كريتر نت – متابعات
أكدت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال 2023 و2024، مع تقديرات بحدوث عجز كبير في المعروض النفطي بسبب تخفيضات إنتاج تحالف مجموعة أوبك خلال الربع الرابع هذا العام، قبل أن ينقلب الوضع إلى فائض العام المقبل.
وقالت الوكالة إن تمديد تخفيضات إمدادات النفط من جانب أوبك+ حتى نهاية عام 2023 قد يؤدي إلى ظهور عجز كبير في السوق خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وأبقت الوكالة على تقديراتها لنمو الطلب في 2023 بواقع 2.2 مليون برميل يوميا، وعند مليون برميل يوميا في 2024 مع تبدد تأثير تعافي الصين وزيادة استخدام السيارات الكهربائية.
وأشارت إلى أن وقف تخفيضات إنتاج النفط في بداية العام المقبل سيحول توازن السوق إلى فائض، لافتة أن المخزونات ستكون في مستويات منخفضة على نحو مقلق، مما يزيد احتمال حدوث موجة تقلبات أخرى في بيئة اقتصادية هشة. وأكدت أن مخزونات النفط العالمية انخفضت خلال أغسطس بواقع 76.3 مليون برميل إلى أدنى مستوى في 13 شهرا.
وتمسكت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك بتوقعاتها لنمو قوي في الطلب العالمي على النفط في 2023 و2024، عازية ذلك إلى مؤشرات على أن أداء الاقتصادات الكبرى أفضل من المتوقع على الرغم من عوامل سلبية مثل ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم.
وأعلنت مجموعة أوبك+، في يونيو الماضي أن أعضاء التحالف سيخفضون مستوى الإنتاج المستهدف لعام 2024 بواقع 1.4 مليون برميل عن مستهدفات الإنتاج الحالية.
وأقرت ست دول على خفض إنتاج النفط الطوعي وهي روسيا والإمارات، والعراق، وسلطنة عُمان والجزائر والكويت بالإضافة إلى السعودية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية أنه كإجراء احترازي ستقوم المملكة بتمديد خفضها التطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية شهر ديسمبر 2024، بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+.
وبهذه الخطوة ضحت الرياض بمزيد من حصتها لتحقيق الاستقرار في السوق، بينما تعهد آخرون في التحالف بالإبقاء على تخفيضاتهم الحالية حتى نهاية العام المقبل. ولم تقدم روسيا أي التزام بمزيد من الحد من الإنتاج، بينما أضافت الإمارات حصة إنتاج أعلى لعام 2024.
وكانت مجموعة سيتي غروب المصرفية الأميركية قد أكدت في تقرير إن “الدول الرئيسية في أوبك عليها التفكير مجددا في خفض إنتاج النفط نظرا إلى أن بعض الدول الأعضاء الأشد اضطرابا حققت نموا غير متوقع في الإنتاج”.
وذكرت سيتي في مذكرة نشرتها في أغسطس آب أن الدول الخمس الهشة في المنظمة، وهي إيران والعراق وليبيا ونيجيريا وفنزويلا، زادت إنتاجها بنحو 900 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي، وهو ما يكفي لتلبية النمو القادم في الطلب على النفط.
وعانت هذه البلدان كثيرا خلال السنوات الماضية في مواجهة تراجع إنتاجها النفطي والاضطرابات التي حدّت من إيراداتها وجعلت الأسواق العالمية في حالة ارتباك.
وقال إيد مورس رئيس إدارة أبحاث السلع في سيتي غروب في مقابلة مع بلومبرغ “فجأة أصبحت هذه الدول مصادر للنمو وستكون منتعشة لمدة 5 أو 4 سنوات مقبلة”.
ورجح موريس أن تطول الفترة إلى أكثر من ذلك في حالة فنزويلا والعراق. وأضاف “من المدهش أن الدول الأساسية في أوبك تمتلك حل المشكلة”.
وسجلت الدول الخمس المضطربة في أوبك مؤشرات إيجابية على تعافي إنتاجها، في حين يتعثر نمو الطلب على الطاقة نتيجة تباطؤ نمو اقتصاد الصين أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.
وبدأ إنتاج إيران يتعافى في ظل زيادة صادراتها النفطية إلى الصين، في الوقت الذي انخرطت فيه في محادثات أولية مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات الأميركية.
ويمكن أن يستعيد العراق قوة إمداداته بعد أن توصل إلى اتفاق لاستئناف تشغيل خط تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي. كما زادت الطاقة الإنتاجية لقطاع النفط العراقي.
ومن المتوقع استمرار المحادثات بين تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل بشأن صادرات النفط الخام من شمال العراق بعد فشل المسؤولين في التوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط في وقت سابق.
وتجري فنزويلا محادثات مع واشنطن لتخفيف العقوبات الأميركية ضدها، وهناك احتمالات قوية لتحسن إنتاج ليبيا من النفط.