د. ياسين سعيد نعمان
ستظل ثورة 26 سبتمبر علامة فارقة بين عهدين: الأول عهد الإمامة الكهنوتية الذي أغرق اليمن في الجهل والفقر والمرض، أخرجه من مسار العصر وألقى به على هامش الطريق كئيباً، متخلفاً، مقموعاً بلا حاضر ولا مستقبل، يلعق جراحه وآلامه في ساحات الإعدامات التي سجلت نذالة الطغيان في مواجهة وقمع نبالة الحرية.
والثاني: هو العهد الذي أطلق رافعة الثورة التي حملت البشارة إلى اليمنيين داخل اليمن وخارجه، وفي المنافي وبلدان الاغتراب، عهد الجمهورية التي دافع عنها المحرومون والفقراء والعمال والجنود وأبناء القبائل والمثقفون، كل من موقعه، وفي ساحات القتال، ليسجل الشعب بذلك أروع انتصار وضعه على طريق الحرية والكرامة، ومعها الأخذ بالمعرفة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، والعمل من أجل بناء اليمن الجديد.
كابوس العهد الإمامي الكهنوتي، ظل يؤرق اليمن بحروبه التي استنزفت جهود البناء طوال ما يزيد على 27 سنة حروب موزعة على مراحل مختلفة من عمر الثورة، لا بد أن يندحر بصمود الشعب في مواجهة كل التحديات التي عطلت مسيرته.. وما يمر به اليوم ليس سوى واحد من هذه التحديات التي لا يمكن لها أن تقرر مستقبل هذا البلد العظيم.
مستقبل اليمن معقود بثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين.. وكل ما يحتاجه الأمر هو أن يعاد لقيم الثورتين اعتبارهما قولاً وعملاً في حياتنا اليومية.
عاشت ثورة 26 سبتمبر خالدة، والمجد لشهداء الثورة.. وكل عام وشعبنا اليمني بخير.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك