كريتر نت – متابعات
عندما تشاهد الأباتشي تلاحق عربات مدرعة أو فلول من جيوش معادية تتساءل فورا كيف تطورت المروحيات محدودة الاستخدام إلى وحوش محلقة.
السر هو إيه إتش 56 شايان؛ المشروع الذي لم ير النور لأسباب عدة، لكنه كان بمثابة نقطة النور في عالم مروحيات الهليكوبتر، والحد الفاصل بين وظائف النقل والدعم اللوجستي، والأعمال العدائية الاستثنائية. فما القصة؟
في أوائل الستينيات، كان الجيش الأمريكي قد بدأ للتو في تقدير قيمة طائرات الهليكوبتر، بعد أن استخدمها في نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم في الحرب الكورية، وخاصة لأغراض الاستطلاع والإخلاء.
ومع تزايد تطور الآلات، بدأ الجيش الأمريكي يرى احتمال وجود طائرات هليكوبتر أكثر تقدمًا يمكنها القيام بمجموعة واسعة من المهام.
وكان من المفترض أن يكون نجم المرحلة الجديدة هو مروحية إيه إتش 56 شايان، التي كان ينتظر أن تتمتع بتصميم ثوري يجمع بين السرعة العالية والقوة وتعدد المهام.
ويمكن إيه إتش 56 شايان مرافقة طائرات الهليكوبتر الأخرى في مهام النقل لحراستها، كما يمكنها بشكل مستقل، تقديم الدعم للقوات البرية وتنفيذ عمليات الهجوم.
وعلى وجه الخصوص، كانت تحتوي على نظام دفع رائع يمكنها من الطيران بسرعة عالية تصل إلى 275 ميلاً في الساعة.
وكانت شركة لوكهيد هي المسؤولة عن تطوير المروحية بطلب من جيش الولايات المتحدة. وبالفعل، صممت الشركة، المروحية الجديدة باستخدام مروحة بأربعة شفرات وأجنحة منخفضة ومحرك في الذيل من نوع جنرال إلكتريك تي64 التوربيني.
لكن المروحية الثورية وقعت ضحية للطموحات العالية التي رافقت تصنيعها، إذ عانت النماذج الأولية من المروحية من مشاكل في مرحلة مبكرة، مما أدى إلى حادث تحطم مميت.
كما كرهت القوات الجوية فكرة إيه إتش 56 شايان برمتها، معتقدة أن الأسلحة الأخرى تحاول سرقة بعض مهامها. ولقتل المشروع، عملت القوات الجوية على تقديم مقترحها الخاص لتصنيع مروحية هجومية، إلى حد اقتراح طائرة هجومية ذات أجنحة ثابتة (والتي ستصبح في النهاية طائرة A-10).
وأخيراً، فرضت حرب فيتنام ضغوطاً هائلة على ميزانية الدفاع، سواء من حيث زيادة صعوبة تمويل برامج معينة، أو من حيث تحويل الأموال لدعم المجهود الحربي بشكل مباشر.
ولذلك، لم تر شايان النور أبدا، لكنها كان نقطة التحول الرئيسية في تاريخ المروحيات، ومنحت قبلة الحياة بعد سنوات قليلة لمروحيات الأباتشي التي تعد نسخة مطورة منها، وأكثر أمانا.