كتب / أ. فارس شعفل
تأتي الذكرى الـ 60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، وهيئتنا تواصل سعيها الحثيث لتحقيق كامل أهداف الخطة الشاملة التي وضعها معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام حُميد، للنهوض بكافة قطاعات النقل وفي مقدمتها قطاع النقل البري، أحد أهم قطاعات النقل خصوصًا في المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا منذ بدء حرب الميليشيات الحوثية عام 2015، والتي ضاعفت مهام النقل البري بعد تراجع أداء القطاعات الأخرى نتيجة الاستهدافات الممنهجة لبنيتها التحتية وارتفاع تكاليف التأمين المعمول به دوليًا على مناطق الصراع ومنها فل بلادنا، الأمر الذي زاد من عبىء قطاع النقل البري، الذي لم يتوانى في الاضطلاع بالمهمة الشاقة وحقق فيها نجاحا كبيرا رغم الإمكانيات المحدودة.
نؤكد في هذا الصدد استمرارية الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري، مسيرتها الخدمية في تنظيم عملية النقل البري وتطويره بما يتوأم ومتطلبات وشروط النقل الحديثة المعمول بها في مختلف دول العالم، وهي المهمة التي وضعناها نصب أعيننا منذ تولينا المنصب الاول في الهيئة منتصف العام 2022، إضافة إلى تعزيز العلاقة مع الجهات ذات العلاقة بمهام الهيئة كانت رسمية أو خاصة، فضلا عن بحث مجالات استثمارية أخرى وفقا لقانون انشاء الهيئة، في إطار التوجه لإيجاد موارد مالية تساهم في رفد الخزينة العامة للدولة وانتشال العملة المحلية من وضعها المتراجع، خدمةً للصالح العام للبلد.
ولقد حققت الهيئة عديد مهام خلال الفترة الماضية، منها مواصلة مهامها في منح التراخيص لمكاتب شركات النقل المحلية والدولية واستيفاء شروط النقل الآمن والمريح والمتطور من خلال حزمة من الإجراءات الفنية المتعلقة بالأمن والسلامة، وبصورة اكثر فاعلية عن ذي قبل، إضافة إلى تسيير رحلات الحج والعمرة لهذا العام بمنتهى الدقة والتنظيم والمساهمة بشكل فاعل في إنجاح الموسم الذي خلى من الزحام وتكدس الركاب في ميناء الوديعة البري لأول مرة منذ سنوات، فضلا عن مهام أخرى ذات صلة.
ان ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة تأتي لتذكرنا بطموح الآباء من ثوار اكتوبر بتحقيق الغايات الكبيرة التي قضوا من أجلها عل أهمها الى ـ جانب الاستقلال ـ، هو بناء الدولة الوطنية الحديثة والقائمة على إيجاد مؤسسات دولة فاعلة ومنتجة يديرها كادر وطني مؤهل، تضمن نجاح انطلاقة الأجيال نحو المستقبل المأمول، ولقد واجه الرعيل الأول المؤسس لمداميك الدولة بعد الاستقلال، صعوبات بالغة وقدم ازاءها تضحيات جزيلة لا تقل عن التضحيات من أجل الثورة وتحقيق الإستقلال الوطني الناجز، وهي ذات المهمة المناطة بجيلنا الحالي، الذي يكابد من أجل استعادة مؤسسات الدولة إلى مسارها الطبيعي في سبيل الارتقاء بها وتطوير أدائها وتحسين خدماتها المقدمة للمواطن، ومن هذه الموسسات هيئتنا التي نسعى جميعا كقيادة وموظفين ومن خلفنا معالي وزير النقل، الى استنهاضها ووضعها في المكانة اللائقة بها كهيئة حكومية لها ادوار كبيرة في تنظيم النقل البري وتطويره والمساهمة مع القطاعات والجهات ذات العلاقة في دراسة المشكلات ووضع الحلول الناجعة لها وتوسعة الخدمات، في إطار المسؤولية المشتركة المناطة بالجميع والمبنية على الحرص الوطني الرامي إلى إنجاح المرحلة وإخراج البلد برمته من مأزقه التاريخي الاستثنائي، دون حسابات شخصية أو جهوية أو سياسية.
ختاما.. ذكرى أكتوبر مجيدة وامنيات واسعة بالتوفيق للجميع وصلاح الحال.