كريتر نت – متابعات
منذ نحو 18 يومًا، وتحديدًا عقب الهجوم الناجح الذي شنه المجاهدون في كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تحت عنوان طوفان الأقصى؛ أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن اتجاهه لاقتحام قطاع غزة بريًا بهدف القضاء على حركة حماس؛ غير أنه يحرك قدمًا للخلف، وأخرى للخلف أيضًا؛ خوفًا من مصير مؤلم ونهاية فظيعة تنتظر جنوده على يد عناصر المجـاهد.ين من كتائب القسام وفي شبكة أنفاق ضمن الأضخم عالميًا.
وبحسب تقديرات لمراكز بحث ودراسات عسكرية متخصصة، فإن شبكة أنفاق حماس هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض، وهو ما دفع صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى إطلاق نشر تقرير لها تحت عنوان: جهنم تحت الأرض، والتحدي الهائل للجيش الإسرائيلي، هذا هو عدد الأنفاق في غزة.
فتربصوا إنا معكم متربصون
رئيس دراسات الحرب المدنية في معهد الحرب الحديثة بالأكاديمية العسكرية الأميركية وست بوينت، يقول: إن حجم التحدي في غزة مع الأنفاق تحت أرضية فريد من نوعه، وهي شبكة أنفاق كبيرة ومتشعبة تشكل معضلة عصية على الحل، وخطرًا يتربص بالقوات البرية الإسرائيلية، وتسمح تلك الانفاق لمقاتلي الحركة بالتنقل بين مختلف مواقع القتال بأمان وحرية -بحسب ما نقلت الجزيرة-
وتشير بعض التقديرات إلى أن شبكة أنفاق غزة تضم 1300 نفق، ويبلغ طولها نحو 500 كيلومتر تحت قطاع غزة، وأن عمق بعضها يبلغ 70 مترًا تحت سطح الأرض، وارتفاع معظم هذه الأنفاق يصل إلى مترين فقط، في حين يبلغ عرض معظمها مترين أيضًا؛ وهو ما يجعلها مدينة أسفل مدينة غزة.
قادة حماس
ويرى الخبراء، أن حركة حماس تحتفظ بمن أسرتهم في هجوم طوفان الأقصى الذي شنته على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري، في تلك الأنفاق، التي يرجح أيضًا أنها تستخدم لتخزين السلاح والغذاء والماء والوقود، كما أن بعضًا من قادة الحركة يحتمون داخل تلك الأنفاق.
ويقول مايك مارتين، وهو خبير في شؤون الحرب في معهد «كينجز كوليج» بلندن: هذه الأنفاق تحدث توازنًا بين حماس إسرائيل؛ فهي تحيّد مزايا إسرائيل التسليحية، والتكتيكية، والتكنولوجية والتنظيمية، كما أنها تحيد خطر انعدام القدرة على التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية التي تتطلب الفحص وفق القانون الدولي، لذلك فإن الجيش الإسرائيلي يواجه مشاكل في كل ما يتعلق بالعمليات العسكرية داخل المناطق المدنية، التي يمكن وصفها بأنها قتال ثلاثي الأبعاد.
أعلى المباني وتحت الأرض
ويكمل مارتن: القتال ثلاثي الأبعاد يعني أنه ستكون هناك جهات تطلق النار من فوق أبراج سكنية، وسيكون أيضا هناك من يطلق النار من تحت الأرض، وهدم المباني ليس حلًا، فالمباني المهدمة تتحول متاريس يحتمي بها مقاتلو المقاومة لاقتناص جيش الاحتلال، وقتال المدن يُعد أصعب ضروب القتال التي يمكن لأي جيش أن يواجهها.
وبنيت الأنفاق في غزة في البداية لتهريب البضائع بين مصر والقطاع المحاصر، ومع مرور الوقت وبسبب زيادة المراقبة الجوية الإسرائيلية بواسطة الطائرات المسيرة، ومعدات التجسس الإلكتروني المتطورة، شرعت حماس بتوسيع تلك شبكة الأنفاق.
ولم يكتشف الجيش الإسرائيلي خطر الأنفاق وتعقيداتها إلا بعد العملية العسكرية التي شنها على غزة في عام 2014، وهو ما دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الشروع في بناء عوائق حدودية تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة كي تمنع التسلل عبر الأنفاق إلى المدن والبلدات الإسرائيلية.
أنفاق غزة الأنفاق حماس كتائب القسام طوفان الأقصى جهنم في انتظاركم الاحتلال الإسرائيلي فلسطين
⇧