كريتر نت – متابعات
مع بلوغ الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ (34)، وتصاعد التحذيرات الحقوقية والأممية من استمرار قتل المدنيين، حذّر خبراء أمريكيون إسرائيل من وجود احتمال كبير في أن تكون هذه الحرب “الأولى” الخاسرة.
ولفت جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أنّه على الرغم من عدم وجود خيار آخر غير النصر، بسبب التفوق الإسرائيلي الساحق على حماس، لكن “من المحتمل جداً أن تكون الحرب في غزة هي الحرب الأولى في تاريخ إسرائيل التي خاضها الجيش وخسرها. وستكون هذه الخسارة كارثية بالنسبة إلى إسرائيل، وستلحق أضراراً بالغة بالولايات المتحدة”، بحسب ما نقلته (روسيا اليوم).
وقال ألترمان، في سياق تفسير موقفه: إنّ “قوة إسرائيل تسمح للبلاد بقتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس، كل هذه الأمور تعزز أهداف حماس العسكرية”.
وفيما يحاصر الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، ويواصل حملة قصف جوي ومدفعي وهجمات برية عنيفة ومدمرة، تقدّر صحيفة (أكسيوس) الأمريكية قوات الغزو الإسرائيلي بحوالي (20) ألف عسكري، مشيرة إلى أنّ حركة حماس تقدّر قواتها بـ (40) ألف مقاتل.
الصحيفة ترصد الأوضاع في أرض المعركة المكتظة بالسكان قائلة: إنّ القتال يستمر الآن في ضواحي غزة، وكذلك حصار بيت حانون. ولم تستطع القوات الإسرائيلية الاستيلاء على مدينة أخرى هي خان يونس، كما أحبط الفلسطينيون محاولة لشن هجوم برمائي إسرائيلي على شاطئ رفح”.
بهذا الشأن، يرى خبراء آخرون، وفقاً لـ (روسيا اليوم)، أنّ “القوات البرية الإسرائيلية تستخدم تكتيكاً بطيئاً للتقدم نحو مدينة غزة، حيث تقوم بمناورة بين التوغلات والانسحابات، بهدف سحب مقاتلي حماس، والكشف عن مواقعهم، ثم تمشيط هذه المواقع بغارات جوية”.
أمّا المعهد الأمريكي للحرب الحديثة “MWI”، فيعتقد أنّ العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة “ستحدد إلى حد كبير شكل حرب المدن في الأعوام المقبلة، ويصف الخبراء الأمريكيون معاييرها التقريبية على النحو التالي:
أوّلاً: الاستخدام النشط للصواريخ في ظروف الأبنية المتراصة، خاصة أنّ حماس لديها ترسانة من الصواريخ تقدّر بعدة آلاف.
ثانياً: استخدام طائرات مسيّرة أكثر من الصواريخ، فلم “يكن على الأمريكيين في عام 2003 ولا الإسرائيليين في عام 2014 التعامل مع مثل هذا العدد والتنوع من الطائرات من دون طيار، من طائرات الكاميكاز المسيّرة إلى المروحيات الرباعية التجارية المعدلة لإسقاط الذخيرة”.
هذا بالإضافة إلى انتشار استخدام الأنفاق والتحصينات تحت الأرض في قطاع غزة، إلى جانب الاستخدام الفعال للأسلحة المحمولة المضادة للدبابات، وتُعدّ هذه الأنواع وغيرها من الأسلحة المحمولة والفعالة سهلة النقل والإخفاء.
كما أشار المعهد الأمريكي للحرب الحديثة إلى استخدام الدعم والقناصة، وأنّ حماس “ستسعى جاهدة من أجل القيام بدفاع نشط قائم على القتال المباشر. وتستند هذه التكتيكات على نقاط قوية “المباني المصنوعة من الخرسانة والحديد الصلب، وغالباً مع طوابق سفلية وأنفاق”، وقناصة.
في هذا الشأن يقول المصدر ذاته: إنّ تاريخ حرب المدن يظهر أنّ الاستيلاء حتى على مبنى واحد، قد يستغرق أسابيع أو شهوراً.
إلى ذلك، نقلت مجلة (تايم) عن عاموس فوكس، الباحث في جامعة (ريدينغ) المتخصص في الحرب غير النظامية، تشديده على أنّ “تضاريس غزة قد تجعلها أكثر فتكاً بالمدنيين من حرب المدن في العراق وسوريا”.
وفيما يعتقد جون سبنسر، وهو ضابط أمريكي متقاعد ورئيس دراسات حرب المدن، أنّ الجيش الإسرائيلي قادر على تدمير قدرات حماس العسكرية، يشكك عاموس فوكس في ذلك قائلاً: “من الناحية الواقعية، فإنّ مثل هذه الأهداف تكاد تكون بعيدة المنال دائماً، لأنّه من الصعب القضاء على فكرة أو إيديولوجية، وشعب يعمل على تلك الإيديولوجية، خاصة بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي الذي كان موجوداً هناك منذ عام 1948”.
الباحثان الأمريكيان يتفقان، حسب (روسيا اليوم) على أنّ “الضغط من قبل المجتمع الدولي قد يلعب دوراً كبيراً في النتيجة النهائية للحرب. وقد تظاهر مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم ضد الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة، ودعوا إلى وقف إطلاق النار”.
جون سبنسر، الضابط الأمريكي المتقاعد والمتخصص في حرب المدن، يصل إلى خلاصة في هذا الشأن؛ مفادها أنّ “الحرب لا تتعلق فقط بهزيمة عدوك، إنّها تتعلق بهزيمة إرادة عدوك. أي مدافع سيخسر مع ما يكفي من وقت، لكنّ الأنفاق تسمح له بالبقاء على قيد الحياة وإبطاء الجيش الإسرائيلي حتى يطلب منهم التوقف” من قبل المجتمع الدولي.