كريتر نت / وكالات
تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، اختتمت أمس فعاليات مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير “ديهاد” في دورته السادسة عشر تحت شعار “التهجير” في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، وقد أجمع الزوار والمشاركون على نجاح المؤتمر والمعرض الذي استمر لمدة ثلاثة أيام متتالية استعرض فيها القضايا الأكثر إلحاحاً التي تواجه المهجرين واللاجئين حول العالم، كما سلط المؤتمر الضوء على سبل علاج قضية التهجير خاصة بعد قيام العديد من الدول بتطبيق سياسات جديدة للهجرة وتعزيز الحدود القومية وتخطيط أو بناء الجدران الحدودية. وفي ختام المؤتمر، أعلنت اللجنة المنظمة عن موعد انعقاد الدورة القادمة من هذا الحدث والذي سيكون في الفترة ما بين 10-12 مارس 2020.
وحول هذه المناسبة، قال السفير بيتر شاتزر من المعهد الدولي للقانون الإنساني، سان ريمو، ورئيس الأركان السابق لمنظمة الهجرة الدولية: “يأتي شعار هذا العام من مؤتمر معرض ديهاد في وقت مناسب للغاية؛ ليس بسبب النقاشات الحالية الجارية في هذا الموضوع بل لكون هذه النقاشات تضمن الكثير من المفاهيم الخاطئة واللبس حول هذه المسألة الشائكة. وفي عالم لا يتوقف عن التحرك، هناك العديد من الاختلافات الإقليمية والتغيرات الحاصلة لا سيما في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها المنطقة الأكثر ديناميكية في العالم في هذا الصدد. ومن هنا تأتي أهمية ديهاد ليجيب على الأسئلة الأكثر إلحاحًا ومنها: “من بين مئات الملايين من المهجرين، من هم الأكثر حاجة للانتباه والدعم؟ ومن هي الفئة التي تحتاج إلى المساعدة؟”
وأضاف: “ركزت المحاضرة التي قدمتها على البيانات الديموغرافية العالمية والإقليمية باستخدام العديد من المصادر. وكان الهدف منها إطلاع وتذكير الحضور بأن الأرقام التي نتحدث عنها ليست مجرد أرقام فهي تتعلق بأشخاص لديهم طموحات وتوقعات ومخاوف وآمال.”
من جهته، قال الدكتور راندولف كنت، مدير برنامج المستقبل، المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، لندن: “سوف يستمر موضوع التهجير ليكون سمة متأصلة ومستمرة لفترة منتصف القرن الواحد والعشرين. وفي ظل تزايد التعقيد العالمي، فإن الدولة القومية ستتبنى بنيات اجتماعية وسياسية جديدة ومبتكرة. ورغم الإيجابيات الكبيرة التي ستنجم عن هذه التغيرات والسياسات الجديدة، إلا أنه سيكون لها عواقب وخيمة. وفي حين تشير التقديرات الأخيرة إلى أنه بحلول عام 2050، قد يواجه حوالي 700 مليون شخصاً النزوح بسبب تغير المناخ وتدهور الأراضي وعوامل أخرى، لذا أعتقد أنه حان الوقت للتخطيط للمستقبل”.
وأضاف: “لقد ركزت المحاضرة التي قدمتها على تساؤلات عديدة حول ماهي الدوافع التي ستدفع بالجيل الجديد إلى النزوح؟ وماهي العواقب المترتبة على ذلك؟ وما الذي يجب أن نفعله للتحضير لمثل هذا المستقبل غير المسبوق وغير المبرر ولماذا ينبغي علينا الآن أن نفكر في هذا المستقبل؟”.
وقالت سعاد الجرباوي، المدير الإقليمي لشركة ميرسي كوب: “تعد شركة ميرسي كوب منظمة إنسانية وإنمائية دولية تعمل في 40 دولة في العالم، ومن المهم للغاية بالنسبة لنا أن نناقش شعار هذا العام “التهجير” نظرًا للعدد غير المسبوق من النازحين حول العالم. لذلك، كان لا بد من إيجاد منصة يجتمع فيها الخبراء لمناقشة موضوعات وأسباب النزوح التي تتفاقم يومًا وبعد اليوم، وكيف يمكننا المساعدة كمجتمع إنساني وإنمائي، وماهي الأعباء والفرص التي نتشاركها من أجل تحسين حياة المهجرين”.
وأضافت: “ركزت حلقة النقاش التي شاركت فيها اليوم على الترابط بين الاستجابة الإنسانية والأهداف التنموية المستدامة ومدى أهمية أن نبتعد عن مجرد التركيز على توفير الاحتياجات الأساسية العاجلة للخوض بشكلٍ أكثر تفصيلا في الأسباب الجذرية للأمر. وتؤمن ميرسي كوب، أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يفهم بدقة الخيارات التي يتخذها الناس والأسباب الكامنة وراء الآلام التي يعانوها”.
وأشارت: “أعتقد أن المشهد الإنساني في تعقيد مستمر خاصة مع ازدياد الأزمات التي نشهدها اليوم، إلى جانب أسباب أخرى مثل لماذا تتفاقم الأزمات الإنسانية حول العالم. ومن أجل حل هذه المسألة علينا ليس فقط أن نصبح أكثر تخصصًا بل، الأهم من ذلك، علينا مواصلة خدمة الأشخاص، وفهم احتياجاتهم ومساعدتهم لتحسين وضعهم الحالي. ورغم أن التحديات التي تقف في طريقنا كبيرة إلا أنني على يقين بأنه ما زال لدينا فرصة للتغلب عليها”.
وقد ناقشت أجندة المؤتمر خلال اليوم الثالث والأخير العديد من الموضوعات الإنسانية الهامة وهي التهجير؛ تأثير الإعلام على الرأي العام، والمهاجرون واللاجئون؛ وكذلك عرض تقديمي خاص حول “التهجير: استشراف المستقبل، والحاجة إلى نهج جديد لتقديم المساعدة، أضف إلى العروض التقديمية الخاصة حول التهجير والحصول على غذاء جيد والتهجير: الشرق الأوسط تحت المجهر و اللاجئون والمهاجرون، قضية محورية لا بد للمجتمع الدبلوماسي من معالجتها وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي: جهة لا يستهان بها في تقديم المساعدة للاجئين و البقاء على اتصال من خلال الحلول المبتكرة.
ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، يوجد اليوم أكثر من 258 مليون مهاجر حول العالم، يعيشون خارج بلادهم الأصلية. ومنهم حوالي 11 بالمئة من الشباب دون سن 24 عامًا. وفي حين أنه هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الهجرة بأعداد كبيرة والنزوح حول العالم، أكد الخبراء أن الصراعات والاضطهاد والتدهور البيئي وزيادة عدم المساواة وانعدام الأمن البشري والفرص هي السبب الرئيسي وراء النزوح أو الهجرة. وبما أن أعداد النازحين قسريًا في الوقت الحالي تؤدي لتفاقم الأزمة العالمية، فقد أكد الخبراء على أن هناك حاجة لتخفيف الضغوط على البلدان المضيفة وتمكين اللاجئين وتحسين ظروفهم في بلدانهم الأصلية لأجل العودة الآمنة للاجئين.
ومن الجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي لديهاد وديساب، الدكتور عبد السلام المدني، قد تم منحه مؤخرًا لقب سفير النوايا الحسنة من قبل الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط كأول شخصية يتم اختيارها من خارج الجمعية. وقد جاء منح الدكتور عبد السلام المدني لقب سفير النوايا الحسنة نتيجة لجهوده الإنسانية المتواصلة وعمله الدؤوب في المجال الخيري والإغاثي إلى جانب الأعمال التطوعية التي يحرص من خلالها على خدمة المجتمع وتطوير الإنسان وتمكينه بعيداً عن اللون والجنس والدين، والذي يظهر جلياً في إدارته لمؤسساته وشركاته الخاصة.
واستضاف المعرض خلال اليوم الثالث ورش العمل الإبداعية والتي ضمت العديد من المناقشات ومنها عرضًا رئيسيًا من مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تحت عنوان “إطلاق التقرير السنوي الخاص بمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال 2018 “، بينما عقدت جلسة أخرى للسوق العالمية للأمم المتحدة تحت عنوان “الخطوات الأولى في ممارسة الأعمال التجارية مع الأمم المتحدة – التسجيل والبحث عن المعلومات”. علاوة على ذلك، ناقش الخبراء الذين حضروا ورشة العمل أيضًا “استراتيجيات المساعدة الإنسانية للأزمات الناتجة عن تغير الظروف الجوية”.
ومن بين أبرز الجهات العارضة التي قامت بعرض وتقديم خدماتها حول الاستجابة للكوارث، كان هناك جمعية Australia’s leading Trusted Charity و Muslim Aid Australiaو(MAA) International والتي أعلنت عن تأسيس مركزها الجديد في جمهورية فانواتو والذي سيساعد المئات من الأشخاص المستضعفين وسيركز على تنمية المجتمع وبرامج المعونة الغذائية، ونظم الزراعة الدائمة إلى جانب تدريب وتعزيز مهارات الأشخاص المحتاجين.
وعلى مدار ثلاثة أيام الحدث، استقطب ديهاد نحو 5,300 زائر ومشارك من 84 دولة. وشهد المعرض المصاحب حضور أكثر من 640 جهة عارضة من مختلف المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والجمعيات الخيرية الذين قاموا بعرض آخر التكنولوجيات والتطورات في مجال دعم اللاجئين والمهاجرين حول العالم.
كما استضاف الحدث هذا العام ولأول مرة “برنامج المشترين”، وهو عبارة عن منصة فاعلة تضم أكثر من 60 مشترياً من وكالات الأمم المتحدة الرائدة والمؤسسات والجمعيات الخيرية من مختلف أنحاء العالم لمناقشة خدماتها وتسهيل عقد الاجتماعات.
ويقام هذا الحدث بتنظيم من شركة اندكس للمؤتمرات والمعارض – عضو في اندكس القابضة، وتحظى هذه الدورة برعاية مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية، والحياة للإغاثة والتنمية، وسقيا الإمارات، وهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وبالدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الإنسانية للأعمال الخيرية والإنسانية، والأمم المتحدة، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ودبي العطاء.