كريتر نت – عربي بوست
تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أحد أهم محاور التوغل في قطاع غزة، وسط مواجهات عنيفة خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية مع قوات الاحتلال، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، الذي يُفاجَأ بظهور مقاتلي المقاومة وضرب آلياته.
في محور شمال غرب مدينة غزة، تراجعت القوات الإسرائيلية من نقطة تمركزها بمنطقة أبراج المقوسي على أطراف مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، إلى منطقة “المدرسة الأمريكية”، في بلدة بيت لاهيا (أقصى الشمال).
هذا التراجع يقدر بمسافة كيلومترين، أي أن الآليات العسكرية الإسرائيلية عادت لأول نقطة وصلتها، عند بدء عمليات التوغل، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتبعد هذه النقطة نحو كيلومترين عن حدود مدينة غزة، وهي منطقة زراعية تخلو من السكان.
تأتي هذه التطورات في ظل هجمات مكثفة نفذها عناصر “كتائب القسام” ضد الآليات العسكرية الإسرائيلية التي كانت متوغلة على أطراف مخيم الشاطئ، وقال متحدث “كتائب القسام” أبو عبيدة، في كلمة مسجلة، مساء أمس السبت، إن “مجاهدينا يقاتلون في محاور تقدم العدو ببلدة بيت حانون (شمال)، وبشمال غرب مدينة غزة وجنوبها (منطقة حي الزيتون شرق مدينة غزة وجنوب حي تل الهوى غرب المدينة).
أضاف أبو عبيدة أن مقاتلي القسام دمروا 24 آلية عسكرية إسرائيلية خلال اليومين الماضيين، وتابع: “وجَّهنا ضربات بصواريخ موجهة مضادة للدروع تجاه الآليات العسكرية الإسرائيلية (…)، نخوض حرباً غير متكافئة، لكنها ستُدرّس في العالم، وسيُخلّدها التاريخ”.
كذلك وفي بيان سابق، يوم السبت، أعلنت “كتائب القسام” أن مقاتليها “هاجموا قوة صهيونية متحصنة في مبنى شمال غرب مدينة غزة، واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة والقنابل”.
ذكرت “القسام” أيضاً أن هذه العملية أسفرت عن مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، مقتل 4 من جنوده خلال المعارك البرية في قطاع غزة، دون تفاصيل عن مواقع مقتلهم.
بهذا، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء المعارك البرية في غزة، في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 29 جندياً.
محور جنوب غزة
في محور جنوب القطاع، تُواصل القوات الإسرائيلية قصف منطقة حي الزيتون وأطراف تل الهوى بشكل كثيف، بالأحزمة النارية من الطائرات والقذائف المدفعية، منذ 4 أيام، بالتزامن مع الحفاظ على نقاط تمركزها في هذه المنطقة على بعد نحو 500 متر عن شارع “الرشيد” الساحلي (غرب مدينة غزة).
وأعلنت “كتائب القسام” و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، في بيانين منفصلين، “قصف الآليات الإسرائيلية المتوغلة في جنوب تل الهوى بقذائف الهاون”.
كما استهدفت عناصر “القسام” دبابة إسرائيلية في جنوب غرب تل الهوى بصاروخ موجه من طراز “كونكورس”، وهذه أول مرة يُعلن فيها عن استخدام هذا الصاروخ.
أين تتوجه القوات الإسرائيلية؟
يتضح من العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض أن التوغل البري قد يتجه من حي الزيتون باتجاه الشمال إلى عمق حي تل الهوى، الذي دمرت الطائرات الإسرائيلية أجزاء واسعة منه، خلال الأيام الماضية، ما يعني أنها اتبعت ضده سياسة “الأرض المحروقة”.
هذا السيناريو يشبه إلى حد كبير العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة 2008ـ2009، التي استمرت 23 يوماً، عندما توغلت من الحدود الشرقية للقطاع، ودخلت حي الزيتون ووصلت من أطراف الحي الجنوبية وصولاً إلى “تل الهوى”.
آنذاك احتلت الآليات العسكرية منطقة مستشفى القدس، ومتنزه برشلونة وأبراج تل الهوى، وهو مربع مساحته نحو 500 متر.
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ شهر “حرباً مدمرة” على غزة، قتل فيها 9500 شهيداً فلسطينياً، منهم 3900 طفل و2509 سيدات، وأصاب أكثر من 24 ألفاً آخرين، كما قتل الاحتلال 145 شهيداً فلسطينياً واعتقل نحو 2040 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت “حماس” منذ هجوم عناصرها على مستوطنات ونقاط عسكرية إسرائيلية بغلاف قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكثر من 1542 إسرائيلياً، وأصابت 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية كثفت خلال الـ24 ساعة الماضية غاراتها على مدينة غزة وشمالي القطاع، واستهدفت طرقات وأراضي زراعية ومنازل، ومدرستين و3 مساجد، إضافةً إلى مستشفى وسيارات إسعاف.
في المقابل، نفّذت “كتائب القسام”، الذراع المسلحة لحركة “حماس”، عشرات الهجمات بقذائف “الياسين 105” المضادة للدروع، ضد دبابات وجرافات وناقلات جند إسرائيلية، خاصةً في منطقة شمال غزة.