كريتر نت – متابعات
تزايدت في الآونة الاخيرة أعداد الأطفال المصابين بـ”سوء التغذية” في مناطق جنوب الحديدة، بالتزامن مع تراجع دعم المنظمات الدولية خاصة في مجال الغذاء.
في أواخر يوليو، أعلن برنامج الغذاء العالمي (WFP) توقفه عن تقديم المساعدات في مجال الوقاية من سوء التغذية باليمن، بدءًا من شهر أغسطس/آب، بسبب نقص التمويل.
واعترف البرنامج، أن هذا التوقف سيؤثر على 2.4 مليون شخص يعانون من سوء التغذية في البلاد، وهؤلاء هم المستفيدون المستهدفون بالأساس، خاصةً الأطفال والنساء.
وحالياً يرقد في قسم الأطفال الخاص بسوء التغذية في مستشفى حيس، العشرات ممن أنهكهم الجوع، معظمهم جاء بهم أهاليهم من مناطق نائية وأخرى تقبع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، بحثاً عن الرعاية الصحية وإنقاذ أطفالهم من هلاك سوء التغذية الذي بات يتربص بملايين الأطفال وينخر أجسادهم الغضة.
وبهذا الشأن، ذكرت “أمل بجاش” مساعدة طبيب، أن قسم الرقود يستقبل في الشهر الواحد ما بين 30 إلى 40 حالة مصابة بسوء تغذية حاد وخيم ومضاعفات، ويتم تقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لهم حتى تستقر حالتهم ويتم بعدها العناية بهم ومعالجتهم وتوفير كافة العلاجات والحليبات التغذوية المخصصة لهم، حتى تتحسن الحالة.
وأكدت بجاش، أن أكثر الحالات يأتون من ريف حيس والمناطق المجاورة غربي تعز، ومديريات أخرى جنوب الحديدة، وأغلبهم من النازحين، مرجعة سبب تزايد أعداد المصابين بسوء التغذية في تلك المناطق إلى انعدام الأمن الغذائي وعدم الاهتمام بهم من قبل المنظمات الإنسانية وتوفير الغذاء المتكامل والصحي للأسر المحتاجة والذين فقدوا مصادر الدخل نتيجة الحرب.
بدوره أشار مدير مكتب الصحة بحيس الدكتور محمد طالب حمنه، إلى المضاعفات الخطيرة الناتجة عن سوء التغذية، وقال: “القسم الخاص بسوء التغذية لدينا فيه 14 حالة، فضلاً عن حالات اُخرى غادرت القسم بعد تماثلها للشفاء خلال شهر أغسطس”.
وأضاف “سوء التغذية الحاد والوخيم بدأ ينتشر بشكل كبير جداً، وهناك إقبال متزايد على المستشفى الريفي وقسم الرقود، أحياناً يتم تحويل حالات لبعض المستشفيات في خارج المديرية، لعدم قدرة القسم على استيعابهم”، متمنياً من الجهات المعنية أن تعي مخاطر هذا المرض الذي بات يهدد حياة الأطفال، ودعمنا بالعلاجات اللازمة.
تحفيظ صالح، من أهالي مقبنة غربي محافظة تعز، تسكن في قرية جبلية نائية، وأم لطفلة مصابة بسوء التغذية، ذبل جسد طفلتها أمامها بسبب الجوع والمرض والفقر، وعدم قدرتهم على تأمين مصدر العيش، تقول لـ”نيوزيمن”: “نزلنا من شمير مقبنة إلى مدينة حيس، لأجل إنقاذ حياة طفلتي المصابة بسوء التغذية، ومنطقتنا لا توجد فيها أي خدمات ولا يصل إلينا غذاء ولا شيء”.
وأضافت، إن حالة طفلتها المصابة بسوء التغذية، تدهورت وحصل لها مضاعفات مرضية فاصيبت بحمى وإسهال، وعند دخولها لقسم الرقود، تلقت العناية وتحسن وضعها ولاقت اهتماما من قِبل الأطباء واعتنوا بها أفضل عناية، وأكدت أن حالة طفلتها الآن مستقرة وأفضل مما كانت عليه.
كثير من الأطفال المرقدين في مستشفى حيس، حالهم يشبه حال طفلة تحفيظ صالح، ولم يضيفوا لمراسل (نيوزيمن) أكثر مما قالته تحفيظ، بل ويشددون على الوضع المأساوي الذي يعيشونه في ظل سيطرة الميليشيات الحوثية على مناطقهم.
ويتفق المهتمون بالشأن اليمني، على أنه مع اتساع دائرة الحرب والفقر، تزداد معها حالات سوء التغذية الحادة، وهو ما يعني اقتراب الأطفال نحو المجاعة وحاجتهم الماسة لدعم عاجل بحسب تحذيرات لمنظمة اليونيسف.