كريتر نت – متابعات
لسنوات عانت محافظة أبين، جنوبي اليمن، من إرهاب تنظيم القاعدة بعد أن نهش مدنها وقراها، قبل أن تنطلق عملية “سهام الشرق” لتبدأ مرحلة جديدة لاستعادة رونقها كبوابة شرقية لعدن.
وفي 23 أغسطس/آب 2022، كانت الساعة تقترب من الـ6 مساء بتوقيت اليمن، لتبدأ محافظة أبين (جنوب) ربيع الخلاص من أدران تنظيم القاعدة الإرهابي.
دقّت الساعة ومعها أذاعت القوات الجنوبية في اليمن بيان انطلاق عملية “سهام الشرق” بمشاركة قوات الحزام الأمني وشرطة ومحور أبين والمقاومة الجنوبية.
وبدأت العملية البرية العسكرية والأمنية في وقت كان تنظيم القاعدة قد حول محافظة أبين إلى خط متقدم لانطلاق عملياته جنوب اليمن وفي المنطقة برعاية إخوانية-حوثية.
في وقت قياسي تمكنت العملية العسكرية خلال 4 مراحل من الانتشار والسيطرة على مناطق ومعسكرات رئيسية في 6 مديريات خنفر، أحور، لودر، الوضيع، مودية والمحفد.
في هذا التقرير تسلط “العين الإخبارية” الضوء على إنجازات سهام الشرق، وكيف حطمت العملية العسكرية أسطورة “وحش القاعدة” في معاقله الرئيسية، عقب مرور عام من انطلاقها في المحافظة المطلة على بحر العرب.
تهاوي معسكرات القاعدة
قبل انطلاق عملية “سهام الشرق” كان تنظيم القاعدة ينتشر في 10 معاقل رئيسية في أبين، ويتخذها محطات لتدريب عناصره ومنطلقا لعملياته الإرهابية في جنوب اليمن.
لكن بعد انطلاق “سهام الشرق” سرعان ما سقطت تلك المعسكرات والمعاقل واحدا تلو الآخر، كان أبرزها وأكبرها معسكر “وادي عومران” المعروف بـ”تورا بورا” اليمن.
وإلى جانب معسكر وادي “عومران” في مديرية مودية حررت القوات الجنوبية معسكر “وادي السري” في مديرية أحور بخبر المراقشة ومعسكري “عكد” و”سلي” في مديرية لودر.
كما حررت أودية ومعسكرات “موجان” في مديرية أحور و”الخيالة” بمديرية المحفد و”النسيل” في مديرية مودية.
في 8 أغسطس/آب الجاري، أطلقت القوات الجنوبية حملة “سيوف حوس” وهي امتداد للعملية الرئيسية “سهام الشرق” ونجحت في تحرير 3 معسكرات كان قد تراجع تنظيم القاعدة إليها، وهي “الحجلة” و”جنن” و”رفض”.
وتقع هذه المعسكرات على حدود محافظتي شبوة النفطية الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا، والبيضاء الخاضعة لمليشيات الحوثي والتي تمد التنظيم بالعدة والعتاد.
وردا على عملية سهام الشرق لجأ تنظيم القاعدة لشن سلسلة من العمليات الإرهابية، بعضها عبر عناصر انتحارية وأخرى عبر عبوات ناسفة، فضلا عن كمائن مسلحة، كما أدخل في مايو/أيار الماضي طائرات مسيرة على خط المعركة.
وكان من بين أخطر العمليات الانتحارية هجوم “أحور” في 6 سبتمبر/أيلول 2022 بعد 15 يوما من انطلاق عملية “سهام الشرق” وقد أودى بحياة 21 جنديا و18 جريحا، فيما سقط 8 إرهابيين قتلى عقب الهجوم الانتحاري على حاجز أمني.
كما شن التنظيم عمليات إرهابية أخرى بواسطة العبوات الناسفة، وهي بالمئات واستهدفت دوريات وقيادات القوات الجنوبية كان أبرزها تفجيرا إرهابيا استهدف موكب قائد الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد في 10 أغسطس/آب الجاري، ما أسفر عن مقتله وعدد من القادة الأمنيين والقبليين.
مكافحة الإرهاب مستمرة
تزامنا مع مرور عام على انطلاق عملية “سهام الشرق” أكد قادة عسكريون مشاركون في الحملة العسكرية والأمنية استمرار العملية في مكافحة الإرهاب حتى استئصال شأفته.
وقال قائد محور أبين في القوات الجنوبية العميد مختار النوبي إن عملية “سهام الشرق” تمر بمرحلتها الرابعة مع مرور عام كامل على انطلاقها، حيث حققت انتصارات متتالية وطهرت العديد من الأودية والجبال والمعسكرات.
وأضاف في بيان “إن القوات خاضت معارك طاحنة مع التنظيم الإرهابي وملاحقة فلوله في المحافظة، حيث لجأ إلى زرع العبوات الناسفة والكمائن على الطرقات في مديرية مودية لاستهداف قواتنا الباسلة التي فقدت كوكبة من أبطالها عبر عمليات غادرة”.
وأوضح القائد العسكري أن حملة “سيوف حوس” هي استكمال لعملية “سهام الشرق”، حيث واصلت التقدم صوب الجبال والمواقع وتأمين الأودية المحاذية لمحافظة شبوة والبيضاء، مشيرا إلى أن المعركة مع الإرهاب مصيرية ولن تحط العملية أوزارها إلا بعد اجتثاثه من محافظة أبين وجنوب اليمن بشكل عام.
من جهته، قال متحدث القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب إن عملية “سهام الشرق” كسرت شوكة التنظيمات الإرهابية بدعم سخي من قوات التحالف.
وأشار إلى أن المعركة مع الإرهاب طويلة ومستمرة وممتدة منذ 2015 في محافظات عدن ولحج وشبوة وأبين وحضرموت، وتعمل القوات الجنوبية كرأس حربة في هذه الحرب.
ولفت المسؤول العسكري إلى أن عملية “سهام الشرق” وحملة “سيوف حوس” كانتا عمليتين استباقيتين أجهضتا خططاً شيطانية لضرب خطوط الملاحة في مياه البحر الأحمر، وعلى طول الشريط الساحلي الجنوبي على بحر العرب.
في السياق، قال الخبير في الشؤون العسكرية باليمن العميد ركن ثابت حسين صالح إن أهم “نتائج العملية العسكرية على تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة تتمثل في السيطرة على أهم المعسكرات والمواقع التي كانت تتمركز وتنطلق منها القاعدة لتنفيذ العمليات الإرهابية”.
لكن الخبير العسكري أكد لـ”العين الإخبارية” أن السيطرة “لا تكفي وأنه لا بد من ملاحقة هذه العناصر الإرهابية، والقضاء عليها وشل قدرتها على معاودة الهجوم”.