كريتر نت – متابعات
سارعت روسيا بإرسال وفد عسكري إلى بنغازي لتنسيق المواقف مع “حليفها” قائد الجيش المشير خليفة حفتر، في ظل أنباء عن تجهيزات فرنسية لشن هجوم على الانقلابيين في النيجر وعلى تمركزات للمعارضة التشادية المتحالفة مع مرتزقة فاغنر.
وتحيط زيارة الوفد العسكري الروسي إلى بنغازي شكوك في ما إذا كان هدفها التنسيق مع قوات الجيش الليبي بشأن ما يجري من تصعيد في الجنوب (إقليم فزان). وتتزامن الزيارة مع أنباء بشأن تجهيز رئيس تشاد محمد إدريس ديبي لقوات كبيرة مدعومة فرنسيا لمهاجمة المعارضة التشادية المتحالفة مع فاغنر في جنوب ليبيا.
وكانت المعارضة التشادية مدعومة بفاغنر قد شنت هجوما على تشاد في أبريل 2021 انتهى بمقتل رئيس تشاد السابق إدريس ديبي. ويحذر محللون ليبيون من أن فزان الذي يحتوي على عدد من الحقول النفطية المهمة قد يتحول إلى أرض معركة بين الروس والغرب.
ويأتي ذلك بعد أيام من تداول تقارير أفريقية تتحدث عن نزول قوات فرنسية في قاعدة الويغ العسكرية الجوية جنوب ليبيا. وزعمت قناة تلفزيونية أفريقية نقل القوات الفرنسية وجودها إلى قاعدة الويغ الجوية في جنوب ليبيا على بعد 500 كيلومتر من الحدود بين النيجر وتشاد، في إطار التطورات الجارية في النيجر.
وحسب قناة “أفريكا ميديا”، الكائن مقرها في دولة الكاميرون، فإن الهدف من الحركة العسكرية الفرنسية هو دخول نيامي عاصمة النيجر، بالتوازي مع توجه محتمل لقوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إلى التدخل عسكريًّا. وفي 2019 سيطرت قوّات حفتر على قاعدة الويغ الواقعة في منطقة القطرون أقصى الجنوب الليبي، بعدما ظلت نقطة تمركز للمرتزقة التشاديين طيلة السنوات الماضية وخروجها عن سيطرة الدولة منذ عام 2012.
ويسيطر الجيش بقيادة حفتر منذ سنوات على إقليم فزان الذي يعاني توترا أمنيا مستمرا بالإضافة إلى التهميش، حيث يبدو الإقليم منذ سنوات كجزء منفصل وبعيد عن صراع الثروة بين الشرق والغرب. وبددت زيارة الوفد العسكري الروسي إلى بنغازي ما يتواتر من أنباء منذ فترة بشأن وجود فتور بين موسكو وقائد الجيش المشير خليفة حفتر.
◙ فزان الذي يحتوي على عدد من الحقول النفطية المهمة قد يتحول إلى أرض معركة بين الروس والغرب
وبدأ الحديث عن الفتور منذ حرب طرابلس التي يرجح محللون أن يكون حفتر قد خسرها في ضوء تفاهمات روسية – تركية أفضت إلى انسحاب مجموعة فاغنر من مواقعها في محيط طرابلس باتجاه الشرق والجنوب، وهو ما عجل بانهيار قوات حفتر. ورغم انتشار مرتزقة فاغنر في عدد من المواقع الإستراتيجية، مثل الموانئ والحقول النفطية وبعض القواعد العسكرية جنوب وشرق البلاد، إلا أن الأنباء لم تتوقف على مدى السنوات الماضية بشأن وجود فتور بين حفتر وموسكو.
وتقول تلك الأنباء إن روسيا تدعم أنصار النظام السابق وتسعى لوصول سيف الإسلام، ابن العقيد الراحل معمر القذافي، إلى السلطة. ووصل مسؤولون عسكريون روس، من بينهم نائب وزير الدفاع، إلى ليبيا الثلاثاء بعد تلقي دعوة من المشير خليفة حفتر. وحفتر الذي يدعم الحكومة في شرق ليبيا، مقرّب من مجموعة فاغنر الروسية الخاصة التي تحرس قواتها البنى التحتية العسكرية والنفطية في البلاد.
وتتنافس حكومتان على السلطة منذ عام في ليبيا: حكومة في الغرب برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وحكومة في الشرق يدعمها حفتر. وذكر تقرير للأمم المتحدة في عام 2020 أن ما يصل إلى 1200 من مقاتلي فاغنر كانوا يدعمون حفتر الذي كان يحاول آنذاك السيطرة على طرابلس. واستمر هجومه أكثر من عام لكنه لم ينجح.
ويقول خبراء إن المئات من مقاتلي فاغنر مازالوا موجودين في البلاد. ويأتي هذا الاجتماع مع تجدد التركيز على نشاطات روسيا في أفريقيا، بعد إعلان رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين في مقطع فيديو نُشر الاثنين أن مجموعته تعمل على “صون حرية أفريقيا”. وقالت وزارة الدفاع الروسية “هذه الزيارة الرسمية الأولى لوفد عسكري روسي إلى ليبيا”.
وأشارت إلى أن الزيارة التي يترأسها نائب وزير الدفاع يونس بك يفكيروف نظّمت بعد محادثات مع ليبيا في منتدى الجيش 2023 ومؤتمر موسكو للأمن الدولي في وقت سابق من هذا الشهر. وأضافت “خلال الزيارة، من المقرر مناقشة آفاق التعاون في مكافحة الإرهاب الدولي وغيرها من قضايا العمل المشترك”.
وبحسب بيان للناطق باسم حفتر أحمد المسماري، فإن الوفد الروسي التقى ضباطا كبارا في قوات حفتر. وذكر البيان أن الجانبين بحثا مسألة “التعاون والتنسيق” بينهما في ما يتعلق بـ”التدريب.. وصيانة الأسلحة والمعدات الروسية” التي تمثل “العمود الفقري” لقوات حفتر. وتحافظ مجموعة فاغنر على وجود عسكري قوي في أفريقيا حيث أبرمت شراكة مع دول عدة من بينها مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.