كريتر نت – متابعات
تحسم إسرائيل في هذه الأيام قرارها الحاسم وربما المصيري بشأن إطلاق عملية برية عسكرية في قطاع غزة.
وقد استدعت إسرائيل أكثر من 360 ألفا من جنود الاحتياط بالتزامن مع حشد المئات من الدبابات والمدرعات والجرافات والآليات العسكرية على حدود قطاع غزة، ردا على الهجوم غير المسبوق لحركة حماس، يوم السبت الماضي، على بلدات ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة.
وقال يوني بن مناحيم، المحلل الإسرائيلي، لـ”العين الإخبارية” إنه “يصعب التوقع بأن يتم كل هذا الحشد العسكري دون أن يكون هناك قرار بالقيام بعملية برية في داخل قطاع غزة”.
وأضاف أن “هذا الحشد الكبير يشير إلى أمر واحد وهو أن العملية البرية باتت مؤكدة”.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن بالنسبة لبن مناحيم، هو “متى سيتم إطلاق العملية البرية والأكثر أهمية هو مدى هذه العملية”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتفق مع وزير الدفاع السابق بيني غانتس على تشكيل مجلس حرب يضم إضافة إليهما وزير الدفاع يوآف غالانت، والرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
ويعتقد بن مناحيم أن القرار بشأن العملية البرية “ينتظر قرار كابينت الحرب بعد انضمام غانتس وآيزنكوت، وكما هو معلوم فإن لديهما خبرة عسكرية كبيرة وربما تكون لديهما أفكار جديدة ومخططات جديدة”.
غير أن الأمر -حسب المحلل السياسي- “قد يستغرق بعض الوقت لأن المجلس الجديد تم تشكيله يوم أمس فقط”.
تقسم القطاع لـ3 أجزاء
وحتى فيما يتعلق بالعملية البرية فإن ثمة العديد من الأفكار، منها ما يتعلق بالعملية البرية الواسعة أو العملية البرية المحدودة”، وفق بن مناحيم.
وفي هذا الصدد أوضح “لا أعتقد أن الجيش الإسرائيلي سيلجأ إلى عملية برية واسعة وكاملة في قطاع غزة بمعنى الدخول إلى كامل القطاع والسيطرة عليه بشكل كامل، لأنه ينطوي على ذلك ثمن كبير سواء ما يتعلق بالعمليات الفلسطينية ضد الجنود الإسرائيليين أو سقوط قتلى مدنيين”.
وأعرب عن اعتقاده أنه من الممكن أن “يدخل الجيش الإسرائيلي إلى مسافات محددة في داخل قطاع غزة ويقسم القطاع إلى 3 أجزاء، مع التركيز على شمال قطاع غزة ويقوم بعمليات اعتقال وتحييد قيادة وعناصر حركة حماس”.
وتابع: “أعتقد أن الجيش الإسرائيلي سيعمل على إقامة منطقة عازلة خاصة في المنطقة الشمالية من أجل منع تكرار ما حدث يوم السبت الماضي من تسلل إلى داخل قطاع غزة”.
هل تحتل إسرائيل القطاع؟
وثمة أصوات في إسرائيل تدعو إلى الامتناع عن إعادة احتلال قطاع غزة.
بن مناحيم علّق على هذه الأصوات قائلا “أعتقد أن الجيش الإسرائيلي لا يريد إعادة احتلال قطاع غزة لأن ذلك سيعني المسؤولية عن أكثر من 2.2 مليون فلسطيني، وهذا ما لا تريده إسرائيل إطلاقا، ويخلق الكثير من المشاكل وبالتالي فإن هذا الخيار غير منطقي على الإطلاق”.
وفي الوقت ذاته، اعتبر بن مناحيم أنه من المستحيل القضاء على حركة “حماس”، معربا عن اعتقاده أن الحديث عن القضاء على حركة حماس “كلام للاستهلاك المحلي، ولا يمكن تطبيقه، ففي أسوأ الأوضاع فإن 30% من الفلسطينيين يدعمون حماس، وربما ازدادت هذه النسبة بعد هجوم السبت الماضي”.
وأضاف: “أعتقد أنه من الممكن القضاء على نظام حماس بمعنى قياداتها ومؤسساتها وبنيتها التحتية وأجهزتها العسكرية، ولكن الحركة كحركة من المستحيل القضاء عليها ومن يقول إن بالإمكان القضاء عليها لا يعرف الواقع”.
إلا أن الإشكالية التي تواجه إسرائيل بنظر بن مناحيم هي أنه في حال القضاء على نظام حماس في غزة فمن سيحل مكانها؟
ثمة حل آخر؟
المحلل السياسي اعتبر أن الخيار المفضل لإسرائيل هو أن تتسلم السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة، لكنه شكك في أن “تقبل السلطة القيام بذلك خاصة بعد هذه العملية الواسعة والكبيرة من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة”.
وتطرق للتقارير التي تتحدث عن إمكانية تولي مصر المسؤولية أو الأمم المتحدة أو دول عربية.
لكن رغم ذلك، يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي أنه “من الصعب أن تقبل هذه الأطراف أو أي منها القيام بهذه المهمة”.
وأكد أيضا أن إسرائيل لن تقبل البقاء في غزة لفترة طويلة.