كريتر نت /تقرير – علي رجب
في ظلِّ النتائج القوية التي حققتها قبائل حجور في محافظة حجة شمالي اليمن، ضد ميليشيا الحوثي، وفي ظل صمود تلك القبائل والذي أصبح ملهمًا للعديد من القبائل؛ من أجل إسقاط سلطة الميلشيات الانقلابية، اضطر الحوثيون للانتقال إلى مربع تعادلي، بعقد ما يُسمَّى «ميثاق الشرف القبلي»؛ من أجل مواجهة ثورة القبائل في اليمن، والحفاظ على ما تبقى من سلطة عبدالملك الحوثي في بلاد حمير وسبأ.
وقد أعلنت ميليشيات الحوثي الانقلابية مساء أمس الأحد 3 مارس 2019، البدء الفوريّ بتنفيذ هذا الميثاق الذي روَّجت له منذ العام 2015؛ بغرض مواجهة خصومها القبليين، بحسب ما أفادت مصادر يمنية.
و«ميثاق الشرف القبلي» عبارة عن وثيقة أقرتها ميليشيا الحوثي في أكتوبر 2015؛ لردع المناوئين لهم تحت مزاعم تهديدهم لأمن واستقرار اليمن، في إشارة إلى سلطتهم في صنعاء بعد الانقلاب، الذي نفَّذوه في 21 سبتمر 2014.
وكان أبرز بنود ميثاق الحوثي، هو إعلان قبائل اليمن المنتمية إلى قحطان وعدنان ممثلةً في من حضر أومن وقَّع عن نفسه أو عن من يليه، وفقًا للأعراف المتَّبعة، أن الحاضر يشمل الغائب، بأن ذمم الجميع بريئة و وجوههم بيضاء من الحكومة الشرعية والتحالف العربي، والدفاع عن سلطة الحوثي في صنعاء.
الوثيقة تسمح للحوثي بعزل المناطق والأشخاص الداعمين للحكومة الشرعية، إضافةً إلى مصادرة أموالهم وأراضيهم واستخدام القوة ضدهم.
ويشكل «ميثاق الشرف القبلي»الحوثي، أداةً فاشستيِّةً أخرى لإثارة الشقاق بين اليمنيين، وإشاعة النفاق في صفوف غير المؤيدين لهم الذين يخشون أذيتهم.
وشكلت انتفاضة قبائل حجور، ضربة لميليشيا الحوثي، في داخل المناطق الحوثية، وهو ما اعتبر مؤشر خطر على سقوط ميليشيا الحوثي داخليًا، ودعمًا قويًّا لمعظم القبائل الواقعة تحت سيطرة الحوثي؛ للانتفاض على الميليشيا وإسقاطها.
وقد انضمت أعداد كبيرة من رجال القبائل إلى «حجور»؛ للمساعدة في قتال الحوثيين، في حين انشق المئات من أبناء القبائل، الذين كانوا يقاتلون في صفوف الميليشيات؛ لينضموا إلى قبائل حجور، تزامنًا مع استعداد الجيش الوطني اليمني؛ لشن عملية عسكرية وشيكة؛ لفك الحصار عن مديرية كشر.
يأتي ذلك مع وجود أنباء عن مقتل محافظ «عمران» اليمنية، «فيصل جمعان»، المُعيّن من قِبَل ميليشيا الحوثي الانقلابية، وفقًا لما أعلنته فضائية «العربية»، نقلًا عن مصادر محلية.
وقد شجع صمود قبائل حجور في مواجهة الحوثيين، قبيلةً أخرى تدعى «ذو سودة» بمحافظة «عمران»، على فتح جبهة ثالثة ضد الميليشيات الحوثية، فيما اندلعت مواجهات مسلحة بين مسلحين قبليين في «قفلة عذر» وعناصر الميليشيات الإرهابية، ذلك على خلفية قيام القبائل بقطع خط الإمداد أمام الحوثيين في اتجاه مديرية «حجور».
ويرى مراقبون، أن كسر شوكة ميليشيا الحوثي في «حجة» و«عمران» على يد ثورة القبائل، سيفتح جبهات جديدة على مشارف العاصمة «صنعاء»، وسيضاعف الضغط على التعزيزات القادمة من «صعدة»، مع حضور كثيف لطيران التحالف العربي في تتبع لخطوط الإمداد.
وأضاف مراقبون، أن الوضع في مناطق قبائل «حاشد» و«بكيل» كبرى قبائل اليمن، معد للانفجار الذي يعتمد على إدارة التحالف للجبهات الجديدة وتوقيت تحركها، وفق المعطيات الميدانية والتنسيق مع شيوخ القبائل.
وأكَّد قائد قوات الأمن المركزي في «الحديدة»، العقيد صادق عطية، في تصريحات صحفية، أن تحرك القبائل ورفضهم عنجهية الميليشيات لم يقتصرا على محافظة بعينها، بل تمدَّد إلى كل مناطق سيطرتها؛ لتتسع رقعة التعبئة ضد وجود حلفاء إيران، كحكام بالقوة لمناطق قبلية تملك إرثًا تاريخيًّا من المواجهة لأنظمة الحكم وتغيير الموازين على الأرض، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يكشف عن تمزق هيبة الميليشيات التي حاولت فرضها بالعنف والإرهاب والتوحش.
وفي محاولة لإبقاء قبائل اليمن على ولائهم للميليشيا، وإنقاذ عرشهم المهزوز، أرسل عبدالملك الحوثي، القيادي بالميليشيا، المدعو «ضيف الله رسام»؛ لحث مشايخ القبائل على الوقوف ضد قبائل حجور، مقابل أموال وأسلحة ومزايا أخرى في حال بقائهم في السلطة.
من جانبه يرى السياسي اليمني كامل الخوداني، أن تفعيل ميليشيا الحوثي لما يسمى «ميثاق الشرف القبلي» يؤكد أن الميلشيا باتت على حافة السقوط، وتفعيل الميثاق يشكل آخر أوراق الحوثي في مواجهة ثورة القبائل.
وأضاف الخوداني في تصريح لـ«المرجع»، أن ميليشيا الحوثي تعيش حالة غير مسبوقة من الهلع؛ حيث يقومون بحشد مليشياتهم من مديرية منبه وأرسلوهم إلى قبيلة آل ثابت؛ لخوفهم من افتتاح جبهة للمقاومة هناك، وهو مؤشر على الوضع الداخلي للميليشيا.
ولفت الخوداني، إلى أن الحوثي دعا لاجتماع بجميع مشايخ صعدة صباح أمس الأحد، خاصةً مشايخ الحدود، لكن لم يحضرْ غير 8 من المشايخ، وهو ما يؤكد على المأزق الذي تعيشه ميليشيا الحوثي ودرجة من الارتباك والخوف والعزلة.