كريتر نت – رام الله
أكد المشاركون في اللقاء العمالي النقابي العالمي، الذي نظمه اتحاد نضال العمال الفلسطيني، عبر الزوم، وقوفهم مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة وادانتهم للعدوان والغطرسة وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة الفاشية والعنصرية الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، وشددوا على تمسك المنظمات النقابية العربية والدولية، بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ودعوتهم للحركة العمالية العالمية للقيام بدورها الطليعي في دعم واسناد الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وشارك في العمالي النقابي العالمي أكثر من 100 منظمة من الاتحادات والنقابات العمالية من البلدان العربية وبلدان العالم المختلفة، بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الدكتور أحمد مجدلاني، وعدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة، وسكرتير عام اتحاد نضال العمّال الفلسطيني محمـد علوش، وأعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الإداري وعدد كبير من الرؤساء والأمناء العامون للاتحادات العمالية والنقابية وممثلين عن أطراف الحركة النقابية العربية والدولية من كافة أنحاء العالم.
وأكد قادة الحركة النقابية المشاركون في اللقاء، من خلال كلماتهم، تضامن عمال العالم والعمال العرب مع فلسطين بوجه العدوان البربري الذي يشكل سابقة إجرامية ليس لها مثيل بالوجود، لافتين إلى تعامي المجتمع الدولي عن الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ شعب وعمال فلسطين في ظل استمرار القصف والقتل والجريمة المنظمة ومعاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة نتيجة الحرب الهمجية والنقص في الماء والغذاء والأدوية ومن مقومات الحياة الأساسية.
وقال الدكتور أحمد مجدلاني، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الكلمة الرئيسية التي قدمها خلال اللقاء، بأن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي وارهاب الدولة المنظم من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي ومن قبل عصابات المستوطنين الارهابيين تنفيذاً لمخططات وسياسات الحكومة الفاشية والعنصرية والدموية في كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، حيث يقوم الاحتلال بأعمال الابادة والتدمير واستخدام الأسلحة والصواريخ والطائرات والقنابل الفسفورية المحرمة دولياً في حربه المفتوحة على أبناء شعبنا في قطاع غزة، مع الاستمرار في عمليات القتل والاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات المستمرة لكافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وما يرافق ذلك من عدوان عنصري منظم في العاصمة المحتلة القدس، حيث يمارس الاحتلال كافة أشكال القهر والاستبداد والتمييز العنصري، ويعمل على ترجمة القرارات السياسية من حكومة الائتلاف اليميني المتطرف بأسرلة وتهويد القدس، والمس بمكانتها التاريخية وتدنيس مقدساتها الاسلامية والمسيحية، وتغيير معالمها لصالح فرض سياسة الأمر الواقع والتي تحظى بدعم وغطاء من قبل الادارة الأمريكية، وهي ترجمة عملية لما سمّي بصفة القرن التي بشرت بها ادارة ترامب، والتي تم بموجبها نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة والاعتراف بالقدس الموحدة كعاصمة للكيان الصهيوني.
وأكد د. مجدلاني أننا على ثقة كبيرة بقدرة وامكانيات الحركة العمالية والنقابية في الوطن العربي وفي العالم للإسهام في معركة الحرية وتقرير المصير ودعم واسناد الشعب الفلسطيني وطبقته العاملة في مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه القضية الفلسطينية العادلة وحق شعبنا المشروع في المقاومة والتصدي لجرائم الاحتلال وممارساته الارهابية البشعة، ورفض سياساته العنصرية والفاشية، مطالباً كافة القوى والمنظمات النقابية والاتحادات العمالية لأن ترفع صوتها عالياً وأن تعبر رفضها وادانتها للجريمة المستمرة التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي، حيث نشهد عدواناً واسع النطاق يراد من خلاله تكريس الواقع الاحتلالي وسيطرة الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما يمثل تحدي للإرادة الدولية التي تمثلها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
ودعا مجدلاني الاتحادات والقوى والمنظمات النقابية والعمالية وكافة العمال في العالم للخروج بمظاهرات الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني ولعمال فلسطين، والتنديد بالجرائم الاسرائيلية الارهابية، وفضح ازدواجية المعايير وكافة الممارسات التي تهدف الى حرف وتشويه الحقائق ووصم مقاومة شعبنا للاحتلال بالإرهاب، والقيام بدور منظم وفاعل لكافة القوى العمالية بالتظاهر وتنظيم الفعاليات والندوات والمؤتمرات والضغط على الحكومات للقيام بمسؤوليتها لإجبار اسرائيل على وقف عدوانها المتواصل، والذي أسفر عن أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى وما خلفه من دمار شامل للممتلكات وللمنشآت والمشافي والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمصانع والأراضي الزراعية والبنية التحتية، حيث يذكرنا هذا العدوان مجدداً بسلسة الحروب الارهابية التي قامت بها اسرائيل خلال السنوات السابقة، والتي تمت بدون عقاب من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته ذات العلاقة، والتي ما زالت تصم أذنيها عما يجري بحق شعبنا الأعزل، وهناك من يحاول تبرير هذه الأعمال الارهابية للاحتلال وكأنها دفاعية، متنكرين للواقع وللظروف القاسية والتحديات اليوميّة التي يعيشها شعبنا منذ أكثر من 75 عاماً من عمر هذا الاحتلال الكولونيالي الاحلالي الاستعماري الذي آن له الرحيل والى الأبد.
وشدد مجدلاني في كلمته أمام قادة الحركة العمالية العربية والدولية على ضرورة تنظيم الحملات لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ومطالبة النقابات العمالية بالبدء بتنظيم الإضرابات في المطارات والموانئ معتبراً ذلك مهمة مركزية لنقابات النقل البحري والجوي والبري وأولوية على أجندة المنظمات النقابية للتعبير عن رفض العمل لتفريغ السفن والطائرات كأحد عناوين الاحتجاج على السياسات الأمريكية والغربية المتواطئة مع حرب الاحتلال.
وأكد د. مجدلاني بأن الحركة النقابية في العالم قادرة على النهوض بمهام نضالية واسعة وعليها العمل على اطلاق حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني وعمال فلسطين والتحرك لممارسة الضغوط من اجل اطلاق سراح عمالنا من معسكرات الاعتقال، وتكثيف الجهود الإعلامية والمؤتمرات النقابية والجماهيرية لتعرية المواقف الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية التي تشوه الحقائق، وضرورة قيام المنظمات العمالية العربية والدولية بتنظيم الحملات والبرامج الاغاثية العاجلة لتقديم الدعم الإنساني والطبي لأبناء شعبنا في قطاع غزة.
وشارك في اللقاء العمالي النقابي العالمي عدد كبير من قادة النقابات والاتحادات العمالية من الأقطار العربية ومن بلدان العالم، وألقيت عشرات الكلمات التي عبرت عمق مواقف الحركة النقابية العربية والدولية ووقوقها الى جانب نضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ومن أبرز هذه الكلمات كلمة الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل التي ألقها الأمين العام نور الدين الطبوبي، وكلمة الاتحاد العام لعمال الكويت، وكلمة الاتحاد العربي للنقابات والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وألقاها الأمين العام شاهر سعد، وكلمة اتحاد النقابات العالميWFTU وألقاها ممثل الأمين العام ستارفوس أغاثو، وكلمة اتحاد النقابات العمالية البرازيلية وألقاها فيكتوريوس شمس، وكلمات عديدة أخرى من منظمات عمالية متعددة من العراق والكويت والبحرين ومصر والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وقبرص واليونان والجزائر واليمن وليبيا والسودان والأردن وسوريا والمغرب وبنجلادش والصين وموريتانيا وتونس وإيطاليا والبرتغال وفرنسا وباكستان والصومال وكوبا وفنزويلا وتركيا.