كريتر نت – متابعات
رغم الدعم الثابت الذي يبديه الغرب لإسرائيل إلا أن وقف إطلاق النار يقسم المعسكر في وقت تستعد فيه إسرائيل لهجوم بري على القطاع.
وقالت صحيفة “تليغراف” البريطانية إنه من المرجح أن تتزايد الدعوات لتأجيل الهجوم البري على غزة بعد إعلان حماس إطلاق سراح رهينتين إسرائيليتين مسنتين، أمس الإثنين.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن واشنطن تعمل مع قطر للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح ما يصل إلى 50 من الرهائن الـ222 الذين تحتجزهم حماس.
والإثنين، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرجأ الهجوم البري بسبب مخاوف بشأن تأمين الحدود الشمالية مع لبنان.
وأضافت أن نتنياهو اشتبك مع قادة قوات الدفاع الإسرائيلية الذين يريدون بدء التوغل في غزة.
انقسام
يشهد المجتمع الدولي انقساماً متزايداً بشأن شن حرب واسعة النطاق، كما يتزايد القلق في أوروبا بشأن الأوضاع الإنسانية داخل غزة بعد 18 يوما من القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 5 آلاف فلسطيني بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
ودعت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن إلى “هدنة إنسانية” لدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
فيما قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن وقف القصف الإسرائيلي سيسمح بمزيد من الوقت للتفاوض على إطلاق سراح مئات الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
قمة أوروبية
مع تزايد المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، من المقرر أن يدعم زعماء الاتحاد الأوروبي الدعوات لوقف الحرب في قمة المجلس الأوروبي يوم الخميس المقبل.
وتقول مسودة سرية لبيانهم المرتقب اطلعت عليها “تليغراف” البريطانية إن “المجلس الأوروبي يدعم دعوة السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة إنسانية من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ووصول المساعدات إلى المحتاجين”.
وتدعو مسودة النص أيضا إلى “الإفراج الفوري عن جميع الرهائن دون أي شرط مسبق”، وتصر على ضرورة مشاركة السلطة الفلسطينية في محادثات السلام.
وخلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ، أمس الإثنين، حظي الاقتراح بدعم إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا ولوكسمبورغ وهولندا.
وقال بوريل “أعتقد أن هناك حاجة إلى هدنة إنسانية للسماح بدخول الدعم الإنساني وتوزيعه”.
أما ميشيل مارتن، وزير خارجية أيرلندا، فلفت إلى أن ” معاناة المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال، بلغت مستوى يتطلب وقفاً فورياً “.
ومع ذلك، أثار البيان المرتقب خلافا، حيث رفض حلفاء إسرائيل الأوروبيون الأكثر حماسا دعم وقف إطلاق النار علنا، واعتبروا أنه “لا يمكن احتواء الأزمة الإنسانية إذا استمر الإرهاب في غزة”.
وهو ما عكسته تصريحات أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية: “لن يكون هناك أمن ولا سلام لإسرائيل أو للفلسطينيين إذا استمر هذا الإرهاب”.
وقال نظيرها النمساوي ألكسندر شالينبرج “بالطبع الجميع يتمنى أن ينتهي العنف. لكن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس”.
وتساءل جان ليبافسكي، وزير الخارجية التشيكي، عن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار عندما “تسيطر منظمة حماس الآن على الوضع” في غزة.
وفي بريطانيا، يدافع رئيس الوزراء ريشي سوناك عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مؤكدا أنه سيكون “من الصعب” الضغط من أجل وقف إطلاق النار.
وأضاف: “لكن كما قلت من المهم أن يتم ذلك وفقا للقانون الدولي ومن المهم أن تتخذ إسرائيل كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين”.
«تأثير سلبي»
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعمه المؤكد لإسرائيل، ورفض الدعوات لوقف إطلاق النار، وقال للصحفيين “يجب أن يتم إطلاق سراح الرهائن وبعد ذلك يمكننا التحدث”.
وأكدت الولايات المتحدة مساء الإثنين أنها سترسل المزيد من الأسلحة وقوات إضافية إلى المنطقة.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى “هدنة إنسانية” لفتح ممرات المساعدات إلى غزة.