الاستاذ الدكتور معين عبدالملك رئيس الوزراء. المحترم
ترددتُ في بعث رسالتي إليك ، غير انني حسمتُ امري وأبعدت ترددي ، باعتبارك أب ومعلم في المقام الاول قبل كونك رئيس وزراء ، ولن اطيل او أسهب في حديثي وسأدخل في صلب القضية التي قررتُ رفع رسالتي إليك .
خلال الأربع السنوات الماضية تعرض طلابنا واولادي منهم ، للانقطاع المؤقت والدائم للدراسة على فترات متوالية اما بسبب كورونا او جراء إضراب المعلمين .
ولكون موجبات الإضراب واقعية نسلم بها جميعا نجد لهم المبرر والحق ، غير ان عدم استجابة الحكومة لتلك المطالَب المشروعة ومع تزامن بدء العام الدراسي واقترانه بدعوات نقابات للإضراب فقد تملكنا الخوف لضياع عام دراسي جديد آخر ، يطيح بما تبقى من امل لدى الأسر في تعليم اولادها وضياع مستقبلهم امام اعينهم دون ان تصنع الحكومة اي شيء يبدد تلك المخاوف الجمة التي تعتريهم .
دولة رئيس الوزراء
لقد اكملتَ دراستك في مدارس الدولة وذهبت لإكمال دراستك مبتعثا للخارج على نفقة الدولة وعدت ملتحقا في السلك الأكاديمي وربما شاركت قبل الثورة في مطالب تحسين الرواتب والامتيازات للاستاذ الجامعي وبالفعل استجابت الحكومة حينها لمطالبكم وهذا حق مشروع لكم لا غبار عليه ولقد وقفت الى صفكم قوى المجتمع المدني بمختلف توجهاتها .
السؤال اليوم مالذي صنعته حكومتك الموقرة لحل مشكلة شبيهة تماما في ظل وضع معيشي بائس ؟
نخاطب فيك روح الاب وضمير الاستاذ وهمة القائد بالتحرك السريع والاستجابة لمطالب المعلم حتى تنتظم الدراسة ويحضر التلاميذ والطلاب الى مقاعد الدرس كحق طبيعي لا يختلف عليه اثنان .
ضع نفسك مكاننا هل ستبقى صامتا ومستقبل اولادك يتلاشى أمامك سنة بعد سنة ، سيما والسواد الأعظم لا يمتلكون القدرة في توفير البديل للمدارس الحكومية فقد استغرقت جهودهم توفير لقمة عيش حاف لأسرهم ، وأثقلت كاهلهم مطالب الحياة البسيطة والضرورية .
كنتُ من قلة الناس مستبشرا بمقدمك وتصريحك الذي اشعل الهجوم عليك حينما خرجت الصحف بحديثك التركيز على ملف الخدمات ، وحسبت قولك حينها ضرب من الفطانة بتقدير الواقع والابتعاد عن التخندق بين الخصوم ، فهل لك بتنفيذ وعدك وتعهدك الاهتمام بملف الخدمات ، ام هل فهمنا تصريحك بغير معناه الظاهر ؟!
فوات فرصة التعليم بمثابة الحكم بالموت البطيء ، نتمنى انكم تقدرون ذلك وأنك ستقيم الدنيا ولن تقعدها حتى تحل المشكلة من جذورها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اب لأكثر من طالب وطالبة
عزيز الماطري – ابو عمر