المحتمل العثور فيها على العديد من الرفات.