كريتر نت / صحف
أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تطورات الأوضاع في الجزائر بعد المظاهرات المستمرة رفضاً لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
ويرى كُتّاب أن جنرالات المؤسسة العسكرية هم السبب في هذه الأزمة وأنهم مَن أساء إلى الرئيس بوتفليقة بترشيحه، بينما انتقد آخرون السلطة الحاكمة في البلاد ويرون أنها التزمت الصمت تجاه المسيرات دون أن تتحرك لحلحلة الأزمة.
“جنرالات القمح والنفط”
يرى فيصل القاسم في “الشرق” القطرية أن “أكثر من أساء” إلى الرئيس بوتفليقة “هم الجنرالات الذين رشحوه للرئاسة”.
ويقول: “لا شك أن بوتفليقة قد لا يدري أنه مرشح للرئاسة حسب التقارير الطبية التي تصلنا من المشفي السويسري، وبالتالي فهو مجرد واجهة لجنرالات القمح والأرز والنفط الذين يسيطرون على كل ثروات الجزائر”.
ويتساءل: “من الذي يتآمر على الجزائر؟ الذين يريدون لها رئيساً قادراً على قيادتها والنهوض بها، أم الذين يريدون لها رئيساً ميتاً؟ … الذين ينتقدون ألاعيب العسكر وخزعبلاتهم أم الذين يستفزون الشعب الجزائري ويدفعونه إلى الشوارع دفعاً ثم يهددونه بالفزاعة السورية؟”
وبالمثل، يرى محمد أبو الفضل في “العرب” اللندنية أن “التوسع في مهام الجيش في الجزائر والسودان، قاد إلى جفاف سياسي في الحياة المدنية، ولم يترك فرصة للنخب لتمارس أدوارها بحرية، ويمكّنها من التأثير على توجهات المواطنين بطريقة منظمة، وتفرض عليهم الانجذاب لخطابها”.
ويضيف: “في الجزائر قد يكتفي المواطنون في هذه المرحلة بخروج بوتفليقة من المشهد العام، لأن وجوده بهذه الحالة الصحية يمثل إهانة للشعب، ويظهر مؤسسته العسكرية كأنها نضبت أو توقفت عن صناعة الرؤساء، وهو ما يؤثر سلباً على صورتها كقوة وازنة في جميع مسارات الحياة الجزائرية”.
“صمت مطبق”
ويقول جمال لعلامي في “الشروق” الجزائرية إن “القلة المتبقية من الحكماء والعقلاء، تلتزم الصمت المطبق، هذه الأيام المتزامنة مع المنعرج السياسي والحراك الشعبي اللذين تعرفهما الجزائر”.
ويتساءل: “أين هؤلاء؟ لماذا لا يتكلمون؟ لماذا لا يقترحون؟ لماذا لا يعرضون الحلول؟ لماذا لا يدعون إلى الهدوء والتهدئة والرزانة والحكمة؟ أين اختفوا؟ وما هو موقعهم من الإعراب؟”
وبالمثل، يرى عبد الناصر بن عيسى في الصحيفة ذاتها أن “ما تقوم به السلطة تجاه حراك الشارع هو نوع جديد من الديكتاتورية، لم يسبق لأي نظام في تاريخ البشرية أن مارسه، وهو الصمت المطبق، وكأن المعنيين بهذه المسيرات يعيشون في عالم آخر غير عالمنا، وهم الذين عوّدونا على القول الكثير إلى درجة الثرثرة من دون مناسبة”.
ويضيف: “من غير المعقول أن يسير الناس آلاف الكيلومترات ويكتبون بحاراً من الحبر، ويكحّلون عيونهم ويبيّضون لياليهم في العالم الأزرق، ولا يحرك الذين لأجلهم اندلع هذا الحراك، ساكناً”.
“سيناريوهات الخروج”
وتحدثت زهية رافع في جريدة “البلاد” الجزائرية عن السيناريوهات المتداولة في أروقة صنع القرار حول تسيير المرحلة القادمة.
وتقول إن أبرز الاحتمالات هي “خيار تأجيل الانتخابات مع إجراء عملية جراحية في قلب الحكومة، يتم من خلالها إحداث حكومة توافقية، وقد يُتخذ قرار بمنع المسيرات في العاصمة تحديداً”.
وتضيف أن الخطاب الأخير لقائد الأركان، الفريق أحمد قايد صالح، يشير إلى “احتمال تبني صنّاع القرار وكبار المسؤولين في الدولة خيار تأجيل الانتخابات الرئاسية وانسحاب بوتفليقة رسمياً من السباق استجابة للمطالب الشعبية”.
ويقول محمد بلعيا في موقع “كل شيء عن الجزائر” إنه مهما كان الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه السلطة والمعارضة “فإن رأي الشارع غير معروف في هذه المسألة، حيث لا تملك لا السلطة ولا المعارضة الإجابة عنه في انتظار ما ستفرزه الأيام المقبلة”.
ويرى الصادق بنعلال في صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية أنه “لا مفر من الإنصات لصوت الشعب الذي يعلو ولا يعلى عليه، و أنه لا مجال للالتفاف على مطالبه المشروعة المتمثلة في سحب الترشح للعهدة الخامسة والقطع مع المسلك السياسي المتقادم، من أجل التوافق الوطني المفضي إلى فسح الميدان للشباب وأصحاب الكفاءات للمساهمة في بناء جمهورية جديدة قوامها الديمقراطية المتعارف عليها أمميًا”.