كريتر نت – متابعات
تستنزف حرب أوكرانيا الطاقات العسكرية للغرب، مما دفع بريطانيا للشكوى من نفاد المعدات التى يمكن أن تقدمها لأوكرانيا.
ما زالت الحرب المشتعلة في أوكرانيا منذ أكثر من عام ونصف تستنزف الطاقات العسكرية ليس في روسيا أو أوكرانيا وحسب، لكن في المعسكر الغربي أيضا الذي يواصل تقديم الدعم لكييف.
وفي بريطانيا نقلت صحيفة “تليغراف” عن قائد عسكري كبير قوله إن المعدات الدفاعية البريطانية التي يمكن أن تتبرع بها لندن إلى أوكرانيا “نفدت”، وأكد أنه يتعين على الدول الأخرى التدخل وتحمل مزيد من العبء.
جاءت هذه التصريحات بعدما كشف وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس أنه طلب من رئيس الوزراء ريشي سوناك إنفاق 2.3 مليار جنيه إسترليني إضافية لدعم أوكرانيا، وذلك قبل استقالته من منصبه الشهر الماضي.
وحذر والاس من أن ألمانيا تجاوزت المملكة المتحدة كأكبر مانح عسكري أوروبي لأوكرانيا، ودعا إلى زيادة التمويل الذي تعهدت به لندن بنسبة 50%.
وأوضح المصدر لتليغراف أن المسؤولية لا ينبغي أن تقع على عاتق المملكة المتحدة وحدها لتوفير “المليارات” التي دعا إليها بن والاس.
وأضاف “منح المليارات الإضافية لا يعني إعطاء المليارات من المعدات البريطانية”، وشدد على أن لندن لديها دورا تلعبه في تشجيع الدول الأخرى على تقديم المزيد من الأموال والأسلحة”، وقال “لقد تبرعنا بقدر ما نستطيع”.
ومنذ بداية الحرب، خصصت لندن لكييف 14 دبابة “تشالنجر2″ وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق”إم270” وطائرة بدون طيار ثقيلة الوزن وصواريخ كروز ستورم شادو.
كما قدمت بريطانيا لأوكرانيا الآلاف من الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ قصيرة المدى والمركبات المدرعة.
وبحسب القائد العسكري ذاته فإن”كل دبابة نعطيها هي أقل مما نملك”، مشيرا إلى أنه لا يوجد احتمال لتقديم المزيد من الدبابات البريطانية إلى أوكرانيا.
وأضاف “تشالنجر2 التي لدينا ستصبح تشالنجر3.. نحتاج إلى ترقيتها”.
وردا على تصريحات والاس، اضطر سوناك إلى التأكيد على أن التزام بريطانيا تجاه أوكرانيا لن “يتراجع”، وقال المتحدث باسمه “مستمرون في رؤيتنا ونقدم دعمًا كبيرًا”.
وتعرض المعسكر الغربي الداعم لأوكرانيا لعدد من الضربات خلال الأيام الأخيرة، أبرزها تراجع دعم كييف في مشروع قانون الميزانية الأمريكية المؤقت، إلى جانب نجاح حزب مؤيد لروسيا في الانتخابات في سلوفاكيا، إضافة إلى الخلافات الممتدة بين بولندا وكأوكرانيا حول إمدادات الحبوب.
هذه الأزمات دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتأكيد على أن “الإرهاق الغربي من الحرب سيتزايد” لكن البيت الأبيض سرعان ما رد مؤكدا أن بوتين كان مخطئا حين ظن أن بإمكانه الصمود في مواجهة التحالف الغربي الداعم لكييف.
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، إنها ستكون “حماقة” لو اعتقد بوتين أن الخلافات السياسية الداخلية في الغرب تعد علامة على “تصدع” الدعم لأوكرانيا. وأضاف أن احتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة لن يؤدي بالضرورة إلى “السيناريو الأسوأ” المتمثل في توقف الدعم الأمريكي.