كريتر نت – العين الإخبارية
يحتكم الحوثيون في اليمن إلى الرصاص لعلاج صراعات داخلية تغذيها رغبتهم في البقاء قرب منابع السلطة والمال، وفي صنعاء نجا اليوم الجمعة قاض من هذه الفوضى الممنهجة.
وقالت مصادر إعلامية وطبية لـ”العين الإخبارية”، إن مسلحين يتبعون مليشيات الحوثي حاولوا اغتيال خالد الأثوري رئيس المحكمة التجارية الخاضعة لسيطرتها، ضمن رسائل وصراعات بين أجنحتها.
وأوضحت المصادر، أن الأثوري تعرض لـ4 رصاصات أصابته في فخذه ويده بعد أن أطلق مسلحون يستقلون دراجة نارية، الرصاص في أثناء خروجه من صلاة الجمعة، مشيرة إلى أن حالته مستقرة.
وتعود سياسة الاغتيالات في صنعاء لتؤكد مجددا طبيعة الصراعات الداخلية المحتدمة بين قادة الجماعة الانقلابية.
وكان القاضي الأثوري تعرض في فبراير/شباط العام الماضي لاعتداء مسلح من قبل القيادي البارز في مليشيات الحوثي أبوعبدالله الرزامي وذلك في محكمة جنوب شرق الأمانة.
ويعطي شبح الاغتيالات في صنعاء دلالات واضحة ورسائل صريحة عن صراعات داخلية حوثية وتصفيات ممنهجة لخصوم المليشيات بمن فيهم القضاة والمشايخ.
ففي 11 مايو/أيار الماضي، قالت مصادر محلية وإعلامية لـ”العين الإخبارية”، إن مسلحين حوثيين اعترضوا طريق الشيخ حسين علي حاتم حزام لدى خروجه من أحد المساجد عائدا إلى منزله في حي “حزيز” بصنعاء وأطلقوا عليه وابلا من النيران قبل أن يسقط مضرجا بالدماء، في حين لاذ المسلحون بالفرار تحت أنظار مليشيات الحوثي.
وفي يناير/كانون الثاني 2023، اغتال مسلحون تحت أنظار عناصر مليشيات الحوثي الشيخ القبلي البارز ناصر عبدالله طماح الكميم لدى خروجه من إحدى المحاكم الحوثية في صنعاء قبل أن يلوذوا بالفرار أيضا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اغتالت مليشيات الحوثي الدبلوماسي اليمني البارز درهم نعمان، وذلك لدى خروجه من منزله في العاصمة المختطفة.
وسبق اغتيال نعمان، تصفية مليشيات الحوثي البرلماني والقيادي السياسي محمد عبدالله الكبسي أمام منزله في حي “الحصبة” في قلب صنعاء في سبتمبر/أيلول 2022.
وفي ذات الشهر، طالت عملية اغتيال مماثلة عضو المحكمة العليا القاضي محمد حمران الذي تعرض لحملة تشهير وتحريض ممنهج قبل أن يتم اختطافه وتصفيته بالرصاص جنوب العاصمة.
ويسابق الحوثيون الزمن لاستغلال تهدئة السلام الهش في تصفية منافسيهم وخصومهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث نفذت المليشيات في الآونة الأخيرة اختطافات وتصفية لقيادات مجتمعية وقبلية وقضائية وسياسية وعسكرية.
ويرى مراقبون أن عمليات الاغتيالات في مناطق الانقلاب تعد أحد مظاهر حرب التصفيات التي تنتهجها مليشيات الحوثي، لنشر القتل اليومي في ظل حملات الاعتقالات والاقتحامات التي تطول قرى صنعاء وذمار والبيضاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.