كريتر نت – متابعات
باتت المكاسب التي حققتها المرأة الكويتية طيلة العقود الماضية مهددة، في ظل مسار متدرج يستهدف النيل من حقوقها وحرياتها، وهو ما ظهر في الحملة التي برزت في الأيام الأخيرة بشأن منع التبرج وفرض الحجاب.
ويشن الإسلاميون في الكويت هذه الأيام حملة لافتة على “تبرج” المرأة بعد نجاحهم في تمرير قانون منع الاختلاط في الجامعة، في نهج يقول معلقون إنه يستهدف “أسلمة” المجتمع الكويتي، وفرض الوصاية الدينية عليه.
ويثير هذا المسار مخاوف لدى جزء كبير من النساء الكويتيات فضلا عن المنظمات الحقوقية والمدنية، التي ترى أن واقع الحريات اليوم في الكويت يتدهور، وهي التي لطالما تباهت بما قطعته من أشواط لترسيخها في محيط خليجي منغلق.
ويقول رواد في مواقع التواصل الاجتماعي إن الإسلاميين الذين يسيطرون اليوم على البرلمان (مجلس الأمة الكويتي) يتبعون نهجا متدرجا باتجاه تحويل الكويت إلى “قندهار جديدة”، فقد تمكنوا مؤخرا من تمرير قانون ظل معلقا لنحو عقد وهو قانون منع الاختلاط، ليطلوا اليوم ويطالبوا بالمزيد من القيود ومنها منع التبرج وفرض الحجاب.
وقال الداعية الإسلامي المثير للجدل عثمان الخميس في مقطع فيديو أورده حساب “المجلس” عبر منصة إكس:
فيديو / الشيخ عثمان الخميس: مشكلتنا مع التبرج وليس الاختلاط ، اما الاختلاط في الحياة طبيعي جداً. pic.twitter.com/3VHB6cPbeV
— المجلس (@Almajlliss) September 20, 2023
وأعلن المختص في أصول الدين برغش شبيب العجمي في منشور عبر حسابه على إكس أنه سيطرح قريبا كتابا حول رسائل علماء الكويت في الحجاب والتحذير من التبرج والسفور.
ويرى معلقون أن هناك حملة متصاعدة من أجل فرض قوانين تستهدف إلزام المرأة الكويتية بعدم التبرج وأيضا فرض الحجاب، معربين عن أسفهم لأن جزءا من الكويتيات ينسقن خلف هذه الحملة بداعي نصرتهن للدين.
ويشير هؤلاء إلى أن قبول المرأة الكويتية بمثل هذا النهج في فرض المزيد من القيود عليها ستكون كلفته عالية، حيث إن ذلك سيتيح التنازل عن مكتسبات أخرى مستقبلا منها الحق في التعليم، وفي العمل.
وقال الناشط الحقوقي حمد جاسم الفواز في معرض تعليقه على تصريحات الشيخ عثمان الشيخ:
ورأى أنور الرشيد أن تصريحات الداعية تعكس تراجعا في السير في قانون الاختلاط بعد الضجة التي أثارها، من خلال الادعاء بأن المشكلة تكمن في التبرج.
التبرج وليس الاختلاط القندهاري.
منذ تفجر أزمة الشعب الدراسية في جامعة الكويت انفجر معها الشارع ما بين مؤيد ومعارض وحصلت معركة رائعة للأمانة ذكرتني بما قاله لي زميل: يا بوخالد خف شوي تراك تحدث جدال في الشارع عبر تغريداتك ومقالاتك. وكان ردي عليه: بالعكس عزيزي هذا ما يحتاجه المجتمع، فالجدال حق مشروع سواء للقندهاري أو الليبرالي كما أن هذا الجدال ينم عن وعي مجتمعي وهذا أمر صحي في أي مجتمع، غير المجتمع الذي لا تسمع به رأيا ولا جدالا تتحكم به وجهة نظر أحادية وهذه النظرة الأحادية في أي مجتمع متوسط عمرها ما بين أربعين وخمسين عاما ومن ثم ينفجر بعدها المجتمع، وهذا التفجير له عواقب وخيمة يدفع ثمنها المجتمع من أمنه واستقراره ومستقبلة ويكون في مهب الريح، ناهيك عن التدخلات الخارجية التي تحاول أن تقتطع حصتها من ذلك المجتمع. وأجمل ما في هذا الجدال هو الرسالة القوية التي أرسلها أهل الكويت ليس القندهاريون وإنما للمحيط الذي يسعى لتدمير ديمقراطيتنا وليسلب حريتنا.
ما يهمني حقيقة في هذا الجدال الرائع الذي تفجر على إثر معركة الشُعب هو انكشاف حجة القندهارين التي يدور محورها الرئيسي حول أخلاقيات الناس وكأنهم أوصياء على أخلاق المواطنين، وهذا ليس هدفهم فقط وإنما الهدف الرئيسي هو مصادرة حريات الناس والسيطرة عليها والتحكم بها وتوجيهها كيفما تريد السلطة.
هذه الحقيقة طبعا ينكرها أصحاب الملف القندهاري ولكن الكويتيين الحمدلله والمنة مفتحين في اللبن يقطونهم بالبحر ويطلعونهم ناشفين، وبالفعل تراجع القندهاريون في معركتهم من منع الاختلاط إلى التبرج وهذا التراجع وإن كان تراجعا تكتيكيا إلا أنه فشل ذريع في محاولة فرض أجندتهم القندهارية على أحرار وحرائر الكويت.
وأخيرا المراد، لهم أكثر من أربعين عاما يحاولون تحويل الكويت إلى قندهارستان بألف حجة وحجة ومع كل معركة يشنونها تتكشف نواياهم ويرفضها أهل الكويت والحمدلله والمنة.