كريتر نت – متابعات
ما إن مضت 24 ساعة على حملة المجاملات الإيرانية للسعودية بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران حتى بدأت إيران بشن هجوم على البحرين. ويرجع محللون سبب الهجوم، الذي بدأ من قضية السجناء، إلى افتتاح إسرائيل سفارتها في المنامة، لكن طهران تتغاضى في الوقت نفسه عن مسار التطبيع السعودي – الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني انتقد أوضاع السجناء في البحرين، وذلك على الرغم من أن أوضاع السجناء في إيران لا تقارن من حيث مستواها السيء مع أوضاع السجناء في أي بلد من بلدان المنطقة.
ووفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية لعام 2023 نفذت إيران ما لا يقل عن 576 إعدامًا في عام 2022، بزيادة قدرها 75 في المئة عن العام السابق، على خلفية قضايا تراوحت بين اتهامات جنائية وأخرى سياسية، أو سياسية تمت تغطيتها باتهامات جنائية. في حين شهدت البحرين 6 إعدامات جنائية تعود إلى أعمال قتل.
ودعت وزارة الخارجية البحرينية المسؤولين الإيرانيين إلى عدم الانجرار وراء معلومات مغلوطة تسيء إلى العلاقات بين البلدين، وأعربت عن استنكارها الشديد للتصريحات التي صدرت عن كنعاني، واعتبرتها تدخلا في الشؤون الداخلية.
وكان بعض السجناء في البحرين شنوا إضرابا عن الطعام استمر قرابة 20 يوما، إلا أنه توقف حينما قررت السلطات الاستجابة للعديد من مطالب السجناء.
والتقى مدير المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين نزلاء في سجن جو للاستماع إلى شكاواهم، التي شملت المطالبة برعاية صحية مناسبة وتلقّي التعليم والسماح لهم بالصلاة مع بعضهم البعض في مسجد السجن.
وقالت السلطات إنها تعتزم منح السجناء حقوقا إضافية، وتشمل زيادة ساعات الزيارة، إضافة إلى إمكانية النظر في زيادة وقت الاستراحة اليومية، وغير ذلك من الإجراءات التي يتوقع تنفيذها بالتدريج، عندما يثبت أن تلك المطالب لا تقف وراءها أغراض سياسية.
وأكدت الخارجية البحرينية أن المملكة تمتلك عددا من الآليات الوطنية المستقلة، المعنية بمتابعة حقوق الإنسان في البلاد. وأشارت إلى أنه “تم الاطلاع على عدد من المطالب الإدارية التي قدمها بعض النزلاء، ورفع تقرير مفصل للجهات المعنية، حيث تم التجاوب بإيجابية مع التوصيات”.
ولكن الهدف الحقيقي للهجوم الإيراني كان بسبب افتتاح السفارة الإسرائيلية في المنامة؛ إذ قالت الخارجية الإيرانية “إن المصير الفاشل للعديد من خطط التسوية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل يمكن أن يكون عبرة للآخرين”.
وقال مراقبون إن البحرين تتمتع بحق سيادي لإقامة علاقات دبلوماسية مع أي دولة في العالم، ولا يحق لأي دولة أن تنتقد دولة أخرى على ممارستها لحقوقها السيادية، لأن ذلك يفتح الأبواب لانتقاد الكثير مما تعتبره إيران حقا سياديا لها.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قد افتتح المقر الدائم للسفارة الإسرائيلية في البحرين، بعد ثلاث سنوات من بدء علاقات التطبيع بين الطرفين.
وقال كوهين خلال الحفل “اتفقنا أنا ووزير الخارجية (البحريني) على ضرورة العمل معا لزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة والسياحة وحجم التجارة والاستثمارات”.
وقال وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني إن افتتاح السفارة “يدل على التزامنا المشترك بالأمن والازدهار لجميع شعوب منطقتنا”.
وكانت البحرين، وهي مقر الأسطول الخامس الأميركي في الخليج العربي، عرضة لتهديدات إيرانية صريحة، استعانت بمجموعات طائفية موالية لها من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد.
ويمكن أن تصطدم المجاملات الإيرانية للسعودية في أي وقت باعتزام الرياض تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهو موضوع تجري المباحثات بشأنه بالشراكة مع واشنطن.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” نقلت عن سفیر إیران الجدید لدى السعودیة علي رضا عنايتي قوله إن توسيع العلاقات بين إيران والسعودية “سيترك تأثيرا إيجابيا على المنطقة والعالم الإسلامي، وإن الجانبين الإيراني والسعودي عازمان على تطوير العلاقات الثنائية”.