كريتر نت / صحف
أثارت التحولات في الموقف البريطاني إزاء الملف اليمني قلق وغضب الحوثيين الذين استبقوا نتائج هذا التحول المهم واللافت بإطلاق حملة إعلامية ممنهجة ومنسقة شارك فيها قادة من الصف الأول في الجماعة بشقيها السياسي والعقائدي طالت الخارجية البريطانية والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
وأصدر الناطق الرسمي باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي محمد عبدالسلام الذي التقى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت قبل أيام في مسقط بيانا مطولا هاجم فيه تصريحات هانت التي طالب فيها الحوثيين بإخلاء ميناء الحديدة وتسليمه لطرف محايد.
وبحسب صحيفة العرب الصادرة بلندن اليوم الثلاثاء اعتبر عبدالسلام، الذي يمسك بملف العلاقات الخارجية في الجماعة، أن المطالبات البريطانية مخالفة لاتفاقات السويد التي قال إنها لم تتضمن الإشارة إلى أي جهات محايدة، متهما ما أسماه “دول العدوان” ومن بينها بريطانيا بأنها تخالف اتفاقات السويد.
وفي سياق هجومه على الموقف البريطاني، كشف الناطق باسم الحوثيين بشكل أوضح عن الرؤية الحوثية للتعاطي مع اتفاقات السويد وخطة الانسحاب من الحديدة، والتي تقوم على مبدأ تكريس سياسة الأمر الواقع وكسب الوقت وعدم تسليم المواقع والمناطق إلا في إطار شكلي لعناصر حوثية أخرى.
ولوح عبدالسلام في بيانه الصحافي بفض الشراكة مع الأمم المتحدة، وقال إن قبول الميليشيات “في الأساس بدور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة هو لإنهاء ذرائع ومبررات الطرف الآخر ومن يقف خلفه وليس على أساس تسليمه للطرف المعتدي”.
وتخلى عبدالسلام الذي يوصف عادة بأنه من الجناح البراغماتي في الجماعة الحوثية عن لغة المراوغات الدبلوماسية التي عرف بها، من خلال وصف التصريحات البريطانية بأنها ليست مفاجئة أو غريبة “فهي مع العدوان” على حد تعبيره.
كما انسحب هجومه على المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في خطوة يبدو أنها تأتي استباقا لأي تحول قد يطرأ كذلك على موقف المبعوث الأممي الذي فشل في آخر زيارة له إلى صنعاء في إقناع الحوثيين بالتعاطي مع التحولات الدولية بمسؤولية أكبر.
وترك الناطق باسم الحوثيين الباب مواربا أمام جولات قادمة من المشاورات لتفسير اتفاقات ستوكهولم والتوافق حول السلطة المحلية التي ستحل بدلا من القوات التي ستنسحب من الحديدة وموانئها.
وعلى ذات المنوال، أصدر رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بيانا موازيا وصف فيه تصريحات هانت بأنها تهديد بعودة الحرب وتأكيد على “النية لتكرار معركة الحديدة”.
وتكشف التصريحات والمواقف الحوثية تجاه لندن والمبعوث الأممي في اليمن على حد سواء عن حالة من القلق الحوثي بدأت تأخذ منحى متصاعدا منذ انعقاد مؤتمر وارسو منتصف فبراير الماضي والتئام الرباعية الدولية على هامش المؤتمر بمشاركة وزراء خارجية أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات، وهو الاجتماع الذي أكد بيانه الختامي والأنباء المسربة من كواليسه تغيرا في المزاج الدولي وتبلور رؤية أميركية أوروبية موحدة تجاه الملف اليمني قائمة على مبدأ التعامل مع الميليشيات الحوثية كجزء من المنظومة الإقليمية التي يديرها النظام الإيراني ويصدرها لإقلاق الأمن الدولي.