كريتر نت – متابعات
التجسس يضرب بجذوره في تاريخ البشرية، ويعود إلى بدايات تنظيم حياة الإنسان على الأرض، بل لم تخل كتب التاريخ من قصص الجواسيس.
وبين عمليات تجسس نجحت وأخرى فشلت، اختلف الصيت والتأثير العسكري والاستراتيجي للجواسيس عبر التاريخ، حتى ألهم كاتب سلسلة “جيمس بوند” الشهيرة.
وفي هذا الإطار، حدد موقع “هيستوري هيت” قائمة تشمل أشهر الجواسيس عبر التاريخ، اختارت “العين الإخبارية” 5 أسماء من بينهم تخطى تأثيرهم فكرة جمع المعلومات التقليدية.
السير فرانسيس والسينغهام (1532-1590)
لعب رئيس وحدة التجسس بعهد الملكة إليزابيث الأولى بين عامي 1573 و1590، السير فرانسيس والسينغهام دورًا محوريًا في جمع معلومات عن مهدد التاج والأسرة الحاكمة في بريطانيا.
إذ كانت الملكة تخشى انتفاضة كاثوليكية، لذلك جند والسينغهام المخبرين وإخصائيي التشفير لحماية مصالح التاج.
ونتج عن جهوده، من بين أمور أخرى، أفضلية استراتيجية عندما هاجم الأرمادا الإسباني إنجلترا عام 1588، وعند إعدام ماري ملكة اسكتلندا عام 1587.
ماتا هاري (1876-1917)
ولدت مارغاريثا جيرترويدا زيل في هولندا، وصنفت ماتا هاري نفسها لاحقا على أنها راقصة من التراث الملكي الإندونيسي، واشتهرت على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى.
نتيجة لعملها كراقصة حصلت على معجبين “مؤثرين للغاية” من جميع أنحاء العالم، وتمكنت من استغلال ذلك للحصول على معلومات وبيعها للألمان خلال الحرب العالمية الأولى.
ولا يزال تأثيرها وكفاءتها كجاسوسة مثيرا للجدل، إذ يجادل البعض بأن أساليبها كانت غير فعالة إلى حد كبير.
من ناحية أخرى، يؤكد آخرون أن جهودها ربما أدت إلى مقتل ما يصل إلى 50 ألف شخص، بسبب الأفضلية العسكرية التي وفرتها معلوماتها للألمان.
فريتز جوبير دوكين (1877-1956)
ولد فريتز جوبير دوكين ونشأ في جنوب أفريقيا، وشهد فظائع على أيدي الجيش البريطاني خلال حرب البوير (بين الإمبراطورية البريطانية وجمهوريتي البوير)، بما في ذلك احتجاز والدته وشقيقته في معسكر اعتقال.
وخلال الحرب العالمية الأولى جرى تجنيده كجاسوس ألماني، وتنكر في هيئة عالم، وتمكن من الوصول إلى السفن البريطانية والحصول على معلومات قيمة.
ويُعتقد أن دوكين كان وراء تفجير قنابل على متن العديد من السفن البريطانية خلال فترة عمله كجاسوس، وربما كان مسؤولاً حتى عن غرق السفينة “إتش إم إس هامبشير” عام 1916، والتي قُتل خلالها وزير الخارجية البريطاني اللورد كيتشنر.
ليز دي بيساك (1905-2004)
عملت الجاسوسة ليز دي بيساك المولودة في موريشيوس (شرق أفريقيا) كجزء من وحدة العمليات الخاصة التنفيذية البريطانية شديدة السرية (إس أو إي).
تم تجنيد بيساك عام 1942، ثم شرعت في مهمة تجسس فردية عبر فرنسا التي تحتلها ألمانيا، حيث عاشت في مقر الجستابو (الشرطة السرية الرسمية لألمانيا النازية) في بواتييه لمدة 11 شهرًا تقريبًا.
ثم تنكرت بيساك في دور عالمة آثار هاوية، وتجولت في جميع أنحاء فرنسا لجمع المعلومات والأسلحة وحشد شبكة مقاومة للحلفاء. كما رتبت المغادرة السرية للعملاء وقادة المقاومة إلى إنجلترا.
كانت هي وزملاؤها الشخصيات الرئيسية لـ(إس أو إي) على الأرض في فرنسا قبل إنزال نورماندي، وهم يحملون الرسائل ويتلقون الإمدادات ويساعدون في حركات المقاومة المحلية ضد الألمان.
دوشان بوبوف (1912-1981)
ولد في صربيا، وبسبب ولائه لبريطانيا، عمل دوشان “دوشكو” بوبوف كعميل سري لجهاز الاستخبارات البريطاني “إم أي 6” خلال الحرب العالمية الثانية.
عام 1941 جاءت أكثر اللحظات شهرة في تاريخه التجسسي عندما دفعته جهوده إلى الاعتقاد بأن اليابانيين كانوا يخططون لشن هجوم على بيرل هاربور (ميناء بجزر هاواي حيث كان الأسطول الأمريكي).
بدوره، نقل المعلومات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في أغسطس/آب 1941، قبل حوالي 4 أشهر من وقوع الهجوم في النهاية.
ويقال إن السلطات الأمريكية لم تتصرف بناءً على هذا التحذير لأن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في ذلك الوقت إدغار هوفر لم يثق ببوبوف.
وأثناء عمله في المخابرات عمل بوبوف جنبًا إلى جنب مع المؤلف إيان فليمنغ، الذي كان يعمل كضابط استخبارات بحرية.
ويعتقد الكثيرون أن بوبوف كان مصدر إلهام لجاسوس فليمنغ الخيالي الشهير جيمس بوند، في السلسلة التي تحمل هذا الاسم.