سعدان اليافعي
يتجدد العام الدراسي كل عام ، وتتجدد معه الآلام والمعاناة والظروف القاهرة ، لفئة مهمة في هذا المجتمع الظالم ، في مجال عظيم من مجالات وقطاعات الدولة، بحقل التربية والتعليم ،أساس المجتمعات وبناء الدول التي تعرف قيمة التعليم ومكانة تلك الفئة ” معلمون ، ومتعلمون” .
ونحن نعيش الأيام الأولى لتدشين العام الدراسي في وطني الجريح يبتكر ساسته وقادته أساليب جديدة للتنكيل بحق المعلم ، لا أساليب تعيين المعلم في أستمر العملية التعلمية والتربوية لأولادنا ، وترفع من معنوياته وتحفيزه كي يخوض العام الجديد بكل جد وإجتهاد مقدماً رسالته السامية لفلذات أكبادنا وشباب الوطن الدارسين بإخلاص وهمة عالية ، لا أن تكون الدولة عقبة وحجرة عثرة أمام المعلم وخاصة لتلك الفئة مشاكل وظروف وهموم منذ سنوات يستذكره الكل مع بداية كل عام ازدادت بقوة هذا العام وابتكار طرق جديدة تمثل في الراتب الشهري الهين لهذا المعلم الكريم والشهم..
كانت سابقاً نقابات المعلم تطالب بحقوق وتسويات ومستحقات مؤجلة ورفع من قيمة هذا الراتب الضئيل حدثت معه اضطرابات تربوية خلال السنوات الأخيرة ولم يستطع صناع القرار حل تلك المعضلة وترحل عام بعد آخر .
لكن هذه المرة زادت المواجع بفاجعة كبيرة لهم انستهم المطالب السابقة بسياسة خطيرة ضد هذا المعلم الغلبان ، سياسة التحايل على هذا الراتب ، ضعيف القيمة ، لصرف اليه بطرق متعبة جعلت المعلم ونقابته يمتعضون ويحتجون على تلك الطريقة المرتكبة بحق راتبهم الضعيف وجعلهم يفكرون كيفية الحصول عليه وعودته اليهم سالماً وبالحاصل الموجود فهم أكثر إشتياقاً له… متناسين الحقوق السابقة هذا المرة ، أو ستزيدهم تلك التراكمات من تهاون وتخاذل لإتخاذ موقف جمعي مؤلم لنا جميعاً يغير من إستراتيجية التعليم هذا العام ويشل حركتها ويزيد اضطرابها..
كان الأحرى من قرارات التصحيح المالي بتحويل المرتبات عبر البنوك وبحضور شخصي ، يستثنى منه المعلمين لهذا العام إضطراراً مع إستمرار التصحيح لبقية القطاعات، وعدم شموليتها خاصة وقد تزامن مع بداية العام ، وهناك وعند صناع القرار ، مواقف متأخرة ووعود ومديونة تتنقل من عام إلى آخر كقنبلة موقوتة ستفجر وتفخخ المرحلة التي زادت صعوبتها على المعلم هذا العام .
وتستمر المصاعب والمشاكل بداية من إيجاد الكادر التربوي مع توقف التوظيف وازدياد الطلاب وتوسع العملية التعليمية والتربوية، وعدم توفر الكتب المدرسية والوسائل التعليمية والبنية التحتية التي لم تتقدم نحو الأفضل .
نأمل أن تعالج تلك الإشكاليات والقضايا ولو بشكل جزئي كدفع الرواتب وتسهيل عملية وآلية صرفها حتى يكون عام دراسي حافل يحصل المعلم جزء من حقوقه الضائعة ذات يوم .
تحية لكل معلمة ومعلمة صمدوا رغم صعوبة الوضع فأنتم تيجان على الرؤوس وسنضل معكم والى جانبكم رغم تغلبات الزمان وحاكميه ..
نسأل الله لكم التوفيق .. واعانكم الله على تلك الظروف القاهرة .