كريتر نت – متابعات
تزعج حملة الاستحواذات الخليجية، وخاصة السعودية والقطرية، على الأندية الأوروبية وتأثيرها على أسواق الاتحاد الأوروبي الرياضية، الدوري الإسباني لكرة القدم الذي يبدو كما لو أنه يقود حملة لمواجهة الهيمنة الخليجية على النوادي الأوروبية؛ حيث استغل لوائح الدعم الأجنبي التي أقرها الاتحاد الأوروبي حديثا، لرفع شكوى ضد المساعدات المالية القطرية لنادي باريس سان جيرمان.
وتقول الشكوى إن المساعدات الحكومية القطرية المفترضة لنادي باريس سان جيرمان تغير طبيعة أسعار كبار اللاعبين في الاتحاد الأوروبي من خلال دفع مبالغ أعلى من المعقول.
واستحوذت شركة قطر للاستثمارات الرياضية، وهي شركة تابعة لهيئة الاستثمار القطرية (صندوق الثروة السيادي)، على باريس سان جيرمان منذ 2011.
واستشهد رئيس الدوري الإسباني خافيير تيباس أكثر من مرة بمثال دفع نادي باريس سان جيرمان 260 مليون دولار للاعب البرازيلي نيمار في 2017 وتقديمه 160 مليون دولار العام الماضي للاحتفاظ بكيليان مبابي.
◙ اللوائح الجديدة للمفوضية الأوروبية تسمح بالتحقيق في التمويل القادم من خارج التكتل للمؤسسات العاملة في أوروبا
وشهد الشهر الحالي انتقال نيمار إلى الهلال السعودي مقابل 100 مليون دولار.
وتسمح اللوائح الجديدة للمفوضية بالتحقيق في التمويل القادم من أعضاء من خارج التكتل للمؤسسات العاملة في أوروبا و”معالجة آثارها المشوهة، إذا لزم الأمر”.
وقالت رابطة الدوري الإسباني في بيان إنها “تقدمت بشكوى إلى المفوضية لتلقي باريس سان جيرمان مساعدات أجنبية من دولة قطر، ممّا سمح له بتحسين وضعه التنافسي وإحداث تشوهات كبيرة في العديد من الأسواق الوطنية وأسواق الاتحاد الأوروبي”.
وأكدت رابطة الدوري الإسباني أن هذا التمويل يمكّن الفريق المعني من تعزيز أدائه الرياضي والتأثير على قدرة الأندية المنافسة على جذب اللاعبين الكبار.
ويقول محللون إن شكوى الدوري الإسباني قد تزيد من حدة الضغوط على الدوري الإنجليزي الممتاز لمتابعة نادي نيوكاسل يونايتد المدعوم من السعودية.
وتقود منظمات حقوقية بريطانية حملة للضغط من أجل عدم توظيف الدول الخليجية تمويلها لنوادي كرة القدم في تعميق نفوذها في البلاد، داعية الحكومة البريطانية إلى التدخل.
جيمس دورسي: يمكن أن يكون نيوكاسل في وضع هش ويشبه باريس سان جيرمان في كونه مملوكا لصندوق ثروة سيادي
ووجهت المنظمات رسائل إلى الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد ماسترز، ووزيرة الدولة البريطانية للثقافة والإعلام والرياضة لوسي فريزر، ووزير الدولة البريطاني المكلف بالتجارة والأعمال نايجل هادلستون.
وقالت فيها إنها تشعر بالقلق من أن القوة السياسية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بملكية أندية كرة القدم الإنجليزية الكبرى تمنح الدول الأجنبية نفوذا لا مبرر له.
وأصرت على ضرورة تبني الدوري الإنجليزي الممتاز لمعايير ملكية موضوعية وقوية تمنع الأفراد أو الكيانات، التي من شأنها أن تتأثر بالجهات الحكومية، من الاستحواذ على أندية كرة القدم الإنجليزية.
ويقول الكاتب جيمس دورسي المتخصص في السياسات الدولية “يمكن أن يكون نيوكاسل في وضع هش… ويشبه باريس سان جيرمان في كونه مملوكا لصندوق ثروة سيادي”.
واستحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي في 2021.
وعقب ذلك قال الدوري الإنجليزي الممتاز إنه تلقى تأكيدات ملزمة قانونا بأن السعودية لن تسيطر على نيوكاسل يونايتد، لكنه لم يقدم أي توضيحات عن تلك الضمانات.
وأشارت جماعات حقوقية إلى أن رفع دعوى أمام محكمة بكاليفورنيا في قضية تتعلق بدوري “بي جي إيه” الأميركي للغولف ودوري ليف غولف المموّل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي يثير الشكوك فيما يتعلق بهذه التأكيدات.
ولا يستغرب المحللون انزعاج أندية كرة القدم الأوروبية من عملية الاستحواذ السعودية على اللاعبين التي جلبت إلى المملكة 15 لاعبا أجنبيا، بمن في ذلك النجوم البارزون ككريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ونيمار.
وإثر محاولة الاتحاد السعودي جذب لاعب ليفربول محمد صالح، دعا مدير النادي يورغن كلوب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى ضمان التزام المملكة بفترة الانتقالات الأوروبية.
◙ منظمات حقوقية بريطانية تقود حملة للضغط من أجل عدم توظيف الدول الخليجية تمويلها لنوادي كرة القدم في تعميق نفوذها في البلاد
واعتبر أن الأمر يشكل تحديا لجميع الذين يجب أن يتعلموا كيفية التعامل معه. وذكر أن السلطات ينبغي لها أن توضح للجميع وجوب اتباع القواعد نفسها إن أرادوا أن يكونوا ضمن النظام. ويرى أن فيفا يستطيع التحرك، لكنه لم يكن متأكدا مما إذا كان يريد ذلك.
وتنتهي فترة الانتقالات في الدوري الإنجليزي الممتاز في 1 سبتمبر، على عكس النافذة السعودية المفتوحة حتى 20 سبتمبر.
وقد يكون تشاؤم كلوب مبررا، لكن الملكية السعودية لنيوكاسل أفادت النادي بطرق مختلفة.
ورفع المالكون المشاركون للنادي -وهم أصحاب الأقلية جيمي روبن وأماندا ستافيلي وزوجها مهرداد قدوسي- معنويات الموظفين وعززوا الطابع الاحترافي الذي يتمتع به فريق النادي للسيدات.
كما حددوا أجرا معيشيا أعلى من الحد الأدنى للأجور، وعززوا عدد الموظفين، وأنفقوا 500 مليون دولار على عمليات الاستحواذ على لاعبين جدد.