كريتر نت – متابعات
تستغل جماعة الإخوان المسلمين الذكاء الاصطناعي لإضفاء مصداقية على الأكاذيب والشائعات التي تنشرها، وقد ظهر ذلك جليّاً في الفيديوهات التي زعمت الجماعة أنّها تسريبات من داخل السجون المصرية.
وعرضت قنوات إخوانية تبث من خارج القاهرة تسريبات من داخل السجون، نقلاً عن “اليوتيوبر” الموالي للجماعة علي حسين مهدي، الذي زعم أنّه استطاع الحصول على اختراق كامل لأكثر من (80) ساعة من داخل (سجن بدر المركزي) في القاهرة (مجمّع التأهيل والإصلاح بمدينة بدر)، وهو يحوي عدداً من قيادات جماعة “الإخوان” المحكوم عليهم جنائياً في قضايا متعلقة بالإرهاب والعنف.
ووفق صحيفة (النهار)، فإنّه من اللحظات الأولى في المقطع المصور، ندرك أنّ اللقطات المصورة التي انتشرت تحت عنوان “تسريبات سجون مصر” قائمة على محاكاة مقرّ السجون الأصلية، من خلال تقنية “الذكاء الاصطناعي”، وذلك عن طريق تحليل الفيديوهات التي قام بعرضها “اليوتيوبر” علي حسين مهدي، خاصة في ظل قيام وزارة الداخلية المصرية بنشر فيديوهات وصورة حيّة لمقرّ مجمّع التأهيل والإصلاح في مدينة (بدر)، خلال افتتاحه في نهاية عام 2021.
توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي في بناء كيانات موازية ومشابهة لأيّ مؤسسة أو مصلحة حكومية أو منشأة إصلاحية أو سجن، أمر لا يحمل في ذاته أيّ صعوبة حالياً، في ظلّ توافر الأكواد الخاصة بهذه البيانات، فضلاً عن إمكان احتوائها على عشرات الأشخاص المراد وضعهم فيها تخيلاً، سواء كانوا مسؤولين أو موظفين، أو حتى سجناء، أو من قيادات “الإخوان”.
تسريب المحتويات الخاصة بالكاميرات الداخلية لمصلحة السجون المصرية أمر مستبعد تماماً، في ظلّ الاعتماد على برامج تكنولوجية متطورة، في عملية الرقابة والإحكام للمنظومة الأمنية الداخلية، فضلاً عن أنّ وضع كاميرات المراقبة داخل منظومة مصلحة السجون ينفي عنها تماماً مزاعم جماعة “الإخوان” بتعذيب وإهانة سجنائها أو غيرهم، في ظل الرقابة المشدّدة من الجهات المعنية.
الطريقة التي قام بها “يوتيوبر” جماعة “الإخوان” من داخل ولاية “شيكاغو” الأمريكية، بعرض فيديوهات التسريبات المزعومة، حملت نبرة مرتفعة وحادّة، ومغلّفة باهتزاز صوتي، في إطار محاولة لتأكيد حقيقة انفراده وصحته من عدمه أمام متابعيه، أي أنّه مارس نوعاً من التضليل والخداع الإعلامي من أجل التغطية على التشكّك في بضاعته الفاسدة.
وكان علي حسين مهدي قد اعترف في فيديوهاته التي اعتاد من خلالها على مهاجمة النظام السياسي المصري، بدوره في تمرير الأكاذيب والشائعات والتلفيقات التي تتداولها جماعة “الإخوان” وأعوانهم، حول ملف حقوق الإنسان في الداخل المصري.
يُذكر أنّ الهدف المباشر من تسريبات “السجون” المزعومة، هو التحريض على اقتحام السجون المصرية، وتهريب قيادات جماعة “الإخوان” وقواعدها التنظيمية، المحكوم عليهم جنائياً، فضلاً عن تعمّد تشويه صورة الدولة المصرية، وتحريض المؤسسات الحقوقية في الخارج ضدّها في ما يتعلق بملف حقوق الإنسان.
حجم الفيديوهات التي تمّت فبركتها على مدار الأعوام الـ (10) الماضية، من قِبل جماعة “الإخوان” وأذرعها وأبواقها الإعلامية، وتناولت الشأن المصري، لا تُعدّ ولا تُحصى، سواء المتعلقة بمصلحة السجون المصرية، أو بـ “فضّ اعتصام رابعة المسلح”، أو بالمادة الفلمية والوثائقية المتعلقة بالأوضاع داخل سيناء، أو بتزوير الأحداث المتعلقة بالشأن العام السياسي والاقتصادي.