باسم فضل الشعبي
ليس الانتقالي بمفرده يستجدي إشراكه في المفاوضات، فحتى أحزاب التحالف الداعم للشرعية هي الآخرى في بيانها الاخير قبل نحو يومين استجدت وبطريقة مذلة المملكة بضرورة إشراكها في المفاوضات مع جماعة الحوثي،مشيرت إلى أن تجاهلها بهذه الصورة لن يؤدي إلى تحقيق سلام وحلول ناجحة للأزمة اليمنية.
السؤال: ما الذي يجعل هذه المكونات والأحزاب التي يتشكل منها المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية تبدو في هذا الوضع الضعيف الفاقد للحيلة؟ لقد رهنت هذه القوى السياسية منذ وقت مبكر قرارها للخارج، ورمت بكل بيضها في سلال دولتي التحالف، مقابل ترتيبات ومناصب وامتيازات فندقية ومالية، واليوم تجد نفسها خارج اللعبة والعملية السياسية، ويراد منها أن تحضر للتوقيع فقط كشاهد ما شاف حاجة.
لقد قدمتم تنازلات كثيرة ومذلة، لقد تخليتم عن شعبكم ومصالحه الوطنية والحياتية الضرورية، وتخليتم عن مسؤولياتكم في تقديم الخدمات للناس، وضبط الأمن، وحل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالناس في المناطق المحررة منذ تسع سنوات، مارستم الفساد في ابشع صورة وبطرق لا مثيل لها و لم يسبق لليمنين أن شاهدوا مثلها، وفرطتم بانتصارات عسكرية كبيرة ومهمة، ثم تاتون اليوم ستجدون المشاركة في المفاوضات، من هذا الذي سيحترمكم أو سيعيركم اهتماما؟!!
الشرعية بكل مكوناتها واحزابها ومجالسها بحاجة إلى أن تراجع أمورها للخروج من الورطة، وان تغير سلوكها في التعامل مع اليمنيين ومع الحلفاء، والا ينبغي أن تتغير اليوم قبل بكرة، لان البقاء على هذا الوضع سوف يكلف اليمن واليمنيين كثيرا، سوف يكون المستقبل أسوأ من الحاضر، لن يكون هناك سلام حقيقي وحل حقيقي ووطني، سيتم التهام اليمن ومستقبل اليمنيين بصورة بشعة وكارثية، ان لم تتغير المعادلة على الارض وفي السياسة علينا انتظار الأسوأ.
ستكونون مجرد كمبارس وجنود حراسة للحوثي ومشروعه على امتداد كل اليمن، كفاية استجداء وهوان ومذلة.