كريتر نت – متابعات
قال مسؤولان أمريكيان، و(4) مسؤولين من منطقة الشرق الأوسط، و(4) دبلوماسيين مطلعين على المناقشات: إنّ كل الأفكار التي طرحتها إسرائيل والولايات المتحدة حتى الآن لإدارة مرحلة ما بعد الحرب في غزة، لم تحظَ بتأييد على نطاق واسع.
وتبرز السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية، مرشحاً طبيعياً للعب دور أكبر في غزة البالغ عدد سكانها حوالي (2.3) مليون نسمة، رغم المعارضة الواسعة للرئيس محمود عباس في كل من الضفة الغربية وغزة، على خلفية مواقفه من المقاومة الفلسطينة في القطاع.
مصداقية السلطة، التي يترأسها عباس منذ عام 2005، لحق بها الضرر الشديد وتضاءلت مصداقيتها، مع انحسار الأمل في مسار يقود إلى تحقيق حلّ الدولتين المنصوص عليه في اتفاقيات (أوسلو) للسلام عام 1993.
ووفق ما نقلت وكالة (رويترز) عن بعض الدبلوماسيين بأنّ تغيير القيادة داخل السلطة الفلسطينية قد يكون ممكناً مع بقاء عباس في “منصب شرفي”.
وقال مسؤول أمريكي: إنّ اختيار زعيم لغزة سيكون معقداً، لأنّ كل لاعب إقليمي لديه شخصياته المفضلة ومصالحه الخاصة.
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة ستدعم في نهاية المطاف أيّ زعيم يحظى بتأييد الشعب الفلسطيني، والحلفاء في المنطقة، بالإضافة إلى إسرائيل.
ويقول مسؤولون ودبلوماسيون: إنّه لم يظهر مثل هذا القدر من القلق من انتشار العمل العسكري في أنحاء الشرق الأوسط منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
ومهما كانت قرارات بايدن الدبلوماسية، يقول مساعدوه إنّه ليس لديه مصلحة في جر الولايات المتحدة إلى دور عسكري مباشر في الصراع، ما لم تهدد إيران أو وكلاؤها الإقليميون المصالح الأمنية الأمريكية.
وقال مراقبون لصحيفة (العرب) اللندنية: إنّ إحياء مفاوضات السلام يقطع على عباس هامش المناورة، ويجبره على حكم قطاع غزة بعد نهاية العدوان الإسرائيلي عليها، لأنّ رفضه يزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية المأزومة كونها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني المعترف به دولياً، وقد ينزع عنها الشرعية، وعندها ستسعى القوى الكبرى وبعض دول المنطقة إلى استبداله بإحدى الشخصيات التوافقية.
وفي السياق ذاته، يستبعد مسؤولون ومحللون لـ (فرانس برس) عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، في حال نجاح إسرائيل بتحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس، بعد أن أثارت واشنطن هذا الاحتمال.
ويُذكر أنّ السلطة الفلسطينية تتمتع حالياً بسلطة محدودة في الضفة الغربية، وفي العام 2007 طردت حركة حماس السلطة الفلسطينية من غزة بعد معارك بين الجانبين.