كريتر نت – متابعات
كشف كاتب وخبير مصري في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي دور إعلام جماعة الإخوان المسلمين في سقوط التنظيم، والقائمين عليه وأهدافهم وطرق تعاطيهم مع القضايا الوطنية والإقليمية.
وقال منير أديب: إنّ المنظومة الإعلامية للإخوان المسلمين ركزت خلال العقدين الماضيين على تبييض وجه الجماعة وغسل سمعتها، خاصة أنّ التنظيم تعرّض لرفض شعبي عربي ومصري واسع النطاق.
وأضاف أديب، في مقالة له نشرت على موقع “العين” الإخباري، أنّ الجماعة روّجت لعقود طويلة أنّ الإخوان جماعة دعوية، وأنّها فصيل سياسي لا يمكن استثناؤه من الحياة السياسية، وأنّهم شركاء في الوطن، وأنّهم يحملون القضايا الوطنية على أكتافهم، ويشتركون مع الأحزاب والقوى السياسية في هموم الوطن؛ لكنّ عكس هذا المفهوم ظهر عندما وصل التنظيم إلى السلطة في مصر، فقد خاصموا، بل عادوا، كلّ الأحزاب السياسية بلا استثناء، كما أنّهم قاموا بأخونة كلّ مؤسسات الدولة بشهادة شركائهم، وشكّلوا فصائل مسلحة، ونفذوا عمليات إرهابية.
وأوضح أديب أنّ إعلام الإخوان يتبنّى قضايا التنظيم لا قضايا الوطن؛ فإذا كان ثمّة تماس مع قضايا الوطن؛ فإعلام التنظيم يسعى لهدم الوطن وتشويه صورته، فلم يكن إعلاماً تنموياً، يبحث عن مناقشة قضايا الوطن المهمة، ولا تبنّى قضاياه الملحة، فالتنظيم يُركز نشاطه على سقوط الوطن، لأنّه يرى نفسه بديلاً له، وكأنّ لسان حال التنظيم؛ إمّا أنا، وإمّا الوطن.
وذكر أديب أنّه من خلال المتابعة والرصد لكل مخرجات إعلام الإخوان المسلمين، على الأقل في الـ (20) عاماً الأخيرة، تكتشف أنّ معارك التنظيم التي خاضها خلال هذه الأعوام تنقسم ما بين محاولة تشويه الدولة بمؤسساتها، وتجميل صورة التنظيم، واغتيال خصومه معنوياً؛ فالتنظيم يُدرك أنّ نجاحه في تنفيذ أجندته مرهون بإسكات خصومه، وهنا يتجه إلى التخلص من هؤلاء الخصوم عبر منظومته الإعلامية.
وتابع: “لا يحمل إعلام الإخوان المسلمين أيّ قيم، ولا يسعى لترسيخ أيّ مفاهيم، بخلاف قيمه التي يؤمن بها، فهو مثال للانحطاط القيمي، حيث يفتقد كل الثوابت، ولا يتمسك في الوقت نفسه بأيّ مواثيق للشرف الإعلامي أو الصحفي، ولا يلتزم بها.
وأضاف: “الإخوان لا وجود لهم في الوقت الحاضر، إلا عبر بعض المنصات الإعلامية؛ فهم أشبه بالظاهرة الصوتية، إعلام منحاز للتحريض، ويسعى العاملون فيه لتصفية خصومهم معنوياً وجسدياً؛ وكثيراً ما حرّضت وسائل إعلام الإخوان ضد خصومهم بالقتل، واستضافت عبر برامجها من أفتى بذلك، حتى إنّ الإخوان الذين يعملون في بعض المحطات الفضائية يقومون باستضافة كلّ من يُحرض على العنف، ويتبنّون مواقفه طيلة الحلقة، ثم يعلنون تبرؤهم ممّا قاله على مدار ساعة في كلمة واحدة، وهذه إحدى صور التزييف الإعلامي.
واستطرد أديب في مقاله قائلاً: “هناك متابعة محدودة لمنصات الإخوان الإعلامية، ولكنّ هذه المتابعة بلا أيّ تأثير، ولا قيمة لها، لمجرد الاطلاع على خطاب التنظيم وتحديد مساراته التي قد تفهمها من نبرة الخطاب ومحتواه؛ هذه المتابعة لا علاقة لها بمصداقية المؤسسات الإعلامية.
وبيّن الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي أنّ مؤسسات الإخوان الإعلامية كشفت التنظيم بصورة كبيرة، وساعدت في سقوطه بصورة أكبر، فكلما تكلم الإخوان، كشفوا عن أنفسهم، فسقطوا في أعين الناس.
وقال أديب: “إنّ إعلام الإخوان نجح في خلق مجموعة من المنتفعين حوله أو الذين يسترزقون من ورائه، هؤلاء كثيراً ما يدافعون عن التنظيم، رغم أنّهم لم يكونوا جزءاً منه، ولكنّ التنظيم نجح في استثمار وجودهم في هذه المهمة اللّاأخلاقية، ومع تكاثر أعداء التنظيم؛ يحقق هؤلاء استفادات مادية ومعنوية، وقد تُوكل إليهم مهام وظيفية، أو دعم في انتخابات، مقابل القيام بهذا الدور، لذلك أغلب الذين يدورون في فلك إعلام الإخوان لهم مآرب مادية ووظيفية، وغالباً ما يُغازلهم التنظيم بهذه الصورة.
وأضاف أنّ تفكيك منظومة الإخوان الإعلامية مرهون بمعرفة المزيد من خبايا هذه المنظومة؛ خطابها، واستراتيجيتها، وأدواتها، ووسائلها نحو تحقيق الغايات؛ وأنّ تناول كل القضايا التي تمسّ التنظيم بجرأة شديدة وبتناول دقيق وعميق، مع الردّ على كلّ الشبهات التي يتناولها هذا الإعلام، سوف يُساعد في تفكيك المنظومة مهما كانت تشابكاتها، وهو عنوان جديد لمقالات مقبلة.