كريتر نت – متابعات
قال الكاتب والمفكر محمد سلماوي: إنّ الفترة التي شهدت وقوع محاولة اغتيال نجيب محفوظ الفاشلة كانت القبضة الأمنية فيها شديدة على الإخوان والتنظيمات الإرهابية؛ بسبب أحداث العنف التي كان من بينها واقعة اغتيال فرج فودة وأكثر من واقعة جماهيرية أخرى.
وأضاف سلماوي عبر قناة (إكسترا نيوز): إنّ تراجع النشاط الإرهابي في تلك الفترة دفع الإخوان لمحاولة إظهار أنّهم ما زالوا موجودين على الساحة، فاختاروا اغتيال هدف دولي يحدث دويّاً كبيراً في العالم، وهو نجيب محفوظ، وفق ما نقلت صحيفة (الأهرام).
وتابع الكاتب والمفكر: “هذا الحادث دليل على ضعف هذه الجماعات، لأنّها اختارت أسهل هدف ممكن، فهو لم يكن يتطلب أيّ استعدادات خاصة، وعندما سألت مَن حاول اغتيال نجيب محفوظ عن سر حضوره مع صديقه بسكين ومسدس، قال: إنّ السكّين للذبح، والمسدس لتهديد الأهل بعدم الاتصال بالنجدة أو البوليس”.
وقال سلماوي: “إنّ هناك شخصين أو (3) أشخاص من المحسوبين على الفكر الإسلامي بدرجات مختلفة تقربوا من نجيب محفوظ في أثناء أزمة رواية (أولاد حارتنا)، ولكن لم يكن أيّ شخص منهم يمثل اتجاها رسمياً لهذه الجماعات”.
وأضاف: “عبد المنعم أبو الفتوح كان يريد أن يتمايز عن الإخوان دائماً حتى أصبح له اتجاه خاص، وما كان يقوم به لم يكن معبّراً عن سياسة رسمية للإخوان، ولكن لتلميع شخصيته، ولكي يظهر أنّه رجل منفتح وقريب من الثقافة والأدب، رغم أنّ هذا الاتجاه كان يتهم بأنّه ضد الثقافة، وأنّه معادٍ للفكر والفن”.
وسرد سلماوي: “الشيخ الغزالي ابنته تزوجت من ابن إحسان عبد القدوس، وحاول التقارب مع نجيب محفوظ، وبالتالي، لا يمكنني أن أحسب تصرفاته على هذه الجماعات، وقد زاره في بيته بعدما خرج من المستشفى عقب تلقيه العلاج إثر محاولة الاغتيال الفاشلة”.
وواصل: “الثالث كان شخصاً أكثر تفتحاً وأقلّ التصاقاً بالإخوان، وهو الدكتور أحمد كمال أبو المجد، الذي كتب له مقدمة رواية أولاد حارتنا عندما أصدرتها (الشروق)”.
يُذكر أنّ نجيب محفوظ كان ينفر من الإخوان بشدة بسبب ارتباطه الشديد بحزب الوفد، لذا فإنّه رفض لقاء حسن البنا، رغم إلحاح ومحاولات ناشره آنذاك عبد الحميد جودة السحار، لأنّه كان يرى أنّها جماعة انتهازية وفاشية، وأعلن فيما بعد كراهيته الشديدة للجماعة.