كريتر نت – العين الإخبارية
مرّت 3 أعوام منذ توقّف الطفل اليمني سعيد محمد (10 أعوام) عن التعليم، إثر عجزه عن الوصول إلى مدرسته المفخخة بالألغام.
كان “سعيد” يلتحق بمدرسة “عبدالله بن الزبير” في بلدة “محل الربيع” في مديرية حيس في الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة غربي اليمن، لكن المدرسة توقفت عن العمل بعدما زرعتها مليشيات الحوثي بالألغام في عام 2021.
يقول الطفل اليمني لـ”العين الإخبارية” إنه كان يدرس في الصف الثاني عندما توقف التعليم في المدرسة، وكان يفترض أن يكون في الصف الرابع هذا العام، إلا أن تفخيخ المدرسة وتدميرها جزئياً منعه من الالتحاق بصفوفها الدراسية.
ويضيف سعيد متحسراً: “في أثناء النزوح كنت أشاهد الأطفال يذهبون إلى المدرسة كل صباح، وعندما عدت إلى قريتنا وجدت مدرستنا الوحيدة مزروعة بالألغام”.
سالم واحد من نحو 6 آلاف طالب يلتحقون بـ13 مدرسة ظلّت طيلة السنوات الماضية مفخخة بألغام مليشيات الحوثي، قبل أن يتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية عبر ذراعه الإنسانية مشروع “مسام” في تطهير تلك المدارس مؤخراً.
وكانت هذه المدارس توفِّر التعليم الحكومي مجاناً لآلاف الأطفال الفقراء من أبناء القرى الريفية بمديرتي حيس والخوخة، على ضفاف البحر الأحمر في أرض مقفرة تقع جنوب الحديدة، وهي محافظة ساحلية تزخر بالخيرات ولكنها أصبحت تعاني من حقول الألغام كموت مدفون.
نزع 840 لغماً حوثياً من 13 مدرسة
وأعلن مشروع “مسام” السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام استكمال عملية تطهير عدد من المدارس كانت مفخخة بالمتفجرات التي زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية في مديريتي حيس والخوخة، بالساحل الغربي.
وقال قائد الفريق 26 في مشروع “مسام” سامي سعيد حيمد، لـ”العين الإخبارية”، إن المدارس التي طُهِّرت من الألغام في محافظة الحديدة عددها 13 مدرسة، منها 7 مدارس مُدمَّرة بشكل كلي و6 أخرى متضررة جزئياً.
وأضاف المهندس اليمني المختص في نزع الألغام أن المدارس المُدمَّرة كلياً هي “الشعب، السلام وعثمان بن عفان” في ريف الخوخة، وأربع مدارس في ريف حيس هي “النور، الكفاح، الوعي والقادسية”.
أما المدارس التي تضررت بشكل جزئي وطُهَِرت فهي “أبوبكر الصديق” في ريف الخوخة، و”عبدالله بن الزبير، طارق بن زياد، النصر، الفاروق وعمر بن الخطاب” في ريف مديرية حيس.
وأشار إلى توقف هذه المدارس من أداء العمل التعليمي إثر سقوط ضحايا وإصابات في صفوف المعلمين والطلاب، ونزوح بعضهم عن المنطقة.
وأوضح قائد فريق مسام 26 لـ”العين الإخبارية” أن المدة التي استغرقت في تطهير هذه المدارس وصلت إلى نحو 6 أشهر والقرى المستفيدة من هذه المدارس 52 قرية، تضم 5970 طالباً وطالبة.
وأكد أن هذه المدارس التي جرى تطهيرها بحاجة إلى إعادة ترميم والمدمرة بحاجة إلى إعادة بناء وتشيد.
وبحسب المهندس اليمني، فقد استُخرِج نحو 840 لغماً وعبوة متفجرة من الـ13 مدرسة المُطهرة، منها 7 مدارس فجرتها المليشيات بعد مغادرتها.
ومنذ انطلاقه عام 2018 طهّر مشروع “مسام” السعودي عشرات المدارس من الألغام ما ساهم في عودة الآلاف من الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية بأمان.
حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم
لم تقتصر جرائم مليشيات الحوثي على زراعة الألغام والمتفجرات في المدارس والمنازل فحسب، وإنما تعدتها إلى حرمان ملايين الأطفال اليمنيين من تلقي تعليمهم المدرسي إثر الحرب الطائفية التي تشنها على اليمنيين.
ومنذ انقلابها أواخر عام 2014 عمدت الميلشيات إلى حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل حُرِموا من الالتحاق بالمدارس خلال الأعوام الماضية إثر تفخيخها بالمتفجرات والألغام.
وتتهم الحكومة اليمنية مليشيات الحوثي بتدمير أكثر من 3 آلاف مدرسة تعليمية جزئياً وكلياً فيما غيرت أسماء نحو 12 ألف مدرسة بأسماء طائفية بعضها لقياداتها القتلى وحوّلت أكثر من 1500 مدرسة إلى سجون وثكنات عسكرية.