كريتر نت – متابعات
في الوقت الذي تعامل فيه الإعلام الغربي مع هجوم حماس بحذر، واكتفى بنشر تفاصيل موجزة، كان الإعلام الإسرائيلي أول من استفاق من الصدمة، وقدم روايته لهذا الحدث النوعي بشكل مغاير لما سعت إليه حكومة بنيامين نتنياهو.
ولم يكتف الإعلام الإسرائيلي بمهاجمة حماس ووصفها بشتى النعوت، ولكن دق أجراس الخطر بشأن ما جرى وتأثيره على أمن إسرائيل، معترفا بأن حماس نجحت في تحقيق اختراق عجز الجيش الإسرائيلي عن كشفه وتعطيله.
آفي بنياهو: لم يكن هناك شيء كهذا في تاريخ إسرائيل
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية “على الرغم من المؤشرات الأولية، فقد فوجئت مؤسسة الدفاع بهجوم حماس”.
وفيما يعيد إلى الأذهان المؤشرات التي قالت إسرائيل إنها تلقتها مسبقا عن تحرك مصري عام 1973، قالت الصحيفة “يبدو أنه تم رصد بعض علامات الحركة (حماس) في القطاع خلال نهاية الأسبوع. في غضون ذلك، جرت مشاورات في الجهاز الأمني بشأن العمليات في القطاع في اليوم الأخير”.
وأضافت “التفاصيل لم تلفت انتباه النظام الأمني ولم تتصل بصورة أوسع وأكثر إثارة للقلق، ومن هنا يبدو أنها لم تغير استعدادات النظام بشكل كبير”.
وتابعت “شنت حماس هجوما مفاجئا على إسرائيل، عندما تسلل المسلحون من قطاع غزة إلى بلدات الغلاف، واستخدموا إطلاق الصواريخ لتشتيت النظام الأمني في البلاد. وحتى الآن، قُتل ما لا يقل عن 22 شخصًا في الهجوم المفاجئ، بينما تحتجز حماس رهائن إسرائيليين”.
واعتبرت الصحيفة ما جرى بأنه “فشل استخباراتي كبير”، وقالت “ما جرى أكثر من مجرد انهيار استخباراتي”.
ووصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني ما جرى بأنه “هجوم حماس المفاجئ”.
وفيما اعتبرت أن “هجوم حماس هو فشل للحكومة”، فقد قالت “الازدراء طويل الأمد لـ’المنظمات الإرهابية الوهمية’ تحول هذا الصباح إلى كابوس يصعب الهروب منه وصدمة ستطارد الإسرائيليين لفترة طويلة”.
◙ تفاصيل تحركات حماس في القطاع لم تلفت انتباه النظام الأمني ولم تتصل بصورة أوسع وأكثر إثارة للقلق
واستذكرت الصحيفة أن الهجوم تم تنفيذه بعد 50 عاما من حرب أكتوبر 1973.
وقالت “لقد فوجئ العالم هذا الصباح بالهجوم المفاجئ المزدوج الذي شنته حماس على إسرائيل، والذي شمل إطلاق الصواريخ وتسلل المسلحين”، ووصفت الحدث بأنه “فشل استخباراتي كبير”.
واعتبر المحلل العسكري آفي بنياهو في مقال نشره في صحيفة “معاريف” أن “إسرائيل في خضم حرب صعبة بخصائص لم تكن تعرفها من قبل ومفاجأة كاملة مع عدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين”.
وقال “الفشل كبير، والفشل الاستخباراتي خطير، والتحدي الآن أكبر”.
وأضاف “تبين أن مفهوم المصلحة الاقتصادية المتزايدة في اعتبارات حماس كان خاطئا، وانهار الجدار الذي بنته إسرائيل بمليارات الشواقل”.
دافيد هورفيتز: ما جرى هو فشل ذريع
وتابع بنياهو “منذ ساعات وأنا أجلس أمام الشاشة، أطحن أسناني وأفرك عينيّ في دهشة، لأنه لم يكن هناك شيء كهذا في تاريخ إسرائيل”.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه “يمكننا أن نتوقع فترة طويلة وصعبة ومحطمة للأعصاب مع صور قاسية ومع المختطفين – الجنود والمدنيين – داخل غزة”.
واعتبر الكاتب في موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي دافيد هورفيتز بأن ما جرى هو “فشل ذريع”.
وقال “استيقظ جزء كبير من إسرائيل صباح يوم السبت على مشاهد وأصوات هجمات صاروخية لا يمكن تصورها، واستيقظت أجزاء من جنوب إسرائيل على إطلاق نار، مع ما صاحبها من أخبار لا يمكن تصورها عن تسلل عشرات المسلحين من غزة”.
وأضاف “بعد مرور 50 عاما على حرب يوم الغفران، تعرضت إسرائيل لهجوم مفاجئ، ليس من قبل الجيوش العربية، ولكن من قبل جماعة حماس. ومع استهداف المدنيين الإسرائيليين على نطاق واسع وبشكل مباشر”.
وتابع “حتى عندما بدأ الزعماء السياسيون في إسرائيل في الاجتماع في مشاورات طارئة، مع استمرار الكشف عن المدى الكامل للتسلل وعواقبه، نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤولين (لم تذكر أسماءهم) ينتقدون المستويات السياسية والعسكرية لحقيقة أن إسرائيل، المنشغلة بالجدل الداخلي، قد أُخذت على حين غرة مرة أخرى”.