كريتر نت – متابعات
تحاول إسرائيل إنقاذ سمعتها في الغرب بعد مرور أكثر من شهر على هجوم مدمر استهدف غزة وأدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني وإصابة آلاف آخرين، وتسعى للإيحاء بتريثها في اجتياح المستشفيات بعد أن أكدت عدة مرات أن حماس تستخدم المؤسسات الصحية كمقرات قيادة وأن عقد تواصل الأنفاق تمر من تحت المستشفيات.
وتريد إسرائيل من خلال هذه المحاولات الإيحاء للغرب بأنها مستعدة للتفاوض ومهتمة بحياة الأبرياء، بعد أكثر من شهر من التدمير الممنهج والقتل العبثي للمدنيين، وهو ما أفقدها زخم التعاطف الغربي معها في بداية الهجوم الذي جاء ردا على هجوم حماس الذي أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي وجرح أكثر من 5000، بينهم من يحملون جنسيات أخرى كالفرنسية والأميركية.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري “انتشرت معلومات كاذبة (تفيد) بأننا نطوّق مستشفى الشفاء ونقصفه. هذه تقارير كاذبة”، مضيفا “حماس تكذب بشأن ما يحدث في المستشفيات”.
المعارك لا تقتصر على محيط مستشفى الشفاء، بل تدور أيضا قرب مستشفيات أخرى منها المستشفى الإندونيسي
وتحول مستشفى الشفاء إلى ساحة حرب بعد استهدافه بغارات إسرائيلية السبت. وقال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد لإجلاء الأطفال الرضع من أكبر مستشفى في غزة الأحد، وذلك بعد أنباء عن مقتل طفلين حديثي الولادة في المستشفى وسط مخاوف على عشرات آخرين مهددين بالموت بعد نفاد الوقود في ظل قتال عنيف في المنطقة.
وكان الجيش الإسرائيلي نفى استهداف المستشفى بشكل متعمد، لكنه كرّر اتهام حماس باستخدام المرافق الطبية كمقار لها ولقيادييها وبنيتها العسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر لم تذكرها أن إسرائيل ستطلق سراح السجناء الفلسطينيين من النساء والقصر من سجونها وستدرس السماح بدخول الوقود إلى غزة، مع احتفاظها بالحق في استئناف القتال بعد الاتفاق.
وسعت إسرائيل إلى ربط حماس مباشرة بوضع المصابين والمرضى في المستشفيات بالحديث عن رفض الحركة إجلاء الرضع، مما يلقي بمسؤولية مصيرهم على عاتق حماس.
في المقابل تركت حماس قضية المستشفيات لتصريحات القائمين عليها من أطباء وممرضين، ولبيانات من طواقم الأمم المتحدة حول الوضع الكارثي الذي وصلت إليه المؤسسات الصحية بسبب القصف الإسرائيلي.
وأشار مدير مستشفيات قطاع غزة محمد زقوت الأحد إلى أن “الإخلاء القسري” لمستشفييْ النصر والرنتيسي للأطفال في القطاع أخرج المرضى إلى “الشوارع دون رعاية طبية”، مضيفًا “فقدنا الاتصال تمامًا بالكادر الطبي في مستشفيي النصر والرنتيسي للأطفال”.
من جهتها قالت مديرة جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) ميلاني وارد “سيارات الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى المستشفى، خصوصًا تلك التي لديها المعدات اللازمة لنقل هؤلاء الأطفال، ولا يوجد أي مستشفى لديه القدرة على استقبالهم، لذلك ليس لدينا ما يشير إلى أن عمليات النقل هذه يمكن أن تتم بأمان”.
ويؤكد مسؤولون في مستشفى الشفاء منذ عدة أيام أن عشرات الجثث متروكة قرب المستشفى وفي ساحته.
ولا تقتصر المعارك على محيط مستشفى الشفاء، بل تدور أيضا قرب مستشفيات أخرى في شمال غزة منها المستشفى الإندونيسي. وقال مديره عاطف الكحلوت إن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات دفع إلى قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه وأجهزة طبية. وأوضح أن المستشفى “يعمل بنحو 30 إلى 40 في المئة من قدرته”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ “الدبابات والآليات العسكرية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات”، مشيرا إلى قصف مدفعي وإطلاق نار في محيطه.
ولفت إلى أن المستشفى يضم نحو 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، محذرا من أن الأطفال الرضع “يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب”.
ويتصاعد الدخان من مناطق عدة في قطاع غزة، كما يمكن من خلال مقاطع فيديو سماع أصوات رشقات رشاشة وانفجارات في اليوم الـ37 من الحرب.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس المصنفة إرهابية من الدولة العبرية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي مدينة بني سهيلا جنوب قطاع غزة أفاد مراسل لوكالة فرانس برس بتدمير عشرات المنازل ومقتل عدد من الأشخاص وإصابة العشرات بجروح في غارة إسرائيلية الأحد.
وقُتل أكثر من 11078 شخصا في قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب، بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وفي إسرائيل أوقع هجوم حماس قرابة 1200 قتيل، معظمهم مدنيون قتلوا في السابع من أكتوبر الماضي، وفق آخر أرقام للسلطات الإسرائيلية. وقتل 42 جنديا في قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 240 شخصا اقتيدوا رهائن إلى قطاع غزة بعد هجوم حماس، وبين هؤلاء 30 طفلا على الأقل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” الأميركية الأحد عن احتمال التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة حماس.
ويخوض الجيش الإسرائيلي معارك شرسة مع مقاتلي حماس في قلب مدينة غزة حيث تتركّز، وفق إسرائيل، قيادة حماس التي يتحصّن مقاتلوها في شبكة أنفاق.
وتقول حركتا حماس والجهاد الإسلامي إنهما تمكنتا من تدمير عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية.