كريتر نت – متابعات
حددت إسرائيل لنفسها مهمة صعبة تتمثل في القضاء على حركة حماس، ولو أنها نجحت في ذلك سيظل السؤال الأكبر هو، كيف ومتى ستخرج من غزة؟
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يحاول الكثير من الخبراء حل اللغز السياسي الذي يكتنف ما سيحدث لغزة بعد انتهاء الحرب. فبمجرد دخولها، كيف ستخرج إسرائيل؟ وبمجرد قيامها بتفكيك حماس، إذا تمكنت من ذلك، فمن سيتسلم حكم القطاع؟
في الوقت الحالي، يرى المسؤولون الإسرائيليون، أن هذه الأسئلة ليست همهم المباشر، لكن هذه الكوارث سيكون من الصعب تجنبها، حتى وإن أصبحت غزة مسؤولية حكومة إسرائيلية جديدة.
وكتب توم بيكيت، الفريق المتقاعد في الجيش البريطاني والمدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في تحليل موجز: “بغض النظر عن مدى نجاح العملية في هزيمة حماس كمنظمة عسكرية، فإن الضرورة السياسية لحماس ودعم السكان للمقاومة سيستمر.. إما أن تعيد إسرائيل احتلال غزة للسيطرة عليها، وإما من خلال الانسحاب بعد الهجوم، والتنازل عن الأرض”.
ويرى البروفيسور الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشتاين، أن السيناريوهات التي تلي إسقاط حماس في قطاع غزة، ومن سيخلفها، “كلها سيئة”.
وفي مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، كتب ميلشتاين: “حتى وإن افترضنا قدرة إسرائيل على اجتثاث حركة حماس، فماذا بعد ذلك؟ إما احتلال إسرائيلي طويل الأمد، أو عملية عسكرية سريعة وخروج يخلّف فراغا؟”.
وأضاف الكاتب: “علينا أيضا الاعتراف بقلة البدائل وضعف إمكانية حدوثها، فبعضها سيئ، والبعض الآخر أكثر سوءا، وكل واحدة من هذه البدائل يشكل تحديات موازاة مع عدم اليقين بخصوص ما يمكن حدوثه مستقبلا”.
وتابع “هناك بديلان أحلاهما مر، ومن الأفضل الامتناع عنهما، أولهما إعادة احتلال القطاع ثم فرض حُكم إسرائيلي طويل الأمد، وهو سيناريو تحفّظ عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن. وهذا الخيار سيكلف إسرائيل ثمنا أمنيا واقتصاديا باهظا، من شأنه إغراقها على نمط ما حصل في العراق وأفغانستان”.
وأشار الكاتب إلى أن “البديل الثاني هو التسبب في انهيار حماس ثم الخروج السريع من القطاع بشكل يُحدث فراغا سيؤدي إلى فوضى وجلب عناصر متطرفة من كافة أنحاء الشرق الأوسط والعالم، وستحاول جعل غزة حلبة مواجهة ضد إسرائيل”.
ويرى لورانس فريدمان، أستاذ دراسات الحرب الفخري في كلية كينغز كوليدج في لندن، أن التحدي الذي تواجهه إسرائيل هو “مواءمة وسائلها العسكرية مع أهدافها السياسية”.
وقال في مقابلة إنه مهما كانت كفاءة الجيش، فإن الهدف السياسي الطموح للغاية سينتهي إلى الإحباط أو الفشل.
والأمثلة كثيرة، بما في ذلك الانتصارات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان تحت أهداف سياسية واسعة وطموحة، مثل إرساء الديمقراطية والمساواة بين الجنسين، والتي انتهت بالفشل. وانتهت الفتوحات السهلة بحملات طويلة وشرسة لمكافحة التمرد ضد الميليشيات المحلية والجماعات المتطرفة الذين عرفوا المنطقة، والذين عاشوا بين السكان ولم يلتزموا باتفاقية جنيف أو قواعد الحرب.
وعقب اندلاع حرب أغسطس/آب 2014، بين إسرائيل وحماس، تم طرح أفكار حول ما يجب فعله مع غزة، في ورقة حصلت صحيفة “نيويورك تايمز” على نسخة منها.
وقالت إن العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل الحرب ستؤدي إلى حرب جديدة” وأن السلطة الفلسطينية “أضعف ومنقسمة للغاية بحيث لا يمكنها أن تحكم”.
واقترحت الورقة أن الحل الأفضل هو السماح لقوات الأمم المتحدة بالسيطرة على حدود غزة، بينما يتم حل المليشيات الفلسطينية ونزع سلاحها ورفع الحصار عن غزة تدريجياً.