قال مسؤولون يمنيون وأمريكيون إن عملية إنقاذ الرهينة الأمريكي الذي أطلق سراحه مؤخرا في اليمن، في فبراير/ شباط، بعد قرابة 18 شهراً قضاها في الأسر، نفذت خلال هجوم مسلح قادته الإمارات، بمساعدة امريكية.
وقالت « The New York Times» في تقرير لها ترجمه “يمن شباب نت” أن الرهينة الامريكي داني لافون بورش، قد تعرض للاحتجاز من قبل عصابة اجرامية يمنية، لديها سجل سابق فيما يخص اختطاف غربيين بغرض الحصول على فدية مالية، حيث أفاد المسؤولون بان العصابة كانت معروفة ببيع رهائن لفرع محلي نافذ من فروع تنظيم القاعدة.
وقد استضاف الرئيس ترامب الرهينة المحرر بيرش في البيت الأبيض يوم أمس الأربعاء، وأثنى على إطلاق سراحه الذي نجم عن “مساعدة كبيرة من جانب الامارات وكافة اصدقاء امريكا”، حيث يقدم الرئيس تفاصيل، لكنه قال أيضاً إن إنقاذ بورش كان أحد تلك “المفاوضات القليلة” التي تجري حول العالم، لتحرير الأمريكيين المحتجزين.
بدوره، تحدث الرهينة المحرر، بيرش لمجموعة صغيرة من المسؤولين الأميركيين والصحفيين في مكتب البيت الابيض بالقول “يا إلهي، إنه لمن الرائع أن تكون مواطنا أمريكياً”. أما ترامب فقال “هذه هي النتيجة النهائية … رجل سعيد لم شمله بعائلة سعيدة”.
وقد وصف أكثر من ستة من المسؤولين الأمريكيين واليمنيين أجزاء من عملية الإنقاذ شريطة عدم ذكر أسمائهم. حيث أفادوا بأنه تم انتشال الرهينة بورش من قبو كان محتجزاً داخله، في جزء من اليمن. وقال مسؤول يمني رفيع إن سبعة أشخاص اعتقلوا في الهجوم.
وبرزت هنالك روايات متضاربة حول القوة العسكرية التي قادت الهجوم، حيث قال بعض المسؤولين إنها تتبع القوات الخاصة الإماراتية، كما قال مسؤول يمني رفيع إن الهجوم خططت له الإمارات ونفذته قوات النخبة الحضرمية… مجموعة من القوات اليمنية الخاصة، تعمل تحت قيادة إماراتية.
وقد ولد بيرش في تكساس وعمل لدى شركة نفط حكومية يمنية، حيث كان يعيش في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد اعتنق الإسلام وتزوج امرأة يمنية. أما عملية اختطافه فتمت خارج مطعم في صنعاء، العاصمة اليمنية، في سبتمبر 2017 عندما كان متوجها بأولاده إلى حمام السباحة.
بعدها بأسبوع، ألقت اجهزة الأمن الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، باللائمة في عملية الخطف، على عصابة بقيادة “علي ناصر حريقيدان”، وهو مجرم قبلي مشهور بتهمة خطف الأجانب للحصول على فدية مالية.
وقد اعتمد تقرير يمني داخلي حول الخطف، حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز، على استجواب اثنين من أفراد العصابة الذين قيل إنهما عادا إلى صنعاء بعد اخذهما الرهينة بورش إلى مأرب. وقال التقرير إن الخاطفين “يشكلون عصابة إجرامية خطرة متورطة في عمليات الخطف وقطع الطرق، والسطو المسلح”.
وقال مسؤولون أمريكيون سابقون إن العصابة المحت عن رغبتها بالحصول على ملايين الدولارات مقابل الإفراج الآمن عن الرهينة بيرش. ووفقا للمسؤولين، تمثل الخوف في احتمالية أن تقدم العصابة على بيع بورش إلى القاعدة في اليمن.
وخلال العام الماضي، كان المسؤولون الأميركيون يأملون بالتفاوض من أجل حرية الرهينة بورش. وقال قيادي بارز في مأرب ان المفاوضات بدأت العام الماضي بعد زيارتين للمدينة من قبل دبلوماسيين أمريكيين من بينهم سفير الولايات المتحدة في اليمن ماثيو تولر. وقد رفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية في واشنطن التعليق على ذلك.
وقال أشخاص مطلعون على عملية الاختطاف إن بيرش نُقل عدة مرات من مجمع يخضع لحراسة مشددة إلى مجمع آخر. وقالوا ان أي عملية انقاذ لابد ان تشمل مواجهة بالأسلحة النارية.
وقال أحد المسؤولين في الولايات المتحدة إن المخابرات المركزية الامريكية CIA لعبا دورا في عملية الإنقاذ، لكنه لم يذكر يقدم اية تفاصيل. من جانبه افاد مسؤول امريكي اخر بأن القوات الأمريكية الخاصة لم تشارك في العملية.
هذا وقد ورفض متحدث باسم الإمارات العربية المتحدة التعليق ايضا. وقد كان الهجوم بمثابة مناورة محفوفة بالمخاطر للسيد ترامب، خصوصا عقب الهجوم الامريكي الفاشل الذي تسبب بمقتل ضابط بحرية امريكي، في يناير / كانون الثاني 2017.
وفي كانون الأول / ديسمبر 2014، أخفق هجوم نفذته قولت الكوماندوز الأمريكية في إنقاذ الصحفي الأمريكي لوك سومرز، الذي كان محتجزًا كرهينة من قبل القاعدة في جنوب اليمن، حيث قتل الخاطفون الصحفي سومرز مع مواطن من جنوب افريقيا كان محتجزا معه.
يذكر أن عمليات الاختطاف من أجل الفدية المالية، كان على مدى عقود، تشكل خطراً على الزوار الأجانب إلى اليمن، حيث ان هذه الممارسة في العديد من الحالات، شكلت مجرد مصدر دخل للجماعات الإجرامية أو القبلية.
غير أنه وفي العقد الماضي، أصبح الأمر أكثر خطورة بكثير نتيجة وجود تنظيم القاعدة وجماعات الدولة الإسلامية في اليمن …البلد الذي مزقته الحرب.
الرقيب في الجيش الامريكي كايل بورش، أحد أبناء داني بورش من زواج سابق، أفاد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالية، اف بي آي، أخبره قبل يوم من إعلان ترامب أطلاق سراح والده بورش، مؤكدا انه تحدث يوم الجمعة مع والده، الذي كان حينها في الإمارات.
واضاف الرقيب الذي سبق إرساله في مهمة خارجية امريكية، متحدثا عن والده “إنه يقوم بعمل عظيم”، وأخبره والده أنه لم يتعرض للإيذاء الجسدي، لكنه تعرض للكثير من الضغوط النفسية. وقال الابن “كنت قلقا على سلامته الجسدية، لكنه رجل عجوز وصلد”. وأضاف “عائلتنا مرتاحون فعلاً لأن بورش بات بأمان”.